"الرزق موجود في كل مكان وعلى الإنسان السعي".. البائع الرحال يكشف سر الرضا.. عم حسين 30 عاما فى بيع "الذرة المشوي".. يتنقل بين مراكز المحافظات بحثا عن لقمة العيش.. ويؤكد: الاحترام مع الزبائن أهم من البيع.. صور

يستقل القطار أو السيارة قاصدًا باب الكريم فلا يعرف أين المستقر ومن أين سيأتى رزق اليوم، إلا أن إيمانه ويقينه يجعله يسعى للكسب والإنفاق على أبنائه الصغار ليحول حياتهم إلى عيش كريم لا يحتاج لأحد، ليعود فى نهاية اليوم بالمكسب أو يمكث لأيام فى المكان الذى يحل بائعًا فيه، فعلى مدار أكثر من 30 عاما وجد العم حسين محمود، شغفه فى مهنة بيع الذرة المشوي رحالا بين البلدان لتظهر على معالم وجهه التنقل من مكان لآخر وتتناقل الكلمات بين شفتاه بعبارات الرضا والأمل، فهما فى قنا استقر لأيام لبيع الذرة لزبائنه الذين يعرفونه كلما جاء ومعه محتويات اليوم على أحد الأرصفة الجانبية.

 

سنوات طوال عمل فيها الرجل الخمسينى فى بيع المشوى لتكسبه خبرة التعامل مع الزبائن وليعلم أن الرزق فى كل مكان ولكن يحتاج إلى سعى وإصرار، ورغم بساطة ما يقدمه للزبائن إلا أنه متميز فى انتقاء أنواع جيدة تتصلح للشوى وتعطى مذاق خاص لما يقدمه، وبابتسامة حب وتعامل يتخلله الاحترام بينه وبين زبائنه يستقبلهم يوميًا فى أوقات مختلفة للبيع، لاسيما الأطفال منهم فمن معه جنيه يمكنه الحصول على الذرة ومن معه أكثر يمكنه أن يأخذ واحدة، دون تزمر أو غضب من العم حسين.

 

فهنا في المراكز الجنوبية الصعيدية يستقر وهناك في الشمالية البحرية يستقر وما بين الاستقرار والتنقل الحياة تستمر لتعطي دروسها أن الكسب والعمل ينتظر الإنسان أينما حل، وأن العمر يعد رقم يقف أمامه الإصرار والدافع دون أن تمل، وهو ما جعله الرجل الخمسيني شعارًا له في عمله والتنقل بين محافظات مصر لممارسة مهنته التي عمل فيها علي مدار سنوات عديدة.

 

وقال العم محمود حسين، بائع ذرة متنقل، إن بداية عمله في بيع الذرة جاءت منذ أكثر من 30 عاما ووقتها كان بمرحلة الشباب ويعمل في أماكن وأعمال أخرى وهذا المهنة إضافية للكسب والرزق في حال عدم وجود عمل في تلك الأماكن، وتعلم بعدها العمل في الحدادة والمعمار وما زال يعمل فيها حتي وقتنا الحالي، ولكن بجانبها يعمل في شراء الذرة وشويها علي الفحم وتقديمها للزبائن بأسعار مناسبة في أوقات بيعها.

 

وأوضح محمود حسين، أن عمله لا يقتصر علي مكان واحد فهو رحال ما بين المحافظات منذ سنوات، عادة ما يتواجد في مراكز محافظات الصعيد أكثر من الوجه البحري، ولكنه يتنقل بين القاهرة والإسكندرية وأيضًا أسوان باحثًا علي الرزق، قائلًا "الرزق موجود في مكان ولكن علي الإنسان السعي والرضا" فمن رضي بما قسمه الله كان سعيد وحتي إن كان ذلك الرزق قليل أو غير مستمر، بالإضافة إلي عمله في مجالات أخري مثل العمار وغيرها في الأعمال التي توفر له الرزق بالحلال.

 

وأشار حسين، إلي أن العمل في الذرة يحتاج انتقاء أنواع معينة ذات جودة مميزة لكي تطعي الطعم المميز للزبائن مع الأدوات الأخري والفحم وأدوات التشغيل، فهو يستقل القطار أو سيارة إلي أماكن في مراكز المحافظات ويستقر فيها لعدة أيام، مثل مركز نجع حمادي في قنا ومن هنا عرف بين الأهالي والزبائن لجودة ما يقدمه وأسعاره المناسبة.

 

وتابع العم حسين، أنه متزوج ولديه 5 من الأبناء وأن مجال عمله الذي تعلمه الحدادة يعمل فيه كلما وجد شغل مع المقاولين أو شغل خاص ولكن في ذلك التوقيت يعمل بائع متجول بين المحافظات، متمنيًا أن يحصل علي فرصة عمل مناسبة أو مشروع يحسن دخله ويجعله ثابتًا بعيدًا عن الترحال.

العم-حسين-محمود
العم-حسين-محمود

 

العم-حسين-محمود-30-عاما-بيع-الذرة
العم-حسين-محمود-30-عاما-بيع-الذرة

 

العم-محمد-أحمد
العم-محمد-أحمد

 

بائع-الذرة-المشوية-بقنا
بائع-الذرة-المشوية-بقنا

 

ذرة-مشوية
ذرة-مشوية

 

ناصية-العم-حسين-محمود
ناصية-العم-حسين-محمود

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع