أخبار عاجلة
حصاد الرياضة المصرية اليوم الخميس 28 / 3 / 2024 -

أكرم القصاص يكتب: نفق الشهيد أحمد حمدى 2.. وعد التنمية والعبور الجغرافى

وعد آخر يتحقق فى زمن قياسى، شاهد على الإرادة فى التنمية، والسير بخطى سريعة نحو توسع يضاف إلى مساحة مصر ويغير الجغرافيا، ظلت تنمية سيناء وإقامة مجتمعات قادرة على البقاء مطلبا دائما منذ تحرير سيناء، ما بعد العبور العظيم لقواتنا الباسلة فى أكتوبر، لكن ظلت المطالب أقرب للأحلام، مجرد مطالب على ورق، لكننا اليوم شهدنا وفاء بالوعد، وتحقيقا لمطالب تجعل الحلم حقيقة، سيناء تلتحم مع الوادى والدلتا، وهى لم تنفصل أبدا، لكنها اليوم تتواصل دائما من خلال 7 أنفاق وكبارى وشريط للسكة الحديد، اتصال يحمل إرادة التنمية إلى الشرق، ليتحقق حلم آبائنا وأعمامنا الذين عبروا ودفعوا دماءهم ثمنا لتحرير سيناء. 

 

بالأمس، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، نفق الشهيد أحمد حمدى 2، لينضم إلى أنفاق مدن القناة، ضمن عملية تعمير وتنمية غير مسبوقة فى سيناء، تفتح الباب لإقامة مجتمعات كاملة تستقبل أنشطة متعددة، لتنظر إلى التنمية فى القطاع الغربى، وتحقق أمنا واستقرارا وفرص عمل وتعميرا. 

 

بعد أن ظلت السياحة هى النشاط الوحيد الذى يتأثر بالأحداث، مثل الإرهاب وفيروس مثل كورونا، كما حدث فى العالم، لكن خطط التنمية الدائمة تمثل تحولا جغرافيا وتنمية مستديمة، بل إنها تدعم السياحة وتسهل الحركة من وإلى المناطق السياحية شرقا وغربا، ومع الأنفاق هناك القطار السريع والكهربائى، الذى يربط طرق السياحة والاستثمار داخل مصر إقليميا وقاريا ودوليا. 

 

النفق الجديد 500 متر شمال نفق الشهيد أحمد حمدى الحالى بمحافظة السويس، وهو ضمن مخطط ربط سيناء عبر 7 أنفاق جديدة وكبارى  هيدروليكية عائمة وسكة قطار الفردان، تم افتتاح بعضها ومنها كوبرى الشهيد أحمد المنسى، وكوبرى الشهيد أبانوب، وهناك 4 كبارى أخرى، كما تم افتتاح 4 أنفاق، 2 بمحافظة بورسعيد و 2 بمحافظة الإسماعيلية ومشروع 2 نفق جديد بمنطقة أبوسلطان.

 

نفق الشهيد أحمد حمدى 2 شريان حياة بين الشرق والغرب، خاصة لمحافظة جنوب سيناء ومدينة شرم الشيخ، ويهدف إلى توزيع ضغط حركة السيارات على النفق الحالى لتسهيل العبور وتقليل زمن الانتظار.

 

تنفيذ نفق الشهيد 2، وباقى أنفاق القناة بأيد مصرية، بشارة بما يعنى إمكانية التوسع فى الأنفاق فى مناطق يصعب أحيانا أن تقوم فيها كبارى، مع ملاحظة أن شركات مصرية عامة وخاصة تنفذ المشروعات الكبرى بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. 

 

أثبت المهندسون والعمال المصريون كفاءة عالية، خاصة بتجميع ماكينة الحفر العملاقة وإعدادها للعمل فى المشروع خلال عام واحد فقط، وذلك بعد أن أكد الخبراء والدراسات أن إعداد الماكينة لهذا العمل يستغرق مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، لكن الإرادة غلبت، يضاف لذلك أن إقامة البنية الأساسية من طرق وخدمات، أنشطة غير جاذبة للقطاع الخاص، الذى يعتبر الأمر أموالا فى الأرض لا تحقق ربحا، لكن الرئيس طلب من القطاع الخاص المشاركة واستغلال الفرص المتاحة للعمل فى مجتمعات جاهزة زراعيا وصناعيا، ضمن عملية استثمار حقيقية تعوض عقودا من الفرص الضائعة، تعطلت فيها الأرض التى تم توزيعها بلا خطط، وتم تسقيعها، لكن الدولة والرئيس السيسى أنهوا عملية منح الأراضى بلا ضابط، ودعا الرئيس رجال الأعمال لأن يتحركوا للاستثمار فى سيناء، مع وجود أراض زراعية جاهزة، وأراض صناعية، على أن يكون الهدف هو العمل وليس التسقيع والاتجار، وهو حل كان كفيلا بتغيير وجه مصر بعيدا عن الفرص الضائعة خلال عقود.

 

أنفاق سيناء أكبر من مجرد أنفاق للانتقال، لكنها خطوة لتوسيع جغرافى، وإضافة مساحة إلى الوادى والدلتا، وبناء مجتمعات تتوفر لها شروط البقاء، مكتملة المرافق والخدمات من مدارس ومستشفيات ضمن عملية تخطيط تتجاوز الحاضر للمستقبل. 

 

نفق الشهيد أحمد حمدى 2 ينضم إلى الأنفاق الأربعة، لتتم عملية الربط الكامل بين سيناء والوادى والدلتا، ليبدأ تحقيق حلم التنمية  المؤجل مع وجود كوبرى واستمرار الانقطاع والتنمية تعنى زراعة وصناعة وبشرا يقيمون مجتمعات قادرة على البقاء والتوسع بالإرادة والتخطيط.

 

ظل الحاجز أمام بناء مجتمعات كاملة هو التواصل، حتى كان التفكير فى الأنفاق الأربعة فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، ثم نفق الشهيد أحمد حمدى 2 الذى يضاعف من استيعاب النفق للحركة بشكل سلس، الأنفاق تمثل لأول مرة ربطا كاملا بين سيناء والوادى والدلتا، لتكون مجالا لتنمية وحركة بناء وتعمير تستوعب مجتمعات مقيمة، فضلا عن سهولة الحركة وانتقال البشر، وعندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الاتجاه لبناء الأنفاق والعبور لتنمية سيناء، تعامل البعض على أنه مجرد حلم يصعب تحقيقه، لكن خلال أقل من أربع سنوات، بدأت عملية التنمية من خلال الأنفاق ومحطات تحلية المياه، وسدود لتخزين مياه السيول، ومؤخرا محطة لتنقية مياه الصرف لأغراض الزراعة والصناعة.

 

الأنفاق تم إنشاؤها بخبرات مصرية كاملة مع درجات تأمين عالية بأحدث وسائل التكنولوجيا، كاميرات مراقبة وأنظمة لمكافحة الحرائق، وممرات للطوارئ، وإخلاء آمن للأفراد حال حدوث أى أعطال أو طوارئ، وكل نفق من الأنفاق يسمح بالمرور خلال 7 دقائق من الغرب للشرق والعكس. 

 

الأنفاق مع شبكات الطرق الجديدة فى مصر شرايين جديدة تعيد رسم خريطة التنمية، وتفتح المجال لتوسع جغرافى يخرج مصر من الانحصار فى مساحة أقل من %6، نحن أمام خطة واضحة لبناء مجتمعات قادرة على الصمود والإنتاج، بالإضافة إلى أنها تنهى أى تهديد للأمن القومى.

 

وهناك مشروع المنزل والأرض، وفرص استثمارية كبرى مع وجود بنية أساسية تكلفت 600 مليار جنيه، مع مراعاة ظروف مجتمعات سيناء، وفى نفس الوقت، التوسع فى استيعاب مجتمعات جديدة تتوفر لها كل الخدمات والفرص.

 

هذه الأنفاق خطوة كبرى نحو تنمية وتعمير شامل لسيناء، يسهل انتقال ملايين المصريين للاستقرار والعمل والحياة، وتضيف إلى مصر مساحات جديدة، بعد أن ظلت حركة المصريين مرتبطة بنهر النيل فى الوادى والدلتا، كما تضاعف من قدرات مصر على جذب الاستثمارات وتضعها فى قلب حركة التجارة الدولية، وفى ظل ظروف مثل التهديد الفيروسى، فهى قاعدة إنتاجية للزراعة والصناعة، مع توفر الطاقة والمياه لأى تنمية زراعية أو صناعية، وهو ما يتجلى فى محطات الطاقة الشمسية ومحطات عملاقة لتنقية مياه البحر، بما يوفر الأساس الذى تقوم عليه خطوات التنمية المتعددة، الطاقة المتجددة للشمس والرياح تمثل مصادر دائمة ونظيفة للطاقة، وهو ما يقوم متوازيا ضمن خرائط التنمية الممتدة شمالا وجنوبا، كما يسهم فى توفير الطاقة بجانب المحطات التقليدية لتوليد الكهرباء.

 

وهذه ميزات التخطيط وعمل حساب كل تفصيلة للمستقبل، لتدخل مصر عصرا جديدا للتنمية والتوسع واستغلال الأراضى والثروات الطبيعية، بما يشكل قاعدة لرفع معدلات النمو، وتوفير فرص عمل واستيعاب الزيادة السكانية، بناء على تخطيط مسبق، وخلال سنوات يرى المصريون تحولا كبيرا على قاعدة اقتصادية واجتماعية، يحقق مطالب ونظريات ظلت فى إطار التصورات، لكنها تمت وتحققت بإرادة وشجاعة وجرأة على العمل الكامل.


 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع