"نورد ستيرم 2".. القصة الكاملة لخط الغاز المحرك لأزمة أوكرانيا.. طوله 1230 كيلومتر عبر بحر البلطيق لإمداد ألمانيا وأوروبا بالوقود الروسى.. انفتاح "شرودر" على موسكو ساهم بتدشينه.. وواشنطن تهدد بتعليقه حال الغزو

يعتبر خط أنابيب نورد ستريم 2 لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، بمثابة بوابة أوروبا للحصول علي الطاقة، وهو أحد أوراق الضغط التي تمتلكها روسيا تجاه الدول الأوروبية، في ظل الحشد الروسي الممتد علي الحدود الأوكرانية، وسط تهديدات وتصعيد متبادل من جانب الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، وموسكو من جهة آخري.

 

ويعد خط الغاز البالغ قيمته 11 مليار دولار، والذي يمر أسفل بحر البلطيق ويتجنب في طريقه الحدود الأوكرانية، بمثابة ورقة ضغط، في تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن الأثنين الماضي، حذرت واشنطن من أن الغاز الطبيعي لن يتدفق عبر "نورد ستريم 2" إذا أمرت موسكو بغزو أوكرانيا، فما هي قصة خط الغاز المثير للجدل؟ ولماذا يعد ورقة ضغط في الأزمة الأوكرانية ؟

 

بحسب تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية ، تم الانتهاء من خط الأنابيب البالغ طوله 1230 كيلومترا في سبتمبر الماضي لكنه لم يتلق بعد الشهادة النهائية من المنظمين الألمان، وعندما يتم تشغيله، فإنه سيعزز شحنات الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا.

 

وعارضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوكرانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي نورد ستريم 2 منذ الإعلان عنه في عام 2015، محذرة من أن المشروع سيزيد من نفوذ موسكو في أوروبا.

 

 


اعمال البناء في نورد ستريم 2

 

ويضخ "نورد ستريم 2" حوالي 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، يمثل هذا أكثر من 50% من الاستهلاك السنوي لألمانيا، ويمكن أن يحقق ما يصل إلى 15 مليار دولار لشركة جازبروم، الشركة الروسية التي تتحكم في خط الأنابيب، بناء على متوسط ​​سعر التصدير في عام 2021.

 

الطاقة قضية سياسية

وتعتبر الطاقة قضية سياسية رئيسية في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث تلعب إمدادات الغاز من روسيا دورا أساسيا في توليد الطاقة والتدفئة المنزلية، وتقترب أسعار الغاز الطبيعي بالفعل من مستويات قياسية في أوروبا.

 

بصفتها أكبر عميل للغاز الروسي، حاولت ألمانيا إبقاء "نورد ستريم 2" خارج السياسة العالمية، لكن القضية أصبحت لا مفر منها بعد أن حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا.

 

يمكن أن يساعد "نورد ستريم 2" في تغيير ميزان القوى في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالطاقة، في الوقت الحالي، وتحتاج روسيا إلى أوكرانيا، لأن كمية كبيرة من الغاز الذي تبيعه إلى أوروبا تتدفق إلى بقية القارة عبر أوكرانيا.

 

 

موقف الكبار من "نورد ستريم 2"

كان "نورد ستريم 2" محط تركيز كبير عندما زار المستشار الألماني أولاف شولتز البيت الأبيض يوم الاثنين. فقد قال بايدن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شولتز: "إذا غزت روسيا.. فلن يكون هناك نورد ستريم 2". وأضاف: "سنوقف ذلك"

 

من جهته، قال شولتز إن ألمانيا مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت بلاده مستعدة لوقف خط الأنابيب، قال المستشار: "نحن متحدون تمامًا"، وأضاف: "سنتخذ الخطوات نفسها، وستكون صعبة للغاية بالنسبة لروسيا."

 

 

العقوبات الامريكية و"نورد ستريم 2"

أوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم سوف يتحركون لتعليق "نورد ستريم 2" إذا أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، لكنهم لم يوضحوا كيفية تحقيق ذلك، وقال بايدن: "أعدكم أننا سنكون قادرين على ذلك".

 

واستهدفت الولايات المتحدة خط الأنابيب بتشريع عقوبات في 2017 و2019 و2020، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس، في يناير 2021، فرضت إدارة ترامب عقوبات شركة "جازبروم" الروسية لقيامها بأنشطة ضمن اعمال البناء، ومع ذلك، تم الانتهاء من خط الأنابيب، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت العقوبات الإضافية ستكون فعالة في منعه من العمل.

 

العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وألمانيا

وتعود العلاقة بين روسيا وألمانيا الى عقود، تعهد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر في عام 2000 بالتخلص التدريجي من محطات الطاقة النووية في ألمانيا، وهي سياسة استمرت في عهد خليفته، أنجيلا ميركل.

 

وساعد شرودر في تنظيم الصفقة لبناء أول خط أنابيب نورد ستريم، والذي يمتد بالتوازي مع نورد ستريم 2، وتولى منصب رئيس لجنة المساهمين بعد فترة وجيزة من ترك منصب المستشار الألماني. وتم ترشيحه الأسبوع الماضي للانضمام إلى مجلس إدارة شركة جازبروم الروسية.

 

وعملاق الغاز الروسي هو المساهم الوحيد في "نورد ستريم 2" ولكن يتم توفير 50% من التكلفة الإجمالية للمشروع من قبل 5 شركات طاقة أوروبية: Wintershall وUniper الألمانيتان، وShell البريطانية وEngie الفرنسية وOMV النمساوية.

 

وقال المحلل أولريش شبيك، من مركز أبحاث "صندوق مارشال الألماني"، إن ألمانيا استثمرت في روسيا على مدى العقدين الماضيين على أمل تحديث البلاد وإحداث تغيير سياسي.

 

عواقب كارثية

تتسابق الولايات المتحدة وحلفاؤها لوضع خطط طوارئ في حالة تعطل إمدادات الغاز الروسي بسبب الصراع في أوكرانيا، قال البيت الأبيض الشهر الماضي إنه يتحدث مع دول وشركات حول زيادة الإنتاج كما أنهم يحاولون تحديد مصادر بديلة للغاز الطبيعي يمكن إعادة توجيهها إلى أوروبا.

 

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الاثنين الماضي: "نبني شراكة لأمن الطاقة مع الولايات المتحدة، والتي تتعلق أساسًا بالمزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال".

 

لكن أوروبا ستكافح من أجل البقاء لفترة طويلة بدون الغاز الروسي، وإيجاد مصادر بديلة يمثل تحديًا لوجستيًا صعب

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع