أخبار عاجلة

حرائق شمال لبنان تخرج عن السيطرة وتتمدد نحو الحدود السورية.. ودعوات لإعلان "عكار" منطقة منكوبة.. والرئيس عون يطلب سرعة محاصرتها والجيش يكثف جهوده وسط نزوح الأهالى.. وطائرات مروحية أردنية لدعم عمليات الإطفاء

يستمر اشتعال حرائق الغابات فى شمال لبنان لليوم الرابع على التوالى، ملتهمة مساحات شاسعة من الأحراج، حيث اقتربت من منازل السكان وتوسعت نحو الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وفق الوكالة الوطنية للإعلام بلبنان.

فيما طالب نقيب المهندسين فى طرابلس والشمال ​بهاء حرب، ​ الدولة اللبنانية بإعلان عكار منطقة منكوبة والعمل وفق هذا القرار للإسراع فى إخماد الحرائق.

ولفت فى بيان إلى أنه أصدر التوجيهات اللازمة فى نقابة المهندسين بتعيين لجنة فنية وتقنية، مهمتها زيارة عكار خلال اليومين المقبلين ومعاينة الأضرار اللاحقة بالأراضى والمزروعات والواقع البيئى عمومًا.

كما دعا الأجهزة الأمنية المختلفة إلى إجراء أوسع تحقيق واتخاذ كل الإجراءات الضرورية فى هذه القضية للكشف والقبض على الفاعلين والمجرمين، فى حال تبين نتيجة التحقيقات أن اندلاع كل هذه الحرائق هو بفعل إهمال.

وكانت الحرائق قد اندلعت فى غابات الصنوبر بمنطقة القبيات بمحافظة عكار شمالى لبنان، فيما امتدت لتشمل منطقة الهرمل شمال شرقى لبنان وصولا إلى الحدود اللبنانية السورية.

وقد خرجت تلك الحرائق عن السيطرة فى منطقة جبل أكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وتوسعت رقعة النار ليلا بشكل كبير فى محلة قرنة الديبة، واقتربت من البساتين والحقول الزراعية وبعض المنازل التى غادرها سكانها تحسبا من تغير اتجاه الرياح ليلا واندفاعها باتجاههم.

2021_7_28_17_27_5_931
 

من جانبه طلب الرئيس اللبنانى ميشال عون من الأجهزة الأمنية التشدد فى العمل على محاصرة وسرعة إخماد نيران الحرائق التى امتدت فى منطقتى عكار شمالى لبنان وجرود الهرمل شمال شرقى لبنان وعدد من البلدات المجاورة للحدود اللبنانية- السورية.

ودعا الرئيس اللبنانى إلى العمل على منع امتداد النيران إلى المنازل والأماكن السكنية، وتوفير المساعدة للاهالى الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، متقدما بالتعازى لذوى المتطوع أمين ملحم الذى توفى بالأمس أثناء مكافحته النيران.

يأتى هذا بعد أن تلقى عون تقارير من قيادة الجيش والدفاع المدنى حول مسار مكافحة الحرائق، والمعلومات الأولية عن حجم الخسائر التى لحقت بالأشجار. كما اطلع على ما قام به الصليب الأحمر اللبنانى من عمليات إجلاء للأهالى الذين تقع منازلهم فى محيط رقعة النار، فى الوقت الذى استمرت فيه مروحيات الجيش وفرق الدفاع المدنى والمتطوعين فى عمليات المكافحة.


جهود الإنقاذ

وفى الوقت نفسه تعمل فرق الدفاع المدني والمتطوعين على الأرض وطوافات للجيش اللبنانى من الجو، على محاولة إخماد النيران، حيث تم تركيب بركة مياه فى أحد الحقول القريبة من موقع الحريق.

الحرائق
الحرائق

 

من جانبه، أعلن الصليب الأحمر اللبنانى الدفع بـ 18 سيارة إسعاف، حيث قام بإخلاء 17 شخصا ونقل 8 إلى المستشفى وجرى إسعاف 25 شخصا بمواقع الحرائق، كما أنشأ الصليب الأحمر 5 مراكز اسعاف متقدمة فى مناطق متفرقة بمحيط النيران منها منطقة القطلبة والمرجان وعودين وكفرتون والرويمة.

وأكدت المديرية العامة للدفاع المدنى بلبنان الدفع بـ420 عنصرا للمساهمة فى جهود الإطفاء والانقاذ مدعومين بـ 50 سيارة إطفاء و17 سيارة إسعاف.

 

نزوح الأهالى

 أثارت الحرائق الرعب فى نفوس سكان القضاء، وسط حركة نزوح كثيفة لا سيما فى بلدة أكروم وجوارها، حيث نشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر اقتراب الحريق من منازلهم، ووصف شهود عيان الوضع بأنه خارج السيطرة فى منطقة جبل أكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وتوسعت رقعة النار فى محلة قرنة الديبة واقتربت من البساتين والحقول الزراعية وبعض المنازل التى غادرها سكانها، خوفا من تغير اتجاه الرياح واندفاعها فى اتجاههم.

 

جهود إطفاء الحرائق

جهود إطفاء الحرائق

وشهدت البلدة والقرى المجاورة نزوحا كثيفا نحو مناطق بعيدة عن الحريق، فيما أطلق أهالى البلدة والمسؤولون والجهات البلدية مناشدات ليلية عبر وسائل الإعلام المحلية للمساعدة.

 

لبنان يطلب المساعدة

وعلى صعيد متصل، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، اتصالًا بوزيرة الدفاع والخارجية بحكومته زينة عكر؛ لطلب مساعدة عاجلة من قبرص لإرسال طائرات متخصصة فى إخماد الحرائق وإنقاذ المواطنين فى منطقة القبيات بمحافظة عكار شمالى لبنان.

وطلب دياب من وزير الداخلية اللبنانية محمد فهمى، إعطاء التعليمات إلى البلديات فى المنطقة للمؤازرة وتقديم المساعدة، كما أجرى الرئيس دياب اتصالًا بمدير الدفاع المدنى العميد ريمون خطار واطلع منه على سير عمليات إخماد الحريق، كما أعلن الدفاع المدنى اللبنانى استقدام التعزيزات من كافة المناطق للسيطرة على النيران.

وقد شهد شمال لبنان منذ أيام العديد من الفعاليات الاحتجاجية والمسيرات وقطع بعض الطرق وأعمال شغب محدودة؛ اعتراضا على تردى الأوضاع المعيشية والاجتماعية إثر الانهيار المتسارع لسعر الليرة اللبنانية أمام الدولار فى السوق غير الرسمية مما أدى إلى زيادة كبيرة فى أسعار العديد من السلع، وقامت بعض المحلات والمتاجر بإغلاق أبوابها لعدم القدرة على تسعير المنتجات فى ضوء القفزات فى سعر صرف العملة الأجنبية، بالإضافة إلى النقص الكبير فى الوقود وانقطاع الكهرباء الحكومية أغلب ساعات اليوم وعجز أصحاب المولدات عن تعويض غياب الكهرباء الحكومية بسبب عدم توافر المازوت الذى أصبح له سوقا موازيه بأسعار أعلى.

ومن جانب آخر، قال العماد جوزاف عون القائد العام للجيش اللبنانى أنه من غير المسموح تحت أى ظرف إغراق البلد فى الفوضى وزعزعة أمنه واستقراره، داعيا العسكريين اللبنانيين إلى عدم السماح لأحد بأن يستغل تردى الوضع المعيشى للتشكيك بإيمانهم بوطنهم ومؤسستهم، مشددا على أن لبنان أمانة فى أعناقهم، جاء ذلك فى رسالة وجهها قائد الجيش اللبنانى إلى العسكريين بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لعيد الجيش والتى توافق الأول من أغسطس.

وأكد عون فى رسالته أن العيد هذا العام يحل ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار ميناء بيروت البحرى الذى أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 شهداء، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هى الأقوى فى تاريخ لبنان الحديث وسط استمرار تفشّى وباء كورونا.

وأضاف أنه رغم الأزمات المتلاحقة والتى تتفاقم يومًا بعد يوم، تتجه الأنظار إلى المؤسسة العسكرية التى تبقى محط آمال اللبنانيين بعدما أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التى حازت ثقة الشعب ودول العالم بفضل أداء العسكريين الذى أظهروه فى جميع الظروف، والاحترافية فى تأدية مهامهم على اختلافها وتشعباتها، ومواكبتهم السريعة لأى طارئ واعتمادهم أقصى معايير الشفافية فى التعامل مع الملفات ذات الطابع الإنسانى والأمنى واستجابتهم الضرورية والملحّة التى تؤمن استمرار عدد من القطاعات الحيوية.

واستطرد عون فى رسالته قائلا: "إن تحديات إضافية سوف تعترضنا، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأنٍّ. لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولى الذى ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم."

وأضاف أنه وسط هذه المهمات الاستثنائية، تبقى عيونهم ساهرة على الحدود لمواجهة خطر العدو الذى يهدد بضرب صيغة العيش المشترك، كذلك الإرهاب الذى يتحيّن الفرص لمحاولة الظهور مجددًا.

ودعا قائد الجيش اللبنانى جميع العسكريين لأن يكونوا يقظين لمواجهة هذه التحديات التى تضاف إليها مكافحة المخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع