الجفاف والتصحر من اكبرالتهديدات البيئية للتنمية المستدامة، وخاصة فى البلدان النامية، ولم تكن مصادفة حين طالبت القيادة السياسية المصرية خلال استضافة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجى عام2018 ، بضرورة دمج الثلاثة محاور معا من اجل السعى لايجاد حلول مشتركه لهم وهم " التغيرات المناخية، التصحر والجفاف ، والتنوع البيولوجى" فهم جميعا فى سلة واحدة لايمكن مناقشة أحدهما بمعزل عن الأخرى.
وتوصية القيادة السياسة بأهمية هذا الدمج، تؤكد أن مصر أدركت الخطر مبكرا، وكانت لها الرؤية الثاقبة، فى ضرورة إيجاد حلول مشتركة ، ومنح المجتمع الدولى الفرصة الحقيقة فى مواجهة القضايا الثلاثة مشتركة وعلى راسهم التغيرات المناخية، ولعل مؤتمر المناخ الذى ستستضيفه مصر نهاية هذا العام سيضع خارطة طريق لكافة الدول للتعامل مع هذه الملفات الثلاثة بجدية.
وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد اشارت مرارا لاهمية هذا الدمج من اجل حماية الارض، باعتبارها رأس مالنا الطبيعى، وإعطاء الأولوية لصحتها من اجل التعافي واستعادة النُظم الإيكولوجية للأرض ، مؤكدة اننا جميعا شركاء فى المسئولية، لان الجميع شركاء في المستقبل.
خبراء البيئة أيضا رصدوا ظاهرة التصحر وعلاقتها بالتنوع البيولوجى والتغيرات المناخية، ومنهم دكتور مجدى علام الخبير البيئى فى ملف التغيرات المناخية، اكد أن التصحر من اخطر المشكلات البيئية التى سيدفع ثمنها البلدان النامية، حيث أن تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، ناتج في المقام الأول عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، حيث انه يحدث بسبب تعرض النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة اليابسة في العالم، للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي، حيث يؤدي الفقر وإزالة الغابات والرعي الجائر وممارسات الري السيئة إلى تقويض إنتاجية الأرض.
واشار علام أن حيادية تدهور الأراضي يمكن تحقيقها من خلال حل المشكلات والمشاركة المجتمعية القوية والتعاون على جميع المستويات، فعندما تتدهور الأرض وتتوقف عن كونها منتجة، تتدهور المساحات الطبيعية وبالتالى تزداد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وينخفض التنوع البيولوجي وتقلص المساحات البرية ، فمن الأحداث المناخية القاسية، الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية والترابية.
وتوقعت الامم المتحدة خلال تقاريرها المتنوعة عن الجفاف والتصحر، إلى أنه بحلول عام 2050 قد يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم، وانه زاد عدد حالات الجفاف ومدتها بنسبة 29 % منذ عام 2000، مقارنة بالعقدين السابقين، طبقا لاحصائيات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية 2021، وانه هناك 2.3 مليار شخص يواجهون بالفعل الإجهاد المائي ، واكدت آلية الأمم المتحدة للمياه2021 ، انه لا بوجد بلد محصن ضد الجفاف.
فيما أقرت منظمة اليونيسف أنه سيعيش المزيد منا في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه، بما في ذلك واحد من كل أربعة أطفال بحلول عام 2040 .
ودعت أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، المجتمع العالمي خلال احتفالية اليوم العالمى للتصحر 2022، الذى تم الاحتفال به الشهر الماضى ، تحت شعار " الخروج من الجفاف معًا" ، قائلة : "لقد كان الجفاف جزءًا من النظم البشرية والطبيعية ، ولكن ما نشهده الآن أسوأ بكثير ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى النشاط البشري. تشير موجات الجفاف الأخيرة إلى مستقبل محفوف بالمخاطر للعالم. وقد تفاقمت حدة نقص الغذاء والماء وكذلك حرائق الغابات الناجمة عن الجفاف الشديد في السنوات الأخيرة ".
أحصائيات ومعلومات:
بين عامي 1900 ,2019 أثر الجفاف على 2.7 مليار شخص في العالم
تسبب الجفاف في 11,7 مليون حالة وفاة
بحلول عام 2050 قد يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم.
زاد عدد حالات الجفاف ومدتها بنسبة 29 % منذ عام 2000
هذا الخبر منقول من اليوم السابع