مصنع أزوفستال يكتب سطر النهاية لمعركة ماريوبول.. الأوكرانيون يتخلون عن القتال فى آخر جيوب المقاومة بالمدينة بعد حصار روسى لأسابيع.. وصحف عالمية: هزيمة كبيرة لكييف تمنح موسكو جسرا بريا بين القرم وشرق أوكرانيا

لم يكن أزوفستال مجرد مجمع صناعى كبير فى أوكرانيا، لكنه ظل على مدار أسابيع طويلة محط أنظار العالم بعد أن تحول إلى قلب معركة بين القوات الروسية والاوكرانية من أجل السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الهامة، التي تعد هدفا إستراتيجيا لروسيا فى تلك الحرب، وتصبح سيطرتها عليها كاملة باستحواذها على المصنع.

 

وقد أعلنت أوكرانيا تخليها عن القتال فى مصنع أزوفستال للصلب فى مدينة "ماريوبول"، وسمحت للمئات من مقاتليها الذين كان يحتمون به بالانتقال إلى الأراضى التي تسيطر عليها روسيا فى شرق البلاد، لتمنح بذلك موسكو انتصارا للسيطرة على قطاع من جنوب البلاد، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

4f7c89b584.jpg

 وتقول الصحيفة إن المجمع الصناعى كان الجيب الأخير للمقاومة ضد محاولة روسيا خلق جسر برى بين شبه جزيرة القرم والمناطق التي تسيطر عليها فى الشرق. وقد حاصرت روسيا المدينة الساحلية منذ أوائل مارس الماضى.

 

من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الجيش الأوكرانى تجنب استخدام كلمة "استسلام" لوصف جهود الانسحاب من المصنع لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح. وخطط المسئولون لمواصلة محاولة إنقاذ عدد غير معروف من المقاتلين الذين ظلوا هناك. ولا يعرف ما إذا كان الجنود الذين تم نقلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا سيتم اعتبارهم سجناء حرب.

 

وكانت نائبة وزير الدفاع الأوكرانى قد قالت إن أكثر من 260 مقاتلا، بعضهم مصاب بإصابات خطيرة، تم إجلاؤهم من المصنع أمس، الاثنين، وتم نقلهم إلى مناطق تحت سيطرة روسيا.

 

 وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن العمل لجلب الرجال إلى الوطن مستمر، ويتطلب وقتا ودقة. وأضاف أن عملية الإجلاء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين تم لإنقاذ المقاتلين الذين تعرضوا على مدار أسابيع لهجمات الروس. وقبل بدء عمليات الإجلاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن التوصل إلى اتفاق لمغادرة الجرحى المصنع للعلاج فى مدينة يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو.

d3353c0d64.jpg

وتقع مدينة ماريوبول الساحلية على بحر أزوف، وشهدت أشد المعارك فى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسى فى فبراير الماضى. وتم إجلاء الكثير من المدينة، لكن المقاتلين الاوكرانيين فى المدنية تعهد بالبقاء حتى النهاية فى إبريل الماضى.

 

بينما يعد مجمع أزوف ستال الصناعى واحدا من أكبر الشركات فى أوكرانيا وقد تم تدميره بشكل شبه كامل بالقصف الروسى

 

 تأسس المصنع فى عام 1930 بقرار من هيئة الاقتصاد الوطنى السوفيتية العليا، وبدا الإنتاج فيه فى عام 1933. وقال مسئولو الاتحاد السوفيتى إنه كان واحدا من أحدث المصانع فى الاتحاد السوفيتى.

 

 وتقول صحيفة واشنطن بوست إن خسارة ماريوبول تعد انتكاسة كبيرة لكييف، وتسمح لروسيا بتأسيس جسر برى بين القرم والمناطق التي تيطر عليها روسيا فى شرق أوكرانيا.

 

 وعلى مدار أسابيع، ظل مجمع أزوفستال وشبكته من الأنفاق ملجأ وموطئ قدم أخير لنحو ألف من القوات الأوكرانية، ومن بينهم العديد من وحدة أزوف، التي تعد واحدة من أمهر الوحدات العسكرية الأوكرانية وأكثرها إثارة للجدل.

 

 وقال مسولو ماريوبول فى منتصف إبريل الماضى أن نحو ألف مدينا يختبئون فى شبكة أنفاق المجمع الصناعى. وتمت محاصرتهم على مدار أسابيع بالهجوم الروسى قبل أن يتم إجلاء كل النساء والأطفال وكبار السن فى وقت سابق هذا الشهر.

 

 واستمر القصف الروسى لمصنع أزوفستال فى الأيام الأخيرة، حتى توصل مسئولو أوكرانيا إلى إتفاق وقف إطلاق نار مع الجيش الروسى أمس الاثنين، وشوهدت العشرات من الحافلات تغادر المصنع. وتم تنسق إخلاء المصنع بمساعدة الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

 واستحوذت معركة ماريوبول على انتباه العالم فى الأسابيع الأخيرة فى ظل الحصار الروسى لها وقطع إمدادات المياه والكهرباء عنها وقصفها بشكل مستمر.

 

 صحيفة الجارديان بدورها قالت إن مصنع أزوفستال أصبح بالنسبة للأوكرانيين رمز للمقاومة، والإجلاء منه سيكون نهاية لأطول المعارك فى حرب أوكرانيا وأكثرها دموسة وهزيمة كبيرة لأوكرانيا.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع