"ممر الكونتنينتال" أول مول تجارى لباشوات مصر قبل 100 عام.. يتم هدم الفندق لإعادة إحيائه من جديد على نفس الطراز بتكلفة 2 مليار جنيه.. وانتهاء 60% من الهدم.. والمحال تخفض أسعارها لـ60% قبل الإخلاء.. صور وفيديو

رصد "اليوم السابع" أعمال هدم فندق الكونتننتال بوسط البلد بالقاهرة، لإعادة بناؤه على نفس الطراز المعمارى، خوفا من تعرضه للسقوط، حيث تجرى الشركة المالكة له "إيجوث" إحدى شركات قطاع الأعمال، أعمال الهدم والتى تخطت الـ60 % من المبنى، عدا الواجهة المطلة على شارع عدلى والتى ستبقى كما هى .

 

فندق الكونتننتال بوسط البلد  قديما
فندق الكونتننتال بوسط البلد قديما

وأجرى "اليوم السابع" بثا مباشرا من أشهر ممر تجارى بالقاهرة بمنطقة وسط البلد، وهو ممر الكونتننتال، الخاص بالفندق والذى زاره الملوك والبشوات نظرا لأن الفندق كان المقر الرئيسى لاستضافة كافة زوار مصر من الملوك والرؤساء والسياسيين وأصحاب القرار، فى العهد الملكى، حيث تم إنشاؤه فى عهد الخديوى إسماعيل عام 1865 م.

 

وتم إنشاء مبنى "الكونتيننتال" عام 1865 ليكون واحدًا من أرقى فنادق وسط البلد فهو ذو طابع معمارى مميز وشهد أحداثًا تاريخية كثيرة خلال أكثر من مائة عام.

 

 

الفندق مكون من 3 طوابق ويضم 140 غرفة، لكن الدور الأرضى كان مخصصا ليكون عبارة عن تجمع لأكثر المحلات التجارية تحت سقف واحد فكان بمثابة "أول مول تجارى" لباشوات مصر وذوات الطبقة الراقية. 

IMG20211229105539_01

 

ويستهدف المشروع إنشاء فندق خمس نجوم Business Hotel وبطاقة إجمالية 250 غرفة وجناح، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات والمطاعم ونادى صحى (سبا) وجيم، وعدد ثلاثة أدوار تحت الأرض كأماكن لانتظار السيارات بطاقة استيعابية 691 سيارة، كذلك يتضمن المشروع مجموعة من المحلات التجارية لخدمة المنطقة وتتكامل مع الخدمات الخاصة بالفندق، وذلك بتكلفة تقديرية نحو 2 مليار جنيه.

 

 

وعلى الرغم من أهمية المشروع لإعادة الروح من جديد للمبنى، إلا أن أصحاب المحال والمستأجرين رافضين فكرة الهدم لارتباط مستقبل الفندق بمستقبل العاملين بأكثر من 400 محل تجارى أغلبها فى مجال الأقمشة، رغم عرض الشركة فكرة التعويضات وإمكانية الحصول على محال بديلة فى نفس الأماكن، وحاليا يتم إخلاء ما تبقى من محال.

 

 

وتاريخيا فإن فندق كونتيننتال؛ الذى تم بناؤه خلال عصر الخديوى إسماعيل، الذى كان مهتما بالثقافة الغربية وحرص على نقلها لمصر، والفندق وقتها كان بالقرب من النيل العظيم شاهدا على الاحتلال الإنجليزى لمصر وثورات واحتجاجات المصريين والحربين العالمية الأولى والثانية، حيث كان ملتقى لقادة الحرب ولأمراء وابناء وأحفاد محمد على باشا وإلى مصر، ويعد واحدا من أعرق الفنادق التاريخية فى مصر والذى تعرض لعملية إهمال أدت إلى انهيار أجزاء منه، كما أن فندق كونتيننتال أو جراند كونتننتال الأوبرا، كان ملتقى الرؤساء والملوك ورجال الأحزاب في العهد الملكي.

 

فندق الكونتننتال بوسط البلد
فندق الكونتننتال بوسط البلد

 

وتم إنشاء فندق كونتيننتال عام 1866، ثم تم تطويره وتغيير اسمه إلى "فندق جراند كونتيننتال،عام 1908"، والفندق له موقع متميز وكان يطلق عليه اسم "الكونتننتال الملكي أمام الأوبرا الخديوية، وكان الفندق المقر الرئيسى لضيوف مصر نظرا لموقعه المتميز أمامه تمثال إبراهيم باشا ومن خلفه الأوبرا وعلى يساره حديقة الأزبكية.

 

 

وفيما بعد وبعد مرور سنوات طويلة حل مكانه محال تجارية تخصص معظمها فى بيع الملابس الرجالى والأقمشة ما زالت موجودة حتى الآن، ويوجد خلف هذه المحال ممر يصل بين شارعى فؤاد وعدلى يسمى ممر الكونتننتال.

 

 

ومع استمرار الإهمال قامت الشركة المالكة له وهى الشركة العامة للسياحة إيجوث بتنفيذ أعمال الترميم والتنكيس اللازمة له وآخرها الأعمال الواردة بالحكم القضائى بتاريخ 2-9-2006، ومن واقع مسئولية الشركة قامت بإعداد الدراسات الفنية اللازمة من خلال الجهات الحكومية المتخصصة درأ لأى مخاطر، والتى انتهت إلى أن العقار بحالته الراهنة يمثل خطورة على الأرواح والممتلكات، وبناء عليه سعت الشركة بالتعاون مع الجهات الرسمية ـ تكرارًا ـ بمحاولة منها بترميم العقار بتوجيه دعوات إلى شاغلى المحلات لإخلائهم لاستكمال إجراءات الترميم دون أى استجابة منهم، رغم الوعود المتكررة لهم بعودتهم إلى محالهم جميعًا بعد الانتهاء من أعمال الترميمات، وذلك تجنبًا لأى آثار سيئة ناتجة عن حالة العقار.

 

 

فندق الكونتننتال
فندق الكونتننتال

واستمر الوضع لنحو 10 سنوات حتى بدأت الحكومة أعمال الهدم، حيث قامت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث" بالبدء فى تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 12/1/16/4 بتاريخ 31/12/2016 باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستخراج ترخيص الهدم باعتبار العقار منشأ آيل للسقوط.

 

ومع انتهاء أعمال الهدم التى بدأت يوم 28/1/2018 تنفيذًا لرخصة الهدم رقم 12/01/16/4 بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء، مع الحفاظ على الواجهة المطلة على شارع عدلى حفاظًا عليها طبقًا لمتطلبات التنسيق الحضارى، بات فندق كونتيننتال التاريخى، بمنطقة الأوبرا الخديوية بالأزبكية على بعد خطوات من العودة للحياة مرة أخرى على نفس طرازه وبنفس ارتفاعاته التى كانت عام 1870، وذلك بتكلفة تصل لنحو 1.7 مليار جنيه سيتم تدبيرها عن طريق قروض بنكية أو عن طريق الدخول فى شراكة مع القطاع الخاص وفقا لما تتفق عليه الشركة القابضة للسياحة مع شركة ايجوث.

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع