قبل cop 27.. ماذا يحدث فى قاع البحر الأحمر بسبب تغيرات المناخ؟.. خبراء الحياة البحرية والبيئة: الشعاب المرجانية تقاوم التغيرات المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة.. والمانجروف سبب الحفاظ على الحياة البحرية.. صور

يعد البحر الأحمر من أغنى بحار العالم لما يملكه من شعاب مرجانية يصل أعمارها لملايين السنين، ويصل إليها عدد كبير من السياح حول العالم للغوص فى أعماق البحر الأحمر ومشاهدة تلك الشعاب وما تحويه حولها من كائنات بحرية نادرة تعيش بالقرب منها وبداخل كهوفها العملاقة، ورغم ذلك بلا شك أن العالم يواجه مشاكل بيئية لعل من أهمها تأثير الحياة البحرية بالتغيرات المناخية، وبعض الحيوانات والنباتات وظاهرة الاحتباس الحرارى والإفراط فى الثروة السمكية وصيد الأسماك.

ويعرض اليوم السابع خلال التقرير الحالى مدى تأثير الحياة البحرية بالبحر الأحمر بالتغيرات المناخية والظواهر التى تحدث بسبب التغيرات المناخية، وذلك تزامنا مع استضافة مصر لقمة المناخ فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.

وقال الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، إن البحر الأحمر يُعدّ واحدا من أهم البحار فى العالم بما يحتويه من شعاب مرجانية وموارد طبيعية تعد ركيزة أساسية بالنسبة لأى خطط تنموية، سواء كانت حالية أو مستقبلية، وقد جعلت المحافظة من أهم مناطق الجذب السياحى فى العالم.

وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن وزارة البيئة واجهزتها المختلفة قامت بعمل عدة دراسات تخص التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية على المياه البحرية بشكل عام وخاصة بعد التأثيرات المناخية المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة الذى ادى إلى انهيار وموت للحاجز المرجانى الأعظم فى استراليا ومناطق أخرى فى العالم، وما لحق بها من خسارة كبيرة على كافة المستويات، وهو الحاجز الذى صنَّفته الأمم المتحدة كمنطقة تراث طبيعى عالمى.

وتابع أن الدراسات أكدت أن الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر- مازالت صامدة أمام التغيرات المناخية ومقاومة لكافة تلك التغيرات المناخية، وكذلك البيئة البحرية التى لم تتأثر نهائيا بارتفاع درجات الحرارة على عكس مناطق أخرى فى العالم.

وكشف أن صمود الشعاب المرجانية ومقاومتها التغيرات المناخية أدى إلى رغبة بعض علماء الطبيعة العالميين الذين اتجهت أنظارهم لدراسة نوعية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر، وكيف أنها استطاعت مقاومة التغيرات المناخية، ومحاولة استزراعها ونقلها إلى بحار ومحيطات عالمية أخرى.

من جانب آخر ذكر أحد الباحثين بمعهد علوم البحار، أن الشعاب المرجانية قادرة على تخليص الكوكب من جزء كبير من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وللمرجان كما هو معروف، فى حالة الحفاظ عليها ومقاومتها للتغيرات المناخية بجانب أهميتها الاقتصادية بالنسبة للسياحة.

وأضاف أن التغيرات المناخية هى أكبر التحديات التى تواجه الشعاب المرجانية على مدار الأعوام القادمة خاصة فى ظل الاحترار العالمى وما يرتبط به من زيادات فى درجات حرارة مياه البحر، وأن الشعاب المرجانية تتعرض لضغوط شديدة ومستمرة بسبب عدة ظواهر ناجمة عن التغيرات المناخية، موضحا أن ارتفاع درجة حرارة المياه درجة مئوية واحدة يتسبب بظاهرة ابيضاض الشعاب.

وقال أيمن القرباوى الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، إن هناك عدة ظروف بيئية لازمة لنمو الشعاب المرجانية منها مياه دافئة مستقرة الحرارة لكى تنمو وأفضل درجات الحرارة ما بين 22-28 درجة مئوية، ومياه ضحلة لكى تستطيع أشعة الشمس الوصول إليها، أفضل عمق لا يزيد على 30 مترًا.

وأضاف أن كذلك مياه صافية لأن زيادة العوالق والحبيبات فى ماء البحر يحجب أشعة الشمس فيؤثر على نمو الشعاب المرجانية وتكاثرها، ومستوى منخفض نسبيا من المواد العضوية وغير العضوية لأن معظم المغذيات التى يحتاجها المرجان يحصل عليها من الطحلب المتعايش معه، ودرجة ثابتة من الملوحة ودرجة الملوحة المثلى حوالى 35 جزءًا فى الألف.

من جانبه قال الدكتور إسلام الصادق، باحث بيئى، إن شجرة المانجروف البحرية تعتبر من أهم الأشجار التى تساعد على تحصين الحياه البحرية بالبحر الأحمر من التغيرات المناخية، هى أن تلك الشجرة توفر حياة طبيعية للشواطئ التى تتواجد عليها حيث تقاوم عوامل النحر وتأكل الشريط الساحلى، وتنتشر أكثر بكثافة بداية من شواطئ سفاجا وتزداد غزارة على الشواطئ بمناطق المحميات الطبيعة فى مرسى علم مثل وادى الحمال وجنوب محمية علبه.

وأضاف الباحث البيئى، أن تلك الأشجار تعد مكان طعام للعديد من الأسماك، والقشريات البحرية وأيضا غذاء للعديد من الحيوانات البرية خاصة الجمال، كما أنها تستطيع تحويل المياه المالحة لعذبه لنفسها، وكل وذلك يعنى أن تواجدها فى مكان ما يدل على وجود تنوع بيئى بيولوجى ضخم.