أمهات طلاب الثانوية العامة مقاتلات خلف الكواليس.. من بيع الذهب للجمعيات هكذا تقضى الأمهات السنة الكبيسة.. حكايات من قلب البيوت عن امتحانات "رمضان".. إصلاح تقضى الصيام والصلاة تدعو لابنها.. ومها منعت العزومات


كتبت سلمى الدمرداش - تصوير أشرف فوزى - محمود فخرى

دموع وقلق وأمنيات عالقة تنتظر التحقيق.. هذا هو حال أمهات طلاب الثانوية العامة المقاتلات الحقيقيات خلف الكواليس، جنديات مجهولات يختفين عن المشهد الرئيسى فى حياة كل طالب، ويحركن الأمور بالكامل بالأيدى الناعمة، فعلى مدار عام كامل تدخل الأمهات مع الطلبة معسكرات المذاكرة والدروس الخصوصية، ومهما بلغت التكلفة لن تبخل أم أياً كانت ظروفها الاقتصادية بكل ما تملك ليحصل ابنها على نصيبه كاملاً من الدروس وفرصته الكاملة طوال العام، تضطرهن الظروف لبيع الذهب الذى ادخرنه "لوقت زنقة"، وفك الكيس عن "تحويشة العمر" فليس هناك ما هو أهم من مستقبل "الولاد"،  فضلا عن الجمعيات التى تدخلها الأمهات بمبالغ باهظة لسد تكاليف الدروس والمصاريف طوال العام.

على هامش هذا العام بتفاصيله ومعاناته التى لا تنتهى تبقى فترة الامتحانات هى الأكثر صعوبة وقسوة فمن المذاكرة فى أيام الشهر الكريم للضغط العصبى أيام الامتحانات، تعيش الأمهات أصعب شهور هذا العام، وبجانب التوتر الذى يعيشه الطلبة فى كل ساعة من امتحان لآخر، تعيش الأمهات أضعافه بدون مبالغة، تجدهن أمام اللجان فى انتظار انتهاء موعد الامتحان، تنتظر أعينهن الوقوع على أبنائهن ليقرأن من ملامحهم ما حدث بداخل اللجنة.

الأمهات أمام اللجان
الأمهات أمام اللجان
الأمهات يحملن ملازم أبنائهن خارج اللجان
الأمهات يحملن ملازم أبنائهن خارج اللجان

 

"اليوم السابع"، دخل إلى حياة البطلات الحقيقيات فى مرحلة الثانوية العامة، وكانت البداية مع سعاد خطاب والدة الطالبة نوران التى روت لنا طبيعة الحياة على مدار سنة فى الثانوية العامة، وقالت "قضينا فترة من التوتر والقلق وتغيير نظام الحياة بشكل كامل"، مشيرة إلى أن فترة الامتحانات فى رمضان لها وضع خاص، فلا يوجد مجال للعزومات أو التجمعات، بالإضافة إلى مشاهدة التلفاز وقت تناول الإفطار فقط، ومن بعدها تظل بجوار ابنتها لتخفف عنها التوتر، وتنام معها وتستيقظ معها وقت الفجر وتظل بجوارها طيلة فترة المذاكرة والمراجعة، وأنام وهى فترة الامتحان فى الصباح واقضى وقت نومى بين الكوابيس والهلاوس، و"نصيحتى لكل أب وأم حاليًا أن يخففا التوتر عن أبنائهم ويتركوا الأمور للمولى عز وجل".

الأمهات يطمئنن على أبنائهن بعد الامتحان
الأمهات يطمئنن على أبنائهن بعد الامتحان
الأمهات يعشن لحظات الحزن بعد الامتحان
الأمهات يعشن لحظات الحزن بعد الامتحان

 

ومن نوران إلى يوسف إبراهيم ووالدته إصلاح المصرى التى بدأت حديثها قائلة "احنا بقالنا سنة برا الدنيا"، مشيرة إلى أنها طوال العام مسخرة الوقت للدروس وتنسيق مواعيد المدرسين، مشيرة إلى إنها على مدار الأشهر السابقة كانت فى حالة من القلق الدائم.

 

وأضافت"صحيان بدرى للدروس، وشيل هم امتحانات الدروس، وخناقات على الخروج والرحلات، هو نفسه مكنش قلقان زيى"، وعن فترة الامتحانات هذه الأيام قالت"لأول مرة مش قادرين نحس برمضان، انا بقضى الصيام والصلاة عشان أدعيله بس، وقبل كل امتحان لا بنعرف ناكل ولا نشرب ولا نشوف حاجة على التلفزيون ونعزم حد ولا نروح فى حتة، انا حسة إنى انا اللى بمتحن مش هو"، مشيرة إلى أن ما يحدث فى الامتحانات هو عقاب لأولياء الأمور قبل الطلاب وضياع فرحة الأيام المفترجة.

الأمهاعت فى انتظار أبنائهن خارج الللجان
الأمهات فى انتظار أبنائهن خارج الللجان
الصدمة على وجوه الأمهات
الصدمة على وجوه الأمهات

 

وفى السياق ذاته بدأت مها مصطفى والدة الطالبة زينب أحمد حديثها"انا كرهت التعليم كله ربنا يخرجنا من السنة دى على خير"، وأضافت"طوال العام نأجل كل شىء بسبب مواعيد الدروس، ومن قبلها لم نذهب إلى مصيف بسبب بدء الدروس، حتى حياتنا فى المنزل تغيرت أحاول أن أهيئ لها الجو حتى لا تفقد تركيزها، والحقيقة أن الأمهات يبذلن مجهودا قد يفوق مجهود الطلبة، خاصة أن الأم تحمل عبء منزل كامل وعبء الثانوية العامة بمصاريف وجمعيات للمراجعات النهائية، وتوصيل للدروس وانتظارها طوال فترة الدرس، خاصة ان بعض مواعيد الحصص فى وقت متأخر، أما فترة الامتحانات فـ"ربنا وحده اللى عالم بينا".

 

وأشارت إلى أن زفاف ابنتها الكبرى بعد العيد مباشرة وهى لا تعطى لها أى انتباه ولا يوجد أى مظاهر للفرحة برمضان، فتوقيت الإفطار فقط هو من يجتمعوا فيه ومن بعده يطوع البيت كله فى خدمة زينب، أترك أخوتها يخرجون وأظل معها حتى موعد الامتحان أذهب معها إلى اللجنة وانتظر حتى أعود بعد الامتحان، بعدما أفقد كل توازنى النفسى والعصبى فى هذه الفترة.

أم تهون على ابنها صدمة الامتحان
أم تهون على ابنها صدمة الامتحان
أم فى انتظار نجلها
أم فى انتظار نجلها
أم مع ابنها
أم مع ابنها
قلق الآباء والمهات
قلق الآباء والأمهات

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع