جوهرة قرآنية.. الشيخة "روحية" صاحبة أعلى أسانيد القرآن بالعالم العربى والإسلامى.. كفيفة وتحفظ القرآن بالقراءات العشر.. يأتى إليها حافظى القرآن من الدول العربية للحصول على إجازات

داخل غرفة صغيرة بقرية اتميدة التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تسكن سيدة كفيفه بمفردها تبلغ عامها الـ 90 ، بينما تجد أهالى القرية والجيران لاينقطعون عن زيارتها وخدمتها .

تشرب-شاى
تشرب شاى

وبمجرد أن تسأل عن اسمها تجد الجميع يتسابق ليوصلك إليها، وتجد كل الزائرين لها من شتى بقاع جمهورية مصر العربية ومن عدد من الدول العربية، وهى الشيخة روحية عرفة منصور، والتى تعد من أعلى الأسانيد فى العالم العربى والإسلامى فى القرآن الكريم، وتحفظ القرآن بالقراءات العشر، حيث تتلمذت على يد الشيخ عبد الغنى إبراهيم جمعه، ووصل ترتيبها فى الأسانيد رقم 28 منذ عصر الرسول محمد (ص) ، وتقوم بإعطاء إجازات لحافظى القرآن الكريم.

الأسانيد
الأسانيد

وتقول الشيخة روحية لـ"اليوم السابع": ولدت عام 1931، وكان والدى يعمل فى الشرطة فى ذلك الوقت، وانتقلت معه لمكان عمله فى محافظة الشرقية، وأراد والدى أن أحفظ القرآن، على يد أفضل المحفظين وهو الشيخ عبد الغنى جمعه فى ذلك الوقت وهو صاحب إجازة، وطلب الشيخ عبد الغنى من والدى الإقامة الكاملة عنده فى المنزل، لأتعلم وأحفظ القرآن.

الشيخة-روحية
الشيخة روحية

تابعت الشيخ روحية: ذهبت للشيخ وأنا بنت سبع سنوات وتعلمت القرآن الكريم كاملا عن طريق الحفظ، وتم ذلك فى خلال عامين فقط، ثم أراد والدى أن أهتم بالقرآن أكثر وأكثر، وأراد أن أتعلم القراءات، وبالفعل استمريت خمس سنوات أخرى لاتعلم القراءات حتى استطعت إجادتها.

تتحدث-لليوم-السابع
تتحدث لليوم السابع

وأكدت، إن الشيخ عبد الغنى كان يعاملها كابنته"جعلنى فى مرتبه عاليه معه، وكنت أعلم الأولاد، ثم عدت بعد ذلك إلى مسقط رأسى بقرية اتميده فى سن العشرين، وعشت بين أهلى وأقاربي، وأعيش معهم منذ 70 عاما على نفس الحال، وأقوم بتحفيظ القرآن للأجيال المتلاحقة، وإعطاء الإجازات للعديد من الموردين وطلاب العلم، من جميع الأقطار العربية"، وعلى الرغم من كبر سنها إلا أنها تتمتع بذاكرة قويه لحفظها القرآن الكريم.

سلسلة-أسانيد-القرآن-الكريم
سلسلة أسانيد القرآن الكريم

وتحدث جيران وأهل الشيخة روحية صاحبة الـ90 عاما، عن علاقتهم بالشيخة، وتفاصيل مهمة عن حياتها اليومية، وعددا من المواقف الصعبة والطريفة التى مرت بها، كونها كفيفة وقعيدة ويقومون بخدمتها.

يحملون-سلسلة-أسانيد-القرآن-الكريم

يحملون سلسلة أسانيد القرآن الكريم

تقول مرفت نصر وهى جارة الشيخة، إنها تعلمت وحفظت القرآن كاملا على يديها لمدة سنتين ونصف، وهى عند سن 35 سنة، مشيرة إلى أن الشيخة شديدة على الطلاب والتلاميذ الذين يرغبون فى حفظ القرآن، وكنت أغضب وأقول بأننى لن أكمل حفظ معها، ويأتى وقت وميعاد الدرس فأجد نفسى ارتدى ملابسى وأتوجه للدرس، فتقوم الشيخة بسؤالى :"انتى ليه عودتى تانى فأقول لها قدمى هى اللى رجعتني".

فيما تقول فادية، إنها تعرف الشيخة منذ مدة طويلة وهى مثل أمى ونحبها حبا كبيرا، وأضافت بأنها تمر مرور ليها فى اليوم أكثر من مرة، لقضاء طلباتها، فيما تقول أم هاجر من أهل القرية أنها تقوم بخدمة الشيخة باستمرار، وهى مسئول عنها فى الوضوء وترتيب غرفتها.

فى السياق ذاته، تقول الشيخة روحية: إنها تغضب بعض الوقت منهم وعلى الرغم من ذلك يأتون هم يصالحونها على الرغم من أنهم لم يخطئوا، ويقبلون رأسها ويطلبون منها السماح.

فيما يقول أحد الجيران، إن الشيخة تغضب جدا عندما نتأخر فى إيقاظها لصلاة الفجر، وتقول ضاعت عليا صلاة الجماعة وترفض أن تكلمنا، وتقول أنا مطلوب منى صلاة القيام والفجر حاضر.

وأشار الجيران إلى أنه ذات مرة أثناء إعداد الشيخة الطعام داخل غرفتها اشتعلت النيران فى محتويات الغرفة بالكامل، وبعد استغاثة الشيخة قمنا بفتح الغرفة ووجدنا النيران فى كل مكان، وتوقعنا أنها ماتت وأثناء ذلك وجدنا النيران فى الغرفة وهى فى الوسط لم يمسسها أى سوء، وأخرجناها سليمة بدون إصابات ولكن محتويات الغرفة كلها احترقت بالكامل.

فيما قال هانى أحمد أحد أقارب الشيخة، وأضاف أنها أصيبت بفقدان ذاكرة فى أحد المرات، ولم تتذكر إلا غير القرآن، وظلت تردد قرآن فقط، وفى اليوم التالى وجدناها تذكرتنا جميعا.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع