ملحمة زراعية على أرض سيناء.. أهالى قرى الشيخ زويد وجنوب رفح وشرق العريش يسابقون الزمن لزراعة القمح والشعير بمياه الأمطار .. ويواصلون استصلاح أراضى جديدة وغرس الزيتون.. ويقدمون تجارب ناجحة فى زراعة الشاى.. صور

يسابق الألاف من ابناء قرى الشيخ زويد  وجنوب رفح وشرق العريش بشمال سيناء الزمن لتحويل مساحات من الأراضى الزراعية الصحراوية لمسطحات خضراء، بينهم من يقوم بزراعتها بالقمح والشعير على مياه الأمطار، واخرين يقومون بحفر آبار زراعية وزراعة الزيتون والخضروات.

فى مناطق جنوب الشيخ زويد  ورفح بقرى الجورة ونجع شبانة والظهير وأبو العراج والتومة والعكور وأبو طويلة  شهدت المناطق التى ارتوت بالأمطار نشاط ملحوظ لمزارعين يقومون بحرث الأرض وزراعتها بالقمح والشعير.

وقام المزارعون بجهود ذاتية بحرث أرضهم وبذر القمح والشعير على مساحات من الأراضى الطينية الخصبة التي تمتاز بها المنطقة.

وأكد عددا من المزارعين أنه رغم قلة الأمطار هذا العام إلا أن ما سقط منها يساعد على الزراعة، وأنهم يحضرون البذور من الأسواق ويقومون ببذرها بمساعدة بعضهم البعض، ثم تنطلق جرارات زراعية لحرثها وهى جرارات مملوكة للأهالى.

واجمع المزارعون أن نشاطهم الزراعى هذا العام متميز حيث يتم فى ظل اجواء امنية مستقره وهادئه وطرق مفتوحة لتيسير حركة التنقل وانهم يتوقعون موسم حصاد ناجح لمئات الأفدنة من المزارع التى تم زرعها إضافة لمساحات اخرى مضاعفة فى مناطق مجاورة عندما تروى بمياه الأمطار.

وبدورهم سارع أصحاب المزارع التى تم حفر آبار بها غة هذه المناطق  بزراعة مساحات حولها على مصدر المياه الجوفى ونجحوا فى استصلاح وزراعة مئات الأفدنة خلال الشهور القليلة الماضية.

وفى قرية نجع شيبانة جنوب رفح، نجحت 408 أسرة من أهالى القرية نجع شيبانة بشمال سيناء، فى تحويل مساحات من قريتهم  لمناطق خضراء تجود بزراعات موسمية من الشعير، والبرسيم والسبانخ والفول والبسلة، فضلا عن تشجير واستصلاح مساحات بأشجار الزيتون.

وقال الشيخ إبراهيم أبوعليان من رموز القرية، إنهم يفتخرون بهمة أبناء قريتهم من كل الأعمار والذين بمجرد أن تم تطهيرها وهم فى همة لاتتوقف لزراعة كل شبر فيها، لافتا إلى أن مساحة قريتهم 9 كيلو فى 9 كيلو متر مربع، وتتبع مركز رفح، وإلى جانب القرية الأم توجد 5 توابع وهى بئر شبانه وابوزماط والرشايده وصنع المنيعى وابومسافر.

وأضاف أن عدد الأسر التى تتواجد حاليا بالقرية 408 أسر، جميعهم يعملون فى مجال الزراعة بشكل رئيسي، وبين أفرادها من هم تجار وموظفين وسائقين وعمال وأصحاب حرف ومهن حرة، لافتا إن حكاية قريتهم مع الزراعة منذ القدم ومتوارثة، وأن جميعهم مزارعين يتوارثون عطاء أرضهم وجودها، حيث أنها أرض خصبة وكانت فى الماضى يعتمد عليها كمصدر انتاج للقمح والشعير والعدس والبيطيخ والعنب والتين على مياه الأمطار، وفى هذا الوقت مع حركة التعمير التى تقودها الدولة وتوفير مصادر الرى اتيح للأهالى حفر ابار زراعية وزراعة ارضهم بالزيتون والخضروات وغيرها.

وأشار إلى أن للدولة بكل أجهزتها دور رئيسى فى انتعاش حركة الزراعة على أرض القرية، بعد توصيل خط كهربائى رئيسى ضغط مرتفع وشبكة خطوط منخفض وتوفير 5 محولات وحفر 6 آبار مياه أعماق بجهود الدولة، وبدورهم الأهالى التقطوا خيط التعمير وقاموا بجهود ذاتية بحفر اعداد كبيرة من الأبار الزراعية، كما أن للمجتمع المدنى دور فى توفير محطة تحلية للمنطقة، ومشروعات للشباب .

وقال أن الدولة خدماتها لم تتوقف لهم حيث أدرجت فى خطط التعمير القادمة على أرض القرية انشاء مدرسة ومعهد أزهرى ومقرات حديثة للخدمات الحكومية بكل أنواعها لافتا إلى أنه توجد نقطة طبية لخدمة الأهالى حاليا.

وبدوره أشار عبدالغفار سويلم من شباب القرية، إن للشباب دور رئيسى فى تعمير قريتهم ورغم أنهم موظفين، إلا أنهم فور الانتهاء من عملهم يسابقون أبائهم فى تعمير الأرض ومد شبكات المياه، كما أنهم استفادوا من مشروعات وفرتها لهم الدولة ممثلة بجمعية الهلال الأحمر وعددها 60 مشروعا استفاد منها فعليا 22 شابا، بمشروعات حفر ابار وتربية اغنام وتجهيز محلات بقاله وورش وينتظر استلام مشروعاتهم 60 شابا آخرين، بالتزامن مع استقبال جهود مؤسسات المجتمع المدنى التطوعية فى قريتهم لتوفير احتياجات للأهالى لبناء البيوت وحفر آبار وغيرها.

وأشار إلى أنهم فى قريتهم يتكاملون فى الأدوار ، حيث يقوم كبار السن من المعلمين المحالين للمعاش يوميا عصر كل يوم بعمل حلقات تعليم مجانية للأطفال لتقويتهم دراسيا فى ديوان القرية وتأسيسهم.

وقال إن القرية بها مشروعات خضراء وأخرى منتجة، حيث نجح الأهالى فى تربية أنواع نادرة من الأغنام والماعز ومشروعات انتاج داجنى كلها وفرت فرص عمل وأعطت دورة تكامل فى الاستفادة من مقومات القرية.

وبدورهم   يتسابق المزارعون  فى قرى غرب مدينة الشيخ زويد بقرى وتجمعات الشلاق والغراء وقبر عمير بكافة تجمعاتها والخروبة والتجمعات التابعة لها ومناطق شرق العريش بتجمعات وقرية السكاسكة وجرادة فى استصلاح مساحات من الأراضى الجديدة وحفر ابار بها وزراعة اشجار الزيتون على شبكات رى ومساحات اخرى من اللوز على مياه الأمطار بالتزامن مع زراعة القمح والشعير لهذا الموسم.

واجمع الأهالى فى هذه المناطق انهم يبدأون هذا العام موسم الزراعة بشكل مختلف بعد تنظيف مناظقهم من أثر الإرهاب وهم يستصلحون اراضى  بعد بوارها ويحولونها لمساحات خضراء من جديد مؤكدين انه يتوقع خلال عامين ان  يغطى اللون الأخضر كل هذه المناطق وتصبح مناطق زراعية منتجة ومصدره لكل المحافظات .

وعلى ساحل  مدينة الشيخ زويد بالجانب الغربى  تجدد هذا العام حضور موسم أهم فواكه سيناء وهى " الكلمنتينا"، التى بدأت زراعتها فى مزارع شمال سيناء على ساحل البحر المتوسط قبل نحو نصف قرن، ومنها إنتشرت فى كل محافظات مصر الزراعية وخصوصا أرياف الإسماعيلية والشرقية ومناطق الساحل الشمالى والاسكندرية والنوبارية التى بدأ موسمها نوفمبر الجارى ويتواصل حتى مطلع يناير القادم، وبدأ هذا العام بغزارة وتوصيله للأسواق بكل المحافظات.

قال عبدالمنعم ابو سمور، من أقدم مزارعي الكلمنتينا بشمال سيناء، والذى يقوم بزراعتها بمزرعته على ساحل الشيخ زويد، أن شجرتها تصلهم من المشاتل مطعمة وتتم زراعتها، وتنتج فى عمر قرابة 3 سنوات وتواصل إنتاجها لسنوات، وتحتاج من المزارع جهد فى متابعتها وتوفير متطلباتها من السماد ومصدر الرى من المياه العذبة ومصدره ابار مياه جوفيه.

أضاف أن الإنتاج كل عام يختلف عن الأخر كأى محصول فاكهة، لافتا أنها ثمرة أقرب إلى " اليوسفى" لكنها بطعم الذ منه وبدون حبوب داخلها.

وفى قرية السكاسكة شرق مدينة العريش واصل أبناء القرية ابهارهم لكل من حولهم فى تفنن الانشطة الزراعية الجديدة من نوعها وإلى جانب مساحات من مزارع الزيتون تجود بها القرية سنويا ومساحات موسمية من البطيخ والكانتلوب نجح أحد سكانها وهو "سالمان محمد عيد" فى تحويل حديقة منزله لمساحات من نباتات الشاى الأخضر إلى جانب أنواع متعددة من أشجار الفواكه.

وقال "سالمان" لـ"اليوم السابع"، إنه أحيل للمعاش قبل سنوات، حيث كان يعمل موظفا بجامعة العريش فى كلية التربية، وخصص قطعة الأرض حول منزله الكائن فى حى الفرسان بقرية السكاسكة شرق العريش، كمتنزه طبيعى له وأصدقائه وفى نفس التوقيت مزرعة خيرية، ومنها ينشر ثقافة زراعة نباتات الشاى التى نجح فيها واستطاع إثبات أن أرض شمال سيناء تنجح فيها زراعة الشاى الأخضر، وعبر عن تجربته المفيدة فى علاج كثير من الأمراض.

وأوضح أن زراعة شتلات الشاى الأخضر من أسهل أنواع الزراعات، لافتا إلى أنها تشبه النعناع، وأى غصن يتم غرسه فى الأرض يتمدد وينمو، وحققت فى مزرعته ارتفاعا وصل لنحو متر ونصف على مياه الغمر العادية وقليل من السماد.

وقال إن الشاى الأخضر يزرعه تحت أشجار مثمرة كبيرة غرسها فى أرضه ويأكل من ثمرها ومنها أنواع من الليمون والبرتقال والنخيل الجوافة والكمثرى والكلمنتينا، مؤكدا أن مزرعته فى حديقة منزله هى استراحة ومتنفس له وأصدقائه وكل من يحضر للمكان لتناول إنتاج الأرض الطبيعى وليس مكان تجارى، مشيرا إلى أن قريته منطقة زراعية تجود بمزارع الزيتون وكثير من الأشجار المثمرة والخضروات وحوله تمتد المزارع بجهود أهل القرية.

استصلاح اراضى صحراوية
استصلاح اراضى صحراوية

 

الشاى الاخضر فى سيناء
الشاى الاخضر فى سيناء

 

المزارعون يحرثون الارض بقرية شيبانه
المزارعون يحرثون الارض بقرية شيبانه

 

جمع محصول الزيتون
جمع محصول الزيتون

 

 

حركة عمل لاتتوقف لكبار وصغار بقرية شبانه
حركة عمل لاتتوقف لكبار وصغار بقرية شبانه

 

 

زراعة الارض
زراعة الارض

 

 

شباب يستصلحون ارضهم لزراعتها بقرية شبانه
شباب يستصلحون ارضهم لزراعتها بقرية شبانه

 

 

مزارع يقطف الثمر
مزارع يقطف الثمر

 

 

مزراع الزيتون
مزراع الزيتون

 

 

مساحات خضراء بمنطقة الغراء
مساحات خضراء بمنطقة الغراء

 

 

من المزارع
من المزارع

 

 

من مزارع زيتون سيناء
من مزارع زيتون سيناء

 

من يوميات العمل فى نشر اللون الاخضر
من يوميات العمل فى نشر اللون الاخضر

 

 

موسم متميز لفاكهة الكلمنينا على ساحل مدينة الشيخ زويد
موسم متميز لفاكهة الكلمنينا على ساحل مدينة الشيخ زويد

 

 

نباتات الشاى
نباتات الشاى

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع