الطيب الأمين.. فرد أمن بديوان محافظة الأقصر يعثر على 130ألف جنيه ويعيدها لصاحبها.. عثر على المال وبحث عن صاحبه 3أيام.. صاحبة الملبغ سيدة باعت أرض زوجها لتجهيز ابنتها.. والمحافظ يشيد بأمانته ويقرر مكافأته

الأمانة شعاره فى حياته وإعادة مفقودات الأهالى وسيلته لرضا الله ودفع الضرر والدعوات بالشفاء لإبنه الأصغر، ذلك النموذج المشرف والأمين هو "صلاح أحمد حسين" فرد أمن بديوان محافظة الأقصر، والذى ضرب مثالاً فى الأمانة كعادة أبناء الأقصر والصعيد.

صلاح عثر على مبلغ 130 ألف جنيه فى "كيس" سقط من صاحبه، وهو فى طريق عودته من العمل ليلاً، وظل 3 أيام يبحث عن مالكه حتى أعاد له المبلغ المفقود، ورفض الحصول على مكافأة منه نظير أمانته.

فكانت المكافأة الأكبر له لقاء المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، بموقعه فى العمل أمام بوابة المحافظة وشكره على إخلاصه وأمانته، وقرر استقباله بمكتبه غداً لمكافأته بشهادة تقدير ومكافأة مالية نظير الموقف الرجولى الذى قام به.

"اليوم السابع" التقى صلاح أحمد حسين فرد الأمن، والذى سرد تفاصيل ما حدث معه بأنه منذ 3 أيام مضت كان فى طريقه من ديوان المحافظة فى الحادية عشر ليلاً بعد انتهاء ورديته لمنزله بمنطقة نجع عبادى بالكرنك بوسط المدينة، فوجئ بكيس ملقى على الأرض فظن أنه كيس أسمنت فارغ وفوجئ أن بداخله شيء ما، فقام بإلتقاط الكيس من الأرض ووجد بداخله أموال كثيرة، وقرر التوقف بمنطقة عثوره على الكيس لأكثر من نصف ساعة إنتظاراً لمن يعود باحثاً عن ضالته، وعندما لم يجد أحد يبحث عن مال مفقود، استكمل طريقه لمنزله وقام بعد النقود ووجدها 130 ألف جنيه، فقام بعمل بوست على صفحات التواصل الإجتماعى بصفحته وباقى صفحات الأقصر، وطلب من يقدم دليل على المبلغ المفقود الذى لم يخبر أحد بقيمته سيقوم بتسليمه له.

وأضاف، أنه بعد نشر البوست على صفحات التواصل الإجتماعى بالعثور على مبلغ مالى وطلب من فقد أموال وقدم تفاصيلها سيعيدها له فى الحال، مرت 72 ساعة دون جدوى، وخلال تجهيز إبنه للتوجه به للمدرسة تلقى إتصالا هاتفيا فى السابعة صباحاً من سيدة قالت إنها فقدت مبلغ 130 ألف جنيه كان فى كيس أسمنت وبداخله كيس أسود وبداخله كيس أبيض، وقالت إن 50 ألفا كانت فى 2 أستك و50 ألفا فى 2 أستك و30 ألفا آخرى فئة 100 جنيه، ودلته على علامة آخرى بأنه مكتوب رقم 130 ألف على كيس باسم زوجها المتوفى، وطلب منها انتظاره حتى يتوجه بإبنه للمدرسة فى السابعة والربع صباحاً واتفق على لقائها وابنها، ووجدها سيدة مسنة، ويظهر عليها أنها من عائلة بسيطة جداً، وبعد سرد تفاصيل النقود عاد لمنزله وأحضر المبلغ المالى وقام برده إليها.

وأكد صلاح أحمد حسين فرد الأمن، أن السيدة من فرحتها الشديدة بعودة المبلغ المالى المفقود إليها قامت بإحتضانه كإبنها وحاولت تقبيل قدميه للتعبير عن فرحتها بعودة ضالتها، وقالت إنها قامت ببيع قطعة أرض ملك زوجها المتوفى لتقوم بتجهيز إبنتها الوحيدة للزواج، وتدعم إبنها الوحيد قبل الزواج، وحاولت تقديم مكافأة له من المال العائد إليها نظير أمانته ولكنه رفض نهائياً.

وأوضح فرد الأمن، أن ذلك الموقف ليس الأول له فبحكم عمله فرد أمن بديوان المحافظة، عثر من قبل على محفظة بها فيزات ومبلغ من المال على ماكينة الصرف لأحد البنوك أمام ديوان المحافظة، وأبقاها معه لحين عودة صاحبه وتسليمها له، كما عثر على هاتف فى معدية الأهالى خاص بسيدة وقام بإعادته لها فى منزلها بالبر الغربي، وهاتف آخر لميكانيكى سيارات عثر عليه بمنطقة المعدية وأعاده لصاحبه، موضحاً أنه متزوج ولديه طفلين محمد وأحمد، مناشداً الجميع بالدعاء لإبنه محمد المريض بالسكر فى طفولته.

فيما قال حاتم جابر سلامة مدير أمن ديوان محافظة الأقصر، إن صلاح وكافة أفراد الأمن بالمحافظة من أصحاب الأخلاق الرفيعة فى التعامل مع الجميع، مشيداً بذلك التصرف المميز من صلاح وأنه ليس بجديد على كافة رجال الأمن بديوان المحافظة، قائلاً: "صلاح من الشخصيات المحترمة جداً ومجرد وجوده فى وردية للأمن تكون ورديته منضبطة وهادئة جداً والجميع يحبه ويحب التعامل معه، ويوجد بورديته إلتزام تام جداً، وهو السلوك الطبيعى لصلاح وأخلاقه تشهد له أمام الجميع".

وأضاف مدير أمن ديوان محافظة الأقصر، لـ"اليوم السابع"، أن فريق وأفراد الأمن بديوان محافظة الأقصر ذوى أخلاق رفيعة وأبناء عائلات محترمة، وما قام به صلاح يمثل جزء من أخلاق أصدقاؤه، مؤكداً أن المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر يمثل حالة من النبل والأخلاق الجميلة مع الجميع، وهو ما ينعكس عليهم جميعاً فى حسن التعامل مع الجميع.

وفى نهاية اللقاء، قال صلاح أحمد حسين فرد الأمن الأقصرى الأمين، أنه خلال رحلة البحث عن أصحاب المبلغ الذى بحوزته إتصل به أكثر من شخص وقدموا دلائل على مفقودات لهم، ولم يتجاوب معهم لأنه حال عثور أحد على أموال يقوم أصحاب النفوس الضعيفة بإيهام الشخص بأنهم أصحاب المال ولا يقدمون أمارات ودلائل على كذبهم، مناشداً كل من يعثر على مبلغ مالى بضرورة البحث عن صاحبه لأنه لا يعلم أحد ظروف صاحب المبلغ وهل سيستخدمه لعملية جراحية له أو أبناؤه أو يحتاجه لزواج فتاة كما فى حالة السيدة التى إلتقى بها، مناشداُ الجميع برد الأمانات إلى أهلها كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم.