مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق " لصوت بلادي ": نقابة الصحفيين اصبحت تسير وفق أهواء الايديولوجيات بمجلس النقابة

مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق " لصوت بلادي ": نقابة الصحفيين اصبحت تسير وفق أهواء الايديولوجيات بمجلس النقابة
مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق " لصوت بلادي ": نقابة الصحفيين اصبحت تسير وفق أهواء الايديولوجيات بمجلس النقابة

أجري الحوار :
محــــــــــب غــــــــبور
رشـــــــا لاشـــــين 

مكرم محمد أحمد :

خريجو اعلام في مهب الريح وسط تحكمات الرأسماليه 

من المحال خصخصة الصحف القوميه فهي مثقله بالديون 

عبد المحسن سلامة ارشحه كنقيب جديد للصحفيين فهو واجهه مشرفه 

 لا يوجد صحفي بمصر يتمتع بأمان حقيقي 

 

لقب بشيخ الصحفيين نظرا لانه يحمل هموم المهنه واصحابها .. يقف بجوار الشباب منهم ويرأف بحالهم ويشفق عليهم من سيطرة رأس المال والمصالح الخاصه التي تدار من وراء الستار ليكونوا هم ضحايا صفقات رجال الاعمال وتكون بعدها حياتهم ومستقبلهم في مهب الريح في ظل الاحوال الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد .. مكرم محمد أحمد هو علامة بارزة محفورة في قلب الوطن فلن ننسي مواقفه مع الصحفيين عندما كان نقيبا وحملة لهموم المهنه وسعيه لحل الكثير من مشكلات صاحبة الجلالة رغم اتهام البعض منهم من المعارضين انه كان صوتا للحاكم .. لكنه يري انه لا يصح الا الصحيح فهو رجل صاحب رؤية لابد ان تحترم بحكم اداب المهنه .. كما انه غير راضي عن سياسة النقيب يحيي قلاش في الدفاع عن حقوق الصحفيين ككل وليس الاثنين اللذان تستر عليهما ووضع الصحفيين في موقف سيء مع السلطة .. تشرفت صوت بلادي بلقاء شيخ الصحفيين ونقيب الصحفيين الاسبق ولأول مرة كان حوارا مشتركا بيني وبين الاستاذ مكرم ويشاركني معه رئيس التحرير محب غبور الذي اهداه باقة من الورود بعد خروجه من الوعكة الصحية التي المت به في الفترة الاخيرة .
واليكم الحوار ..

 

س : هل ستستمر الدولة في تقديم الدعم للجرائد القوميه رغم الأزمة الاقتصادية الحالية وارتفاع سعر الدولار وتكاليف المواد الخام أم ستتوقف عند وضع معين ؟
ج : لابد من وجود صيغه اخري لاستمرار هذا الدعم ..لان الوضع الحالي صعب جدا .. فالدولة تتحمل رواتب كل العاملين بصحف الدولة غير تكاليف صناعة الجريدة ومع كل هذه الاعباء المتزايدة وتصاعد سقف المطالب الماليه وضع الصحافة القومية في خطر لان الدولة تمر بوقت عصيب الان ومن الصعب ان نقول ان الدولة علي استعداد ان تخصخص كل الصحف .. فالدولة لا زالت راغبه في وجود صحف قومية تعبر عن الصالح الوطني العام فنسبة توزيع الصحف وهي 70% اعتقد ان الفضل فيها يرجع للصحف القوميه وكذلك 70 % من الصحفيين علي مستوي المهنه ينتمون الي الصحف القومية ايضا و للاسف هذا الكيان الكبير يميل الان الي الضعف لان اقتصادياته غير منيعه ولا يوجد استعداد لان يتحمل مسئولية ذاته .. فاذا كان هناك رغبة لاصلاح احوال الصحف واولها الصحف القومية التي يعمل بها 60 % من مجموع الصحفيين.. فلابد من اتخاذ خطوات جادة واصلاح الهياكل الماليه وتسديد الديون الخاصه بالتأمينات الاجتماعيه او ديون لدي المؤسسات الخاصه لا تساوي بجانب الارباح الضئيله من الاعلانات شيئا .. فموقف الصحف القوميه صعب جدا والصيغه الجديدة التي يتم مناقشتها الان انه لابد من ان تكون هناك فترة انتقاليه لتسديد الديون لهذه الصحف لانها لا تستطيع ان تقوم بتسديد هذه الاعباء فضلا عن انها قدمت خدمات كثيرة للدوله كنسخ برامج الحكومة وغيرها فلابد ان يكون لدي الدولة دافع اخلاقي مهم لتساعد في تسديد هذه الديون او ترفع قمة راس المال بمقدار هذه الديون كما حدث هذا لتسديد ديون الصحف الخاصة ولابد ايضا ان يصاحب حل هذه الازمة الخاصه بالديون اصلاح الامور الداخلية بالمؤسسات واعتقد ايضا ان المطابع ليست مستغله بشكل واسع .. فكل جريدة لديها اسطول ضخم للطباعه ولكن هذا الاسطول عدد ساعات عمل مطابعه قليلة يصل احيانا الي اربع ساعات في اليوم وهذا قليل جدا فضلا عن اهل الثقه لدي رئيس مجلس الادراة ورؤساء التحرير اصحاب العزوة الذين يختارون صحفيين بعينهم كي يقومون بتعيينهم وحرمان البعض الاخر الذي ربما يكون اكثر كفاءة وامانه مهنيه فدار الهلال هذا العام تم تعيين اكثر من 300 صحفي بها وعندما كنت رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار الهلال كنت مانع التعيينات كي يتناسب  نسبة التوزيع مع المرتبات الخاصه بالعاملين وتقليل قيمة الديون بالمؤسسة ولكن علي النقيض الان نجد ان الاهرام بها 3 الاف صحفي منهم طاقة معطلة بنسبة كبيرة وهي كمية ضخمه جدا .. فعندما اشاهد عدد اليوم مثلا اتابع كم صحفي اسهم في العدد اليومي مثلا قسم التحقيقات الصحفيه أجد ان قليلين من وسط عدد كبير يشارك في تحرير صفحة التحقيقات .. كذا قسم الاخراج الصحفي ففي الماضي كان مثلا القسم اثنان واربعون فردا يشارك منهم اربعون .. أما الان فقد تضاعف العدد عشرات المرات .. ونظرا لقلة الانتاج والعمل نجد هناك الكثير من الاصدارات الخاسرة علي الرغم من تكلفته العاليه .. ففي ظل هذه الازمة نجد ان جورنال كامل يطبع علي ورق كوشية فاخر .. ما كل هذا الاسراف والاهدار ؟؟ لماذا ؟
فهناك اوجة كثيرة جدا مطلوب معالجتها كي تتخطي هذه الصحف ازمتها وتعود علي ما كانت عليه .. مثلا لابد من ايقاف التعيينات لمده خمس سنوات وبحث اقتصاديات الطباعه من جديد واعادة تنظيمها كذلك لابد ان تحتكر الصحف القومية طباعة الكتب المدرسيه بدلا من اللجوء الي المطابع الخاصة فلابد ان تساعد الدولة الصحف القومية علي تحسين اقتصاديتها وتقديم العون لها ورسم خريطة جديدة لمعالجة المشاكل الماليه واعادة هيكلة المؤسسات من جديد وان تتحول ايضا معظم الاصدارات الخاسرة الي مواقع اليكترونية افضل حتي نستطيع القول ان الصحافه تستطيع الاعتماد علي ذاتها والاكتفاء بمواردها كذلك تقليل مكافـآت رؤساء التحرير وهي ليس لها ضابط ولا حد ادني وكل رئيس تحرير يضع لنفسه رقم وهذا غير موجود في اي مكان في العالم سوي مصربالاضافة الي ان وضع الصحافه الخاصه العن واضل سبيلا فهناك صحفيين لا يتقاضون اي مقابل مادي ويظلون بالعشر سنوات يعملون دون يأس او انقطاع علي امل التعيين والحصول علي عضوية النقابه  فلابد من اعادة صياغة العلاقة بين المؤسسات الصحفية الخاصه والصحفيين الشباب علي الرغم من ان الحالة الاقتصادية لهذه المؤسسات لا بأس بها .. ومن     ضمن الاخطار التي تلاحق معظم الصحفيين الذين يعملون بالصحف الخاصة هو اغلاق الصحيفه ولجوء الصحفيين لسلم النقابه في وقفه احتجاجية او مظاهره للمطالبة بحقوقهم ولا اظن ان هناك صحفي مصري واحد يتمتع بأمن حقيقي .
فكثير من شباب الصحفيين خريجي الاعلام والذين اعتبرهم افضل واحسن شباب في مصر ينتهي به الحال علي سلالم النقابه مطالبا بالتعيين ولو كنت نقيبا لوقفت في صف هؤلاء الشباب ورغم كل هذه المنغصات الا ان الصحافة المصرية هي لازالت الرائدة في الشرق الاوسط فهي صاحبة الجلالة تأمر وتنهي .. هي التي ممكن ان تنحي رئيس وتطالب باقالة حكومات ووزارات .. هي التي تتحدث دائما باسم الشعب وتعبر عن رأي جمهور الشارع ولكن ليس معني ان الصحافة المصرية متميزة عن باقي الصحافات في باقي الوطن العربي ان الامر يعد عاديا بل ان قارنت حال صحافتنا سأقارنه بالصحافة الفرنسية أو الالمانيه لاننا لا زلنا نستخدم الطرق التقليدية في تحرير الخبر والطباعه والنشر ولازلنا نسير علي المدارس الصحفية القديمة دون السعي للتطوير وريادة الصحافة المصرية شهدت حروبا للمطالبة بحرية الصحافه علي مختلف العصور .. انتصرت فيها الصحافه علي الظلم والاستبداد كذلك شهدت الصحافة المصرية علامات وشخصيات سطرت التاريخ ووضعها تاجا علي رأسة وكان بايديهم اقلاما سطرت التاريخ مثل محمد التابعي واحسان عبد القدوس ومصطفي وعلي امين وروز اليوسف فنحن لدينا تراث كبير نفتخر به ووسام علي صدر الدولة .. وعلي الجانب الاخر نجد جريدة المصري اليوم التي خرجت عن القالب التقليدي في اول ظهور لها في الاسواق حيث ان تصميم الصفحة الاولي في اي جريدة هو عنوان اي جريدة فلقد تمردت المصري اليوم عن نشر كل اخبار الحكومة في الصفحة الاولي مثلما تفعل باقي الصحف الاخري وخرجت عن كل الأطر الثلاثه الخاصة بالاخبار والأهرام والجمهورية  وقامت بتنويع الاخبار وازاحة الملل عن صدر القاريء وأضافت للصفحة الأولي مميزات مختلفة من خلال مجموعة من الصحفيين الشباب الذين امتلكوا لغة خاصة يخاطبون بها القراء علي الرغم من وجود بعض العناصر السلبية الغير مذكورة لكن في النهايه عندما نقوم بعمل نظرة مقارنه للصحف في الدول العربية نجد ان الصحفي المصري هو اكثر مهنيه من غيره حيث ان الصحافة في مصر لا تزال لها القدرة علي  توجيه  القاريء و لديها بعض الشموخ وبعض التقاليد ولا تزال مؤثرة في الرأي العام .. 

س : في حالة اتجاه الدولة لبيع دور الصحف القوميه نظرا لتراكم الديون عليها .. ماهي الخطة البديله لسداد هذه الديون ؟
ج : أشك ان يكون هناك من يرغب في شراء الصحف القوميه لانها مثقلة بديون رهيبه ومثقله بزحام شديد من الصحفيين لمجرد ان رئيس مجلس الادارة كان يترشح في الانتخابات من اجل ضمان وجودة في مجلس النقابة وبالتالي انا بعتقد انه ينبغي اصلاح الصحافة القومية لسببين اساسيين اولهما انها تصدر الصحف الاكثر رواجا في مصر .. السبب الثاني انها تضم اكثر من 65% من الصحفيين في مصر كما انه في غيبة وجود صحافه خاصه قويه تظهر الامراض المهنية الشديدة كالابتزاز والمنافسة غير الشريفه في مجال العمل وهذا ضد حاجه الدولة لان تعمل الصحافة  في اطر شبه موضوعية تظل قائمه وموجودة لكن اعتقد اننا اذا سرنا في هذا الطريق لن نجد املنا في الاصلاح .

 اذا لم يحدث اصلاح في المؤسسات الصحفيه وظل الوضع علي ماهو عليه .. هل ستنقرض الصحافة الورقية ؟ 
 اعتقد ان الصحافة الورقية لا يمكن ان تنتهي او تنقرض لانها مرتبطة بعادات الناس .. مرتبطة بفنجان القهوة ووجبة الافطار لكل المثقفين من الخاصه والعامة .. فالكلمة المكتوبة لها قدر من القداسة والاحترام .. علي الرغم من ان 70 % من المصريين يستخدمون الانترنت لكن الصحافة الورقيه كيان لن يمحي ابدا .. كذلك الصحافة الخاصة تركزت في العاصمه فقط متناسيين تماما الصحافة الاقليمية والحكم المحلي في المحافظات فمن الذي سيتابعه ومن الذي سيراقبه ويكشف همومه للناس فلابد ان يكون هناك صحافة محلية .. فالصحافه المحلية الموجودة حاليا للاسف هي نشرة المحافظة .. ليست صحافة بالمعني المتعارف عليه علي الرغم من ان هناك صحفيين خرجوا من الصحف الاقليمية الي الصحف القومية واصبحوا نجوما في بلاط صاحبة الجلالة .. لذلك المطلوب ان تطور الصحافة الاقليمية نفسها وتنتقد الحكم المحلي وتكشف قضايا الفساد لا ان تخرج من مكتب المحافظ لتتستر علي اخطاء الحكم المحلي فيفسد دورها او ينعدم.


هل تفضل أن تكون رئيسا للهيئة الوطنية للصحفيين ام نقيبا للصحفيين ؟
 لم يتحدث معي احد بخصوص هذا الشأن حتي اقع في خيار التفضيل لكن افضل ان يكون هناك توافق حول المهام وليس المناصب وليس الاشخاص فلابد ان يكون لدينا توافق علي تشخيص الوضع وخطة عامة لاصلاح المؤسسات الصحفيه كلها سواء في الصحافة القومية او الصحافة الخاصة او الاعلام التليفزيوني الذي يعمل دون ان يكون لدية علي الاطلاق اي ضوابط للسلوك .. فحتي امريكا التي تتمتع بحرية مطلقه لديها في كل صحفها مدونة سلوك  ولكن لدينا في مصر مع تعدد القنوات اصبح هناك انعدام نوع من السيطرة وضبط السلوك العام علي هذه القنوات كذلك انتشار برامج التوك شو لأشخاص غير مهنيين بالمرة تصوروا انفسهم نجوم في سماء الاعلام وجميعهم يتكلمون حول موضوع واحد في قالب متشابه ممل فلا يحدث علي وجة الاطلاق ان يتحدث شخص يعتلي المنصة لمده ساعه ونصف يتحدث عن كل شيء وكأنه هو صانع القرار الوحيد في المجتمع فالمعايير المهنية غائبة تماما سواء علي مستوي الحرفة أو سواء علي مستوي المهنه فنحن أولا نتهم قبل ان يكون لدينا الدليل ونعمم دون ان ندرك خطأ التعميم كما اننا ننشر أخبارا دون أن نتأكد من صحتها فلا يصح ان أتهم احدا بواقعه دون دليل او مستند فالصحفي ليس مقيدا .. فهو ينتقد او يدين او يتهم لكن بدليل ادانه واضح .. لكن ليس مهمته التحريض .. فالتحريض مهمه الاحزاب السياسية كي يتبدل السلطة مع الحزب الحاكم والصحفي لابد الا يعمم ولا يطلق اتهامات جزافيه بغير دليل ولا ينشر خبرا الا ان تكون متيقن من صحته فضلا عن ضوابط اخري كثيرة فهناك امراض مهنية ظهرت بيننا بغير حق في كل مؤسسات الصحافة والاعلام فلابد ان يكون للاعلام ميثاق شرف لضبط النواحي الاخلاقية .. فمثلا تناول الموضوعات التي تتحدث عن امور ليس لها علاقة بالواقع مثل ظواهر الجن والعفاريت يستخف بعقل المشاهدين .. نريد فقط الاعلامي الذي يلتزم بالحد الادني من اخلاقيات المهنه .. لان هذا يؤثر علي نسبة المشاهدة علي القنوات او نسبة التوزيع بالنسبه للصحف فأتذكر انه في تسعينات القرن الماضي كانت احدي الصحف القومية توزع بنسبة كبيرة ومع الوقت بدات النسبة تقل نظرا لكثرة نشر الاخبار الكاذبة وعدم تحري المصداقيه في تقصي حقيقة الخبر وهذا عامل كبير في ظهور هذا الهبوط المتزايد في التوزيع والبيع .


 هل هناك فروقا جوهرية في دور كل من الهيئة الوطنية  للصحافة والاعلام والمجلس الاعلي للصحافة  ؟
الهيئة الوطنية للصحافة ستكون بديلا للمجلس الاعلي للصحافة وسيكون هناك تنظيم مماثل لها علي مستوي التليفزيونات باسم الهيئة الوطنية للاعلام وايضا المجلس الاعلي لتنظيم الاعلام لتنظيم سياسات العمل واصدار التصاريح للجرائد والقنوات واقامة الادعاء علي بعض الصحفيين الذين يتجاوزوا ميثاق شرف المهنه فهذه الاختصاصات كلها تتعلق بالسياسات العامة اما الهيئة الوطنية للاعلام تتعلق بالصحف القومية والصحف الخاصه والصحف الاليكترونيه اما الثانية تتعلق بالتليفزيونات فغالبا سيتم تشكيل هذه الهيئة بعدما يحدث تشكيلا وزاريا جديدا للحكومة .


ما رأيك في سيطرة الرأسمالية علي سياسات عمل القنوات الخاصة ؟
 انه أحد المشاكل الأساسية التي تواجهنا ففي الصحافه هناك قانون يضبط هذا التحكم ويلتزم بحدود معينه للمساهمه في رأس مال تمنع سيطرة شخص او سيطرة أسرة علي الصحافه لكن الأمر يختلف بالنسبة للتليفزيونات فجلب الاعلانات هو مقياس العمل في المجال التليفزيوني كذلك نظام الابتزاز ونصب المكائد وعقد المواجهات لزيادة نسب المشاهدة  وايضا التحدث عن الخرافات والخيالات لجذب المشاهدين لمشاهدة برنامجه .. ولهذا لابد علي الاقل ان يكون هناك ميثاق او كود اخلاقي يلتزم به الجميع في الصحافه والتليفزيون ويصيغه الاعلاميين انفسهم وليس الحكومه من خلال نقاباتهم ولابد ايضا ان تراعي الاصول القانونيه فعندما يكون هناك تحقيق لابد ان تتوافر فيه العناصر القضائية وعندما يكون هناك محاكمة لابد ان تكون محاكمات قضائية مثلا لدي مجلس الدولة لو توافرت كل هذه العناصر واصبح هناك ميثاق شرف  ملزم لكل صحفي مهني ستوضح الامور في العلاقة بين الصحفي ومؤسسته الصحفية التي يعمل بها ورقابة للاعلاميين علي الاقل يتم عمل هيكل لخارطة طريق لاصلاح هذه المؤسسات في غضون خمس سنوات تستمد من خلاله مستقبلها من ايرادها ولكن اذا تحكم رأس مال في ادارة مؤسسة صحفيه او تليفزيونيه فحرية الرأي ستكون محدوده وستتعلق بصاحب الصحيفه او القناة وسيكون صوت الحرية بها منخفض فمثلا وضع النقابه بالنسبة للتأمينات والمعاشات تقوم الحكومة بتحمل تكاليفها وتعطي كل صحفي في مصر الف ومائتين جنيه  راتب شهري او بدل نقابه فضلا عن ان كل صحفي مستقبله غير امن في الصحيفة التي يعمل بها اذا كانت خاصة فظهر نوع جديد من الصحفيين يسمي بالصحفي " التاكسي" الذي يكتب موضوعا واحدا وينشرة في اكثر من صحيفه .. كل ما في الامر هو ان يحصل علي اكبر قدر من المال لمواجهه اعباء الحياة .


هناك اتهام يقول انه عندما كنت نقيبا للصحفيين لم تناصر ابدا الصحفيين الحزبيين وتعارضهم علي طول الخط .. ما صحة هذا الادعاء ؟
لا طبعا فهذا الادعاء كاذب فعندما كنت نقيبا كنت اساعد الاخوان المسلمين في استرجاع صحفهم الموقوفه واعادة مذكراتهم المصادرة علي الرغم انني لا احبهم ولا احب ان يكونوا موجودين بداخل النقابة من الاساس ولا احب صحفهم ولكن في النهايه هو ينتمي للنقابة ومن واجبي انا كنقيب الوقوف بجوارهم من اجل الامانه فقط .


 ما رأيك من موقف النقيب الحالي يحيي قلاش مع الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا الذين احتميا من الامن في اروقه النقابه ؟
 هم اخطأوا بالطبع لانهم احتموا بالنقابة ووضعوا النقيب تحت طائلة القانون والمساءله لكن موقف النقيب منهم هو انه ليس من حقة ايواءهم كان يجب ان يسلمهم دون معارضه مع توفير محامين لهم للدفاع عنهم وضمان عدم التطاول عليهم او الاعتداء من قبل الشرطة باعتبارهم مواطنين قبل ان يكونوا صحفيين .. فالنقابة جزء من مؤسسات الدولة فإذا كان من مهام عمل النقابه هو خرق القانون كما ان النقيب ادخل الصحفيين في التورط بمعركه سخيفه مع الداخليه كي يحدث شوشرة علي تقصيرة في مهام عملة كنقيب .. فهو لم يحمي حرية الصحافه ولا قدم خدمات للنقابيين فكانت هناك اراضي تتبع النقابه تصرفوا فيها .. وكانت هناك مدينة جاهزة للصحفيين برسوماتها الهندسية التفصيليه واراضي مخصصة وعقد مع مؤسسة الاوقاف موقع بالحروف الاولي .. فكان هناك قطعه ارض في طريق السويس كان من الممكن ان تحقق للنقابه استقلالها في المعاشات وتغنيها عن الحكومه .. فالنقابة اصبحت تخضع لمجموعه ايديولوجيه منتفعين يستغلون الفرص .

 

 من وجهه نظرك من يصلح نقيبا للصحفيين عقب النقيب الحالي يحيي قلاش ؟
 بالنسبه لي لم تعد صحتي تساعدني علي اعادة تولي هذه المهمه الثقيله رغم مطالبات الكثيرين .. فالنقيب يقوم بعمل جهد مخيف بدني وعقلي لقضاء حاجات الكثير من الصحفيين وخاصة المعتقلين منهم فضلا عن طلبات الصحفيين الكثيرة والحاحهم ..ولكنني اري ان هناك كثير من الصحفيين الشباب الذين يصلحوا لتولي هذا المنصب .. مثلا هناك عبد المحسن سلامه شخص لابأس به فهو انسان ناجح ومحبوب وله شعبيه وعضو من اعضاء مجلس ادارة الاهرام .. فاذا كان اختيار الصحفيين موفق لصحفي مهني جيد يمثلهم يجب عليهم ان يثقوا انه سيكون نقابي جيد وسياسي جيد ولدية مباديء واسس يمتلكها ولا يحيد عنها .. فمطلوب من الصحفيين ان يتوحدوا حول الزملاء من المهنيين الممتازين .

 

علي هامش مؤتمر الشباب الذي اقيم في الاقصر برعاية السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي .. هل اقامة المؤتمر هو نوع من انواع الدعايه لهؤلاء الشباب من اجل ايجاد فرص عمل لهم وخاصه ان الصعيد به طاقات بشرية هائله معطلة ؟
ج : الذي استطيع ان اقوله واثق به هو شيء واحد فقط أن هذا المؤتمر تمت اقامته لاكتشاف العقليات والكوادار الشبابية الجديدة عبر قيام الشباب باعتلاء المنصه وشرح مشروعه او رايه في اي امر اقتصادي جاري ونحن لدينا مشكله مع هذا الشباب منذ زمن انه لا يجد من يستمع له ولافكارة ولا يوجد من يخاطبه ويحترم فكره من ايام مبارك الذي كان يرفض التغيير تماما فبعد 25 يناير لابد ان يكون هناك تغيير لان الثورة اساسا قامت من اجل التغيير وخاصة ان بعد كل هذه السنوات العجاف فالشباب كان يرفض ان يعطي ثقته للحكم ويخاصمه وايضا هو الذي اعطي الثقه للاخوان المسلمين وبعدها عادي نظام الاخوان وبعدها تحول الشباب وانقسموا الي 25 حزب وحزب واحتلت الحركات نماذج غريبه طامعه في السلطة وحب الظهور بما فيهم الاخوان المسلمين الذين يحملون فكر واحد ويتكلمون بلغه واحده بعدها فضل المجلس العسكري ان يتعامل مع الاخوان لانهم منظمين فكرهم ومتوحدين ومتعاونين علي عكس الشباب الذين يحملون اكثر من فكر ومشتتين في كذا حزب وكذا تيار سياسي .. لذلك كان اقامة هذا المؤتمر من اجل استيعاب الشباب والاستماع اليهم حيث انه فاقد لمن يتزعمه ويسير علي دربه .. ليس له علاقه بمن سبقهم او تلاهم ودائما يتهمون جيل الاباء بانهم خونه ومتعاونين و متهاونين واحتكروا الوطنيه لانفسهم فكانت النتيجة بالفعل ان جسور التواصل تقطعت فأصبحنا نعاني من أزمة جديدة سميت بأزمة الاجيال والرئيس عبد الفتاح السيسي  اخترق هذه الحواجز التي اقامها الشباب وعمل هذه المؤتمرات خصيصا من اجلهم وعلي شرف الرئاسه وتحت رعايته هو شخصيا .

 

 لماذا لا يتم اختيار رئيس الهيئة الوطنية للاعلام من قبل الاعلاميين انفسهم وليس ما نجده هو تعيينه من قبل الرئاسة ؟
 ما يحدث انه سيأتي كوتات .. كوتة لنقابة الصحفيين وكوتة سيختارها الرئيس وكوتة سيختارها مجلس النواب وكوتة قادمة باسمائهم مثل نائب رئيس مجلس الدولة والشخصيات العامه من القضاة والمستشارين .

 

 ماهي الخدمات التي تم استحداثها منذ ان كنت نقيبا للصحفيين ولازالت موجوده حتي الان ؟
 لا يوجد اساسا اي خدمة قمت بتوفيرها للصحفيين في فترة وجودي كنقيب .. الوضع في النقابة سيء جدا .. فوقتما كنت نقيبا تم تنفيذ وبناء مشروع خدمة سكنيه للصحفيين واراضي كثيرة باسم النقابه تصرفوا فيها وباعوها دون علم اي أحد مسئول من النقابة كما كانت النقابة توفر برنامج تدريب اليكتروني للصحفيين وتوفير جهاز كمبيوتر لكل صحفي والذي طور الصحافه المصرية وكان لدينا اكبر مركز لتعليم الكمبيوتر واللغات في النقابه اصبح كل هذا مغلق .


 متي سيبدأ شهر العسل بين الصحافه والنظام ؟
لا يوجد علاقه بينهم تسمي شهر عسل فالحاكم يريد الصحافه ان تكون طيعه في يده والصحيح ان العلاقه بين الصحافه والسلطه هي علاقة شد وجذب دائمة علي مر التاريخ وبالتالي هذه هي طبيعه العلاقه والصحفي الذكي هو الذي يستطيع استغلال هذا الصراع لصالح مهنته .