أخبار عاجلة

"بنوتة بس أسطى".. زينب السيد تقتحم "حرف الرجال" وتعمل فى صيانة كاوتش السيارات بالدقهلية.. تخلت عن تعليمها ووقفت مع والدها بورشته فى السابعة من عمرها.. وتؤكد: فخورة بكفاحى عشان والدى وأسرتى

"بنوتة بس أسطى".. زينب السيد تقتحم "حرف الرجال" وتعمل فى صيانة كاوتش السيارات بالدقهلية.. تخلت عن تعليمها ووقفت مع والدها بورشته فى السابعة من عمرها.. وتؤكد: فخورة بكفاحى عشان والدى وأسرتى
"بنوتة بس أسطى".. زينب السيد تقتحم "حرف الرجال" وتعمل فى صيانة كاوتش السيارات بالدقهلية.. تخلت عن تعليمها ووقفت مع والدها بورشته فى السابعة من عمرها.. وتؤكد: فخورة بكفاحى عشان والدى وأسرتى

بمجرد أن تزور قرية الديرس التابعة لمدينة أجا بمحافظة الدقهلية، تقع عيناك على فتاة عشرينية جميلة بملامح مصرية أصيلة، ترتدي ثوب الرجال، تقف بشموخ مع والدها وشقيقها الأكبر في ورشة صغيرة لتصليح "كاوتش" السيارات، فما إن تراها تسحرك بعزيمتها وإرادتها وهي تحمل بين يداها عدة صيانة الكاوتش، تعمل بدون كلل أو ملل ممسكة بالأجنة والشواكيش وأدوات نفخ الكاوتش؛ لتعبر عن حبها لوالدها وتسانده وتوفر لأسرتها حياة كريمة.

حبها الجارف لوالدها ورغبتها في مساندته ودعمه في الحياة، كان دافعا لها لاقتحام مهن الرجال، والوقوف بينهم بثقة دون خوف أو خجل، تخلت عن تعليمها وطفولتها وشبابها واعتمدت على ذاتها وتحملت المسؤولية بالعمل في مهنة من أصعب المهن من أجل كسب لقمة عيش حلال وتجهيز نفسها للزواج.

زينب السيد صاحبة الـ22 عاما، بطلة محاربة تناضل كالفرسان في مهنة شاقة، لم تكن رحلتها مفروشة بالورود، لم تعرف معنى للراحة أو الرفاهية، بل حملت الكثير من التحديات والصعوبات التي تظهر قساوتها بوضوح على معالمها وشخصيتها القوية والفريدة، أصرت وعزمت على أن تسعى فى الحياة بكل همة ونشاط وعزيمة وأمل مع كل طلعة شمس والناس نيام حاملة مسئوليات وهموم مثقلة تنوء بها الجبال؛ تثابر لتقهر المستحيل بالشقاء والعمل والعرق الطاهر، متشبثة بكل فرصة تمنحها الحياة بفخر وعزة وكرامة.

وبينما هي منهمكة في عملها ووجهها يتصبب عرقا، قالت "الأسطى زينب" لـ"اليوم السابع"، إنها احترفت تصليح "الكاوتش" وعمرها لا يتجاوز الـ14 عاما، حيث أرادت بعملها وكفاحها أن تساند والدها في مهنته وتحافظ معه ومع شقيقها على ورشة أسرتها في مجال تصليح "الكاوتش".

وأضافت"كافحت واشتغلت من وأنا عندي سبع سنين عشان أساعد والدي، والحمدلله بقيت صنايعية أد الدنيا".. بهذه الكلمات تابعت "زينب" حديثها، فقالت إنها نجحت بعزيمتها وإرادتها أن تحترف المهنة بكل ما فيها من أعمال شاقة في غضون شهر واحد فقط، وأصبحت بمهارتها وإتقانها لعملها تلقب في قريتها بـ"البريمو"، مشيرة إلى أنها تتعرض بشكل دائم لانتقادات وسخرية كونها تعمل في مهنة عرفت بأنها للرجال فقط، ولكنها لا تبدي أي اهتمام لما تواجهه من صعوبات وتحديات وتواصل عملها ليل نهار برفقة والدها لتعينه على أعباء المعيشة.

وأشارت إلى أنها لم تكمل تعليمها واختارت أن تقف مع والدها في الورشة وتتعلم مهنته رغم صعوبتها؛ لتسانده وتكمل المسيرة من بعده في ورشته التي يشهد كل ركن فيها على سنوات عمله وكفاحه ليوفر لها ولأشقائها حياة كريمة، مشيرة إلى أنها لم تجد أي صعوبة في تعلم صيانة كاوتش السيارات، ونجحت في فترة قصير جدا في احتراف تصليح وصيانة مختلف أعطال الكاوتش، حيث تستقبل الزبائن من أصحاب السيارات الملاكي والنقل والتكاتك وعربات الكارو يوميا منذ ساعات الصباح الباكر وحتى الساعة العاشرة مساءا، مشيرة إلى أنها تقضي وقتها في الورشة ما بين فك وتركيب الإطارات وتصليح الكاوتش بنفخه والكشف عن ثقوبه ووضعه على جهاز التسخين حتى يتم لحام الثقوم ومن ثم وضعه في حوض المياه للتأكد من صلاحية الكاوتش وتركيبه في السيارة وملئه بالهواء.

وقال السيد سليمان والد "زينب"، إن ابنته طلبت منه أن تقف معه في الورشة وعمرها لا يتجاوز الـ7 سنوات، مشيرا إلى أنه رفض رغبتها في البداية حتى لا يؤثر عملها على تعليمها وحياتها، وبعد محاولاتها وإصرارها نحو إقناعه برغبتها، وافق ملبيا رغبتها، ومن لحظتها وهي تقف معه ومع شقيقها في الورشة وتساعدهما في تصليح الكاوتش.

وتابع أن ابنته كانت خائفة عليه وترفض أن تتركه وحيدا يكافح في مهنته الشاقه بعدما تخطى الخمسين من عمره، فأصرت على أن تقف معه وتسانده وظلت تراقبه وهو يعمل ويصلح الكاوتش، وتحاول تقليده، حتى نجحت بمفردها أن تحترف المهنة وتجيدها وتكتسب شهرة واسعة في أرجاء مدينة أجا.

وأكد على أنه فخور بابنته وبكفاحها وإخلاصها له، قائلا: "بنتي رفضت تكمل تعليمها وأصرت على إنها تقف في ضهري وتساعدني وتتغلب بعزيمتها وقوتها على صعوبة المهنة ومشقتها، وتكون أشطر وأجدع أسطى".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع