من المتوقع أن يشهد عام 2021 كثير من التغييرات السياسية حول العالم أبرزها وأولها رحيل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن البيت الأبيض، والذى تقول صحيفة الأوبزرفر البريطانية أنه سيغير وجه السياسات. وفى حين ستؤثر أزمة المناخ والتعامل مع كورونا كافة الدول، فإن بعضا منها سيواجه تحديات خاصة جدا رصدتها الصحيفة البريطانية فى تقرير لها.
تقول الأوبزرفر إن مزيجا من الأمل والخوف يسودان مع بداية العام الجديد فى أغلب دول العالم. فقد صنع العلماء العديد من اللقاحات لمرض لم يكن له اسم حتى فى مثل هذا الوقت العام الماضى. لكن الكثير من الدول ومنها بريطانيا والولايات المتحدة لا تزال تخوض الفترات الأشد فتكا للوباء.
ولن يختفى ظل كوفيد حتى فى الدول الغنية لأشهر قادمة. لكن عندما يزول تهديده القاتل، فإن العالم سيواجه تحدبات كبرى أخرى كانت لتسيطر على عناوين الأخبار فى أى عام عادى. وربما كانت القضية الأكثر إلحاحا، وإن لم يكن السياسيين ينظرون إليها على أنها كذلك، هى أزمة المناخ. فحرائق الغابات وموجات الطقس الشديد سلطت الانتباه على تكاليف ارتفاع درجات الحرارة والنافذة الضيقة أمام انبعاثات الغازات ومنع الاحتباس الحرارى الكارثى.
ومن المقرر أن يلتقى قادة العالم فى جلاسكو لإجراء قمة رئيسية حول المناخ هذا العام، وقد تم تأجيلها من العام الماضى بسبب الوباء. ويواجه القادة ضغوطا متزايدة للتوصل إلى خطوات جديدة هامة.
فى الولايات المتحدة، عندما يتولى الرئيس جو بايدن مهام منصبه فى 20 يناير، فإنه يواجه عددا كبيرا من التحديات أكثر مما واجهها أى رئيس منذ الحرب العالمية الثانية.
فوباء كورونا قتل أكثر من 350 ألف أمريكى حتى الآن، والاقتصاد يعانى بنسبة بطالة بلغت 6.7% ويصطف الآلاف أمام بنوك الطعام. وأصبحت المطالب بالمساواة والعدالة العرقية أكثر إلحاحا. وهناك شكوكا بأن روسيا تقف وراء أكبر هجوم إلكترونى على الحكومة الأمريكية. كما أن أمريكا مقسمة وديمقراطيتها هشة فى حاجة لإصلاح.
وقد أوضح بايدن، أكبر رئيس أمريكى منتخب على الإطلاق، أنه مكافحة كورونا هو الأولوية الأولى بعد فشل ترامب فى احتوائه. وكان بايدن قد حذر مؤخرا من أن الأيام الأكثر قتامة فى المعركة ضد كورونا لا تزال قادمة.
ومن بين التحديات التى يواجهها بايدن إقناع رافضى اللقاح به، ومواجهة حملة التضليل المتعلقة بالوباء فى أمريكا والتى أصبحت معدية أكثر من كورونا نفسه.
أوروبا:
مع إتمام بريكست وبدء حملة التطيعم ضد كورونا وقدوم رئيس أمريكى يمكن التنبؤ به ، فإن 2021 ينبغى أن يكون عاما أسهل لأوروبا.
لكن القارة لديها مصاعبها الداخلية مع استمرار التطورات السياسية العالمية التى تسبق أزمات 2020. فالانقسام بين الدول الغربية وحكومات بولندا والمدر لا يزال تسع. بينما تخاطر ألمانيا التى تمثل مع فرنسا مركز السلطة الاقتصادية والسياسية للاتحاد الاوروبى، بالانشغال برحيل أنجيلا ميركل واختيار خلف لها مع إجراء انتخابات فى سبتمبر المقبل. كما ستجرى هولندا التى يزداد تأثيرها أيضا انتخابات برلمانية. وفى كلا البلدين، فإن اليمين المتشدد المتشكك فى أوروبا قد يلعب دورا كبير بعدما حلت الأزمة الاقتصادية محل الأزمة الصحية.
أفريقيا: بدءا من الأسابيع الأولى لعام 2021، ستتجه القارة السمراء لعام من السياسات المتوترة والاحتجاجات المضطربة مع محاربة أصوات جديدة من الشباب والساخطين من أجل سماع أصواتهم وسعى قادة جدد لتأكيد سلطاتهم وتشبث القدامى بالسلطة.
وهناك مشكلات هائلة تواجه أفريقيا مثل الأثر المدمر لوباء كورونا على المجتمعات والاقتصاد وتزايد انعدام الأمن فى كثير من المناطق والأزمات البيئية وأسئلة كبرى يطرحها الملايين من الشباب عن مستقبلهم.
ومن المقرر أن تشهد أوغندا انتخابات هذا الشهر يتنافس فيها سياسى مخضرم عمره 76 عاما مع مغنى شاب عمره 38 عاما. ورغم توقعات فوز الرئيس يورى موسييفيتى على المغنى صاحب الكاريزما بيبى واين، إلا أن البلاد شهدت اضطرابات تثير شكوكا حول شرعية أى انتصار.
كما من المرجح أن تشهد إثيوبيا انتخابات برلمانية تأتى بعد حملة عسكرية دموية شنها رئيس الوزراء أبى أحمد ضد إقليم تيجراى.
الصين: تبدأ الصين هذا العام بعودة اقتصادية واجتماعية بعد أزمة الوباء. وسيراقب جيرانها استمرار البناء العسكرى فى بحر الصين الجنوبى وفى تايوان.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع