من أكسيد الحديد إلى الهيدروجين الأخضر.. أوروبا تستمر فى البحث عن بدائل الغاز الطبيعى بعد أزمة روسيا.. حرق مسحوق الحديد يطلق كميات كبيرة من الحرارة.. والطاقة الشمسية وفرت 29 مليار يورو.. وخطة لاستخدام الهيدروجين

 

تستمر أوروبا في البحث عن حلول لأزمة الغاز التي تواجهها بسبب نقص الامدادات الروسية على خلفية حرب أوكرانيا ، وتوصل الخبراء إلى أكسدة الحديد كبديل جيد للغاز في القارة العجوز.

مازالت أوروبا تحاول البحث عن خيارات عدة للحصول على الطاقة، لكي تخرج من الشتاء القادم بأقل خسائر ممكنة، ولذلك فإنه ظهر ما يسمى بأكسيد الحديد والهيدروجين الأخضر بالإضافة الى االطاقة الشمسية التي أيضا من الممكن أن توفر المليارات في أوروبا بسبب أزمة الغاز الروسى.

 

وقالت صحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية إن شركة تكنولوجيا وقود الحديد المتجدد، وهي شركة أسسها خريجو جامعة أيندهوفن الهولندية التقنية ، منذ أربع سنوات ، استطاعت تحويل وقودها الحديدي الجديد إلى بديل فعال ومستدام للوقود الأحفوري، حيث  تمكن الباحثون من إخراج ابتكاراتهم من المختبر وصنعوا نموذجًا أوليًا لمرجل الطاقة الذي تبلغ طاقته 1 ميجاواط والذي سيتم اختباره في 500 منزل.

اكسيد الحديد فى اوروبا
اكسيد الحديد فى اوروبا

 

وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة تحويل الحديد الى وقود في عام 2018 في مختبر لمجموعة من الطلاب في جامعة  أيندهوفن التقنية يُدعى SOLID، تم اللجوء اليها بهدف السماح للوصول الى الطاقة النظيفة والمتجددة لجميع الأشخاص في جميع الأوقات.

كيف يعمل وقود الحديد

وقال الباحثون إن ما يتم فعله هو أكسدة الحديد وإزالته ويتم حرق مسحوق الحديد في غلاية كبيرة حيث تطلق كميات هائلة من الحرارة وتنتج طاقة تتحول إلى ماء ساخن ، حيث تتم عملية إزالة الاكسدة باستخدام الهيدروجين.

اكسيد الحديد
اكسيد الحديد

 

وأشار الباحثون إلى أن اكسدة الحديد له كثافة طاقة عالية ، حيث يحتوى متر مكعب واحد من وقود الجديد على قدر من الطاقة يعادل 11 مترا مكعبا من الهيدروجين عالى الضغط ولكنه أيضا أكثر أمانا لتخزينه ونقله من الهيدروجين ، درجة حرارة الاحتراق العالية التي تصل إلى 1800 درجة مئوية.

الطاقة الشمسية وفرت 29 مليار يورو

كما تلجأ أوروبا في الوقت الحالي الى الطاقة المتجددة لاستبدال الغاز ، حيث ساهم استخدام الطاقة الشمسية بين شهرى مايو وأغسطس لتوفير 29 مليار يورو وذلك بتوفير  12% من إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبى .

 

456fe8b69e.jpgوأضاف التقرير أن إجمالي انتاج الاتحاد الأوروبي من الطاقة الشمسية هذا الصيف، وصل إلى 99.4 تيراواط/ساعة من الكهرباء من الطاقة الشمسية، مقارنة بـ 77.7 تيراواط/ساعة في الصيف الماضي، ما أدى إلى توفير 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وتسعى أوروبا جاهدة إلى الوصول لبديل للغاز الروسي، بعدما أوقفت روسيا خط نورد ستريم عن العمل، حيث ولّدت 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أكثر من عُشر طاقتها الكهربائية من الألواح الشمسية، خلال صيف عام 2022، فجاءت هولندا في المرتبة الأولى بنحو 23%، تلتها ألمانيا بنحو 19%، ثم إسبانيا بنسبة 17%، فيما كانت تعمل دول مثل بولندا وفلندا والمجر على مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية منذ 2018، إذ تضاعف استخدام الطاقة الشمسية بــ 5 أضعاف.

62031ca4ec.jpg

ووافقت المفوضية الأوروبية ، بموجب قوانين مساعدات الدول الأعضاء، على إجراء ألمانى بقيمة 134 مليون يورو لدعم إنتاج الهيدروجين  المتجدد وإزالة الكربون من عمليات الإنتاج الكيميائي، وتعزيز استخدام الهيدروجين في قطاع النقل.

وأشارت صحيفة "20 مينوتوس " الإسبانية إلى أن هذا الاجراء سيمكن من تحقيق استيراتيجية الاتحاد الأوروبى للهيدروجين، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى الروسى وتسريع الانتقال الأخضر.

ويدعم هذا الإجراء إنتاج الهيدروجين المتجدد بشكل أساسي ليحل محل الهيدروجين المستخرج من الأحافير في عمليات الإنتاج الكيميائي، كما ستدعم هذه المساعدة، التي ستتخذ شكل منحة مباشرة، بناء وتركيب جهاز تحليل كهربائي واسع النطاق في المواقع التابعة للشركة، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية 54 ميجاوات وتنتج ما يقرب من 5 آلاف طن من الهيدروجين المتجدد و40 ألف طن من الأكسجين سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ المحلل الكهربائي العمل في عام 2025.

 تأثير نقص الغاز على الصناعات الأوروبية

وتأثرت العديد من القطاعات الأوروبية بنقص امدادات الغاز الروسى ، وعلى رأسها صناعة المعادن والزجاج، حيث اعترضت مصانع وشركات أوروبية مختلفة على تقنين الغاز واستخدام مصادر طاقة بديلة مثل الوقود أو الكهرباء بسبب عدم قدرة هذه البدائل على انتاج الحرارة الضرورية. ويستخدم الغاز في مجموعة واسعة من الصناعات مثل تشكيل الفولاذ وصناعة السيارات.

وقال مصنعو الزجاج في رسالة مشتركة، أن صناعة الزجاج والتى توظف حوالي 200 ألف عامل مهددة بشكل أساسي دون استخدام الغاز الطبيعي، وأضافت الرسالة أن نقص الغاز سيتسبب بأضرار طويلة الأمد للمصانع، تتمثل بإمكانية تلف المعدات خاصة التي تحتوى على معادن أو زجاج مصهور في حالة تخفيض درجات الحرارة.

كما ستأثر سلبا على سلاسل التوريد في قطاعات الأغذية والأدوية والسيارات والإنشاءات، وقال برتراند كازيس الأمين العام لشركة الزجاج الأوروبية (جلاس فور يوروب) أن تخفيض الغاز سيقضى على الصناعة بأكملها: "نحن بحاجة إلى أن تستمر صناعة الزجاج في إمداد قطاع الأغذية والمشروبات ونحتاج إلى المنتجات الزجاجية لتوفير الطاقة في المباني ولخلق المزيد من الطاقة المتجددة في الخلايا الكهروضوئية أو الرياح."

كما أعلن مصانع الألمنيوم في فرنسا عن تجميد خططت واعدة كانت تهدف لزيادة الإنتاج ، كما أجبرت عن مصانع الإنتاج او العمل بشكل متقطع بهدف تقليل استهلاك الطاقة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أكبر مصاهر الزنك في أوروبا سيتوقف عن الإنتاج، وأعلنت شركة "نيرستار" وقف تشغيل مصهر "بوديل" للزنك في هولندا بداية سبتمبر بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع