تتسابق دول العالم للوصول إلى الحياد الكربونى بحلول عام 2050، من خلال الاعتماد على الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة كافة، وحطمت الطاقة الشمسية الأرقام القياسية فى ظل استمرار أزمة الغاز فى أوروبا.
وتلجأ أوروبا إلى الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية، فى محاولة للتصدى لأزمة الغاز التى تعانى منها بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووضعت القارة العجوز خطة التى فى بدايتها حققت نجاحا كبيرا مع تحطم الطاقة الشمسية الأرقام القياسية.
وقالت صحيفة " لا سيكستا" الإسبانية أن النمو السنوى للطاقة الشمسية بدأ فى النمو منذ أواخر عام 2021 ولكن تم تكثيف العمل عليها منذ الحرب الأوكرانية، وتم إضافة القدرة الاجمالية من 28.1 جيجاوات العام الماضى إلى 41.4 جيجاوات التى يُغلق بها عام 2022. وعلى رأس إنتاج الكهرباء هناك ألمانيا، تليها إسبانيا. سوق الطاقة الشمسية الذى يحتل المرتبة الثانية.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها إلى أن ألمانيا تعد مرة أخرى أكبر سوق للطاقة الشمسية فى أوروبا، فى عام 2022، تمكنت من إضافة قدرة 7.9 جيجاوات، تليها إسبانيا. أراضينا هى ثانى أكبر سوق للطاقة الشمسية، بإنتاج 7.5 جيجاواط. تليها بولندا بـ 4.9 جيجاواط، وهولندا 4.0 جيجاواط، وفرنسا 2.7 جيجاواط.
فى المجموع، تغلق الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 27 دولة عام 2022 بطاقة شمسية كهروضوئية قدرها 208.9 جيجاوات، بزيادة 25٪ عن العام الماضى. وتشير التوقعات إلى تجاوز نمو قدره 50 جيجاوات فى عام 2023، بهدف النمو إلى 85 جيجاوات فى عام 2026، وهو العام الذى من المتوقع أن تلعب فيه مصادر الطاقة المتجددة دورًا رائدًا فى سوق الطاقة.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) بالفعل قبل بضعة أشهر أنه بحلول عام 2027، ستشكل الطاقة الشمسية ما يقرب من 20٪ من توليد الطاقة العالمى. ولفتت إلى أهمية إضافة ما يصل إلى 60 جيجاواط عام 2023، بهدف تخفيف العجز فى إمدادات الغاز الروسى.
وفقًا لبيانات من هذا التقرير، كان عام 2022 هو العام الذى "أظهرت فيه الطاقة الشمسية إمكاناتها الحقيقية"، فى خضم عاصفة من أسعار الطاقة. فى المجموع، أضافت 26 دولة من أصل 27 دولة عضوًا فى الاتحاد الأوروبى طاقة أكثر من العام السابق.
تقوم ألمانيا بالفعل بتغطية مناجمها المهجورة بألواح شمسية، وفى إسبانيا نقوم بنفس الشيء مع أحواض الطين، وباختصار، تتضاعف الجهود المبذولة لإنتاج المزيد من الطاقة الشمسية فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى.
اما فى اسبانيا، يلجأ الإسبان إلى تركيب الالواح الشمسية، خاصة مع الارتفاع المسجل فى أسعار المحروقات ما يشكل فرصة لإسبانيا، لتقليص تأخرها فى هذا القطاع.
من المرجح ارتفاع سعة الطاقة المتجددة المركبة حول العالم إلى 352.1 جيجاواط خلال 2022، مقابل 285.8 جيجاواط العام الماضى (2021)، لتسجل رقمًا قياسيًا جديدًا، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وتتخذ السعة المتجددة المضافة عالميًا اتجاهًا صعوديًا منذ عام 2000، حينما شهدت إضافة 24.3 جيجاواط، ولم تتراجع على أساس سنوى سوى فى عام 2001 عند 17.2 جيجاواط.
اما عن الهيدروجين الأخضر، تفتح أوروبا أبواب عصر جديد بمصدر جديد للمواد الخام "الهيدروجين" ومع ذلك، يتعين علينا مراجعة نموذج التوريد والاعتماد على الواردات المحتملة.
وأشارت صحيفة "ثينكو دياز" الإسبانية فى تقرير لها حول أهمية الهيدروجين الأخضر لبداية عصر جديد من توفير الطاقة فى أوروبا وأيضا للتخلص من الكربون، إلى أن أوروبا تستهدف زيادة الاعتماد على الهيدروجين مصدرًا لإنتاج الطاقة من 2% فى الوقت الحالى إلى 14% بحلول عام 2050، ويعتمد إنتاج الهيدروجين فى أوروبا أساسًا على الغاز الطبيعى، ويُستخدم فى إنتاج البلاستيك والأسمدة والمنتجات الكيماوية.
وكان الاتحاد الأوروبى أطلق "بنك هيدروجين أخضر" بقيمة 3 مليارات يورو لدعم هذا القطاع.
وأوضح التقرير أن أوروبا فى الوقت الحالى تستورد أكثر من ثلثى الاحتياجات الأولية من الطاقة من الوقود الأحفورى، ولكن تظهر السيناريوهات الحالية أن الطاقة والنظام الصناعى المحايد فى غازات الدفيئة والمغذى بالهيدروجين هو نظام الطاقة والصناعية فى المستقبل، وقبل كل شيء لتغطية الطلب النهائى على الطاقة فى الصناعة والنقل وأيضًا كمواد خام للمواد الكيميائية صناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمالات استخدام الهيدروجين الأخضر المحايد لتقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بشكل كبير من عمليات التصنيع هذه هائلة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع