رئيس حركة جيش تحرير السودان لـ"القاهرة الإخبارية": المشهد فى البلاد معقد عن ذى قبل.. ونفتقد الحوار الآن.. والاتفاق الإطارى حاول تقسيم الآراء.. ويؤكد: علينا توسيع المشاركة فى الحكومة الانتقالية

رئيس حركة جيش تحرير السودان لـ"القاهرة الإخبارية": المشهد فى البلاد معقد عن ذى قبل.. ونفتقد الحوار الآن.. والاتفاق الإطارى حاول تقسيم الآراء.. ويؤكد: علينا توسيع المشاركة فى الحكومة الانتقالية
رئيس حركة جيش تحرير السودان لـ"القاهرة الإخبارية": المشهد فى البلاد معقد عن ذى قبل.. ونفتقد الحوار الآن.. والاتفاق الإطارى حاول تقسيم الآراء.. ويؤكد: علينا توسيع المشاركة فى الحكومة الانتقالية

قال منى آركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان، إن تعقيد المشهد في السودان في هذه اللحظة مختلف تماما عن التعقيدات الماضية، متابعا: "هذا التعقيد مختلف تماما.. لأن الساحة السياسية الآن تشهد الاستعانة بالخارج والإقليم أكثر من الاستعانة الداخلية.. وبالتالي هناك تفكيك للعناصر الداخلية.. العنصر الأساسي الداخلي الذي يجب أن يراعي القضايا الداخلية ويضعها في الأولويات.. هذا العنصر يستعين بالأفكار الخارجية أكثر من الداخلية".

وأضاف خلال حواره مع الإعلامي جمال عنايت على قناة "القاهرة الإخبارية": "أنه أصبح من الصعب جدا بأن يلتقي اثنان من السياسيين لوضع خارطة طريق أو مناقشة القضايا السودانية.. المشهد صعب ولا أجد صعوبة في أمر الترتيب إلا هذا الأمر.. الكل يبتعد عن الآخر ويفتح أفاقه وقلبه إلى الآخرين ولا يسمع لأخواته في الداخل.. وتفسير هذا الأمر بسبب الصراع السياسي وعدم النضوج السياسي.. وهناك نشطاء أكثر من السياسيين.. وأصحاب العلاقات العامة أكثر من التنظيمات السياسية.. وكثير منهم لا يخرجون من تنظيمات كبيرة.. وهناك صراع مع التنظيمات الكبرى.. وهناك هواجس بين السياسيين وبالتالي نجد لغة تخوين والاستعانة بالآخر.. والمسألة محاولة رفع شأنه وتقليل شأن الآخرين.. وهذه لغة عدائية ولا تساهم في الوصول إلى حلول بل قد يصل الأمر إلى حروب".

وتابع مناوي: "الأمور الآن تراكمت في السودان وبدعم من مختلف التقاطعات الدولية الموجودة هنا.. وحركة تحرير السودان هي حركة عسكرية أولا.. وأهدافها سياسية وعندما عجزت عن تحقيق الأهداف السياسية وأن تسمع إلى الأصوات المدنية اضطرت إلى الدفاع عن نفسها، لأن الأصوات الناعمة المدنية جعلت من النظام السابق يعتدى علينا.. وقررنا المقاومة وحماية أنفسنا وحماية أفكارنا أيضا.. ولم نكون الحركة بشكل متعمد ولكن هناك إجبار على هذا الأمر.. والموضوع أصبح موضوعيا والتحرير لا يعني تحرير الأرض.. ولذلك التحرير الذي نقصده هو تحرير العقل والأفكار والإرادة السياسية وتحرير النفوس بين كل أنواع الشعب السوداني وإدارة التنوع بشكل يمكن أن يكون فيه نوع من التسامح والمحبة.. وهذا التحرير الذي نقصده.. تحرير الأفكار التي تقود السودان".

وأشار إلى  إن النظام البائد لم ينتهِ في البلاد، ونظام الإنقاذ نفسه لم ينتهِ، متابعا: "لم نحقق أهدافا سياسية خلال النظام البائد.. وتكوين الجيش كان لحماية بلادنا وتحرير العقل.. وجنوب السودان دائما كان ينادي بالحرية والمساواة بين الأديان.. والجنوب اضطر إلى الانفصال لعدم سماع ندائه والاتفاق الإطاري وثيقة شمولية".

وأكمل : "الإنقاذ ليس أشخاص وكل أفكار ونظام الإنقاذ استخدم كل وسائل العنف على خلاف الأنظمة السابقة لأن الفترات لم تكن طويلة.. وبالتالي كل الجحود والانتهاكات في هذا النظام.. والإنقاذ سبق الجميع ولأن هذا السلوك والقمع والعمل العسكري لا يأتي إلا لرفض الاحتياجات من قبل المواطنين واحتجاج المواطنين يجب أن يسبقه الحوار.. والحوار هو المفقود الآن.. وبالتالي من خلال جلوس أبناء الشعب السوداني من أجل مشاركة الحوار والأفكار، وهذا أصبح مفقودا من زمن الإنقاذ.. وتحول المشهد إلى فوضي".

وتابع "مناوي": "الاتفاق الإطاري ليس المحطة الأخيرة ولا يمثل أول محطة.. ولكن جاء بعد مشوار طويل.. ونحن أمام عملية طويلة تشهدها القاهرة نفسها وأديس أبابا.. والقوي السياسية أيام نظام البشير وقبل سقوطه كان يوجد تحالفات في السودان مثل حزب الأمة القومي وغيرها من المجموعات المدنية وتطورت مثل الفجر الجديد أو نداء السودان ثم الحرية والتغيير وعملية سياسية استمرت لمدة 10 سنوات.. وهناك ركاب من محطة ديسمبر.. وقد أقصوا ركاب من قبل محطة ديسمبر.. الاختلاف في الآراء بدأ منذ وقت طويل جدا.. ومن قبل سقوط البشير.. ولم نكن أذن صاغية من الشباب داخل "الحرية والتغيير".. والآن هم يقصون كل السودان.. وليس صحيحا أن الحرية والتغيير يضم كل القوي السياسية الكبرى وهناك قوي سياسية كبيرة رافضة ذلك ويرفضون تصرفات هؤلاء الشباب".

واستطرد: أن ما حدث في السودان عقب التوقيع على "اتفاقية السلام" جوبا وقبله في أديس بابا وجلسنا لمدة 3 أسابيع وتم الاتفاق على ورقة السلام والتحول الديمقراطي، وبعد ذلك تم رفض هذا الأمر، متابعا: "جلسنا بعد ذلك في القاهرة لمدة 3 أيام برعاية الحكومة المصرية وبعد أن وصلنا للاتفاق.. وقبل التوقيع على الاتفاق.. رفضوا وقالوا لسنا مفوضين.. وانقلبوا على الوثيقة الدستورية.. الحرية والتغيير أبناء الخرطوم.. وليسوا أبناء السودان الكبير.. ورفضوا العودة إلى المنصة وتجميع كل القوي السياسية.. وهذا الخلاف وصل إلى القمة ووصل إلى الاعتصامات.. واستغل العسكر ما حدث في يوم 25 أكتوبر.. ويتحدثون عن هذا اليوم فقط".

وأكد أن  "ما حدث أننا طلبنا بإقصاء الآخرين.. وحزب الأمة يرفض تصرفات الحرية والتغيير.. وهناك من يحصل على الأفكار من خارج الحدود.. وهناك دول تدعم الشباب في الحرية والتغيير وهم ليسوا لهم الإرادة في ذلك.. الاتفاق الإطاري لم يشاور الآخرين، وتم إجراء حوار بين الثلاثية ومجموعة صغيرة من "الحرية والتغيير" والعسكر "نوعين".. ونحن عندنا في السودان "نوعين".. وأنا أتحدث عن العسكر المسيطر على الحياة السياسية.. ولم يتم التشاور مع الآخرين.. والاتفاق الإطاري حاول تقزيم وتقسيم الآراء.. والغرض كله يجب أن يكونوا في القيادة لأنه لم يشهد التشاور.. والبقية تأتي في الخلف.. الأزمة الآن أكثر.. والهشاشة واضحة الآن".

وتابع "مناوي": "أتمني أن يكون السودان سياسيا وحزبيا بالحوار.. ولابد من الحوار والجلوس مع الشعب السوادني.. والعودة للسودانيين شرط نجاح العملية السياسية.. والاتفاق الإطاري عملية سياسية منقوصة.. ونحن نطرق الأبواب من أجل الحوار ولكن هم من يرفضون.. والحوار هو الحل.. وسعينا للحوار ولم يستجب لنا أحد.. وهناك 600 منصة إعلامية للكذب.. وهناك صناعة لمنصات الكذب في البلاد.. وهناك احتراف في الكذب والتضليل".

وأكمل رئيس حركة جيش تحرير السودان: "هناك تواصل في المناسبات الرسمية.. ولدينا عدد من الاتصالات مع الحرية والتغيير.. والحرية والتغيير لديهم تكتيك لعدم قبول الآخر.. لأنه عندما نتفاوض يقولون لنا هذا شخص غير مفوض.. والأنظمة السودانية لديها فكرة عدم قبول الآخر ومن تاريخ الاستقلال.. عدم قبول الأخر سبب الحروب.. وأدي إلي انفصال جنوب السودان.. وأدي إلى للجرائم والاضطرابات في البلاد.. وادعوهم إلى تفادي جرائم الأنظمة السابقة في السودان وهناك غياب للرؤية للسودان خاصة أن الأنظمة السابقة لم تأت لارتكاب الجرائم".

وأشار أركو إلى أنه يجب على الجميع في السودان التغيير، متابعا: "أنا لا أقصد الحكومات.. والثابت الوحيد في علم الإدارة هو التغيير.. والتغيير يعني تغيير النفس وطريقة الحياة ولا يكون في الأنظمة.. والمطلوب أن نقبل الآخر في السودان.. وعدم عزل أي قوي سياسية داخل البلاد.. وبالتالي التغيير يبدأ من الاستماع إلى الآخرين خاصة أنه لا أحد يسمع أصوات دارفور وكردفان.. وبالتالي هؤلاء ليسوا قادرين على حكم البلاد بهذه الطريقة".

وأضاف "النظام السياسي الأمثل يجب أن يأتي بعد تغيير النفوس.. وأدبيات النظام الأمثل معروفة منذ قديم الأزل في السودان.. ويبدأ ذلك بالجلوس والحوار وتوسيع قاعدة الحكومة الانتقالية وتوفير فرص لكل من يريد الديمقراطية.. وتوسيع قاعدة المشاركة والاستماع إلى كل الأطراف.. والأنظمة لم تؤسس السودان.. والحكومة الانتقالية تضم كل مكونات الشعب السوداني كلها.. والآن في مرحلة تكوين الأحزاب وأن يكون فوق هذا النمط الفكري.. وعدم قمع الشباب الصاعد.. ويجب أن نعطي الفرصة للشباب والمرأة في السودان".

وتابع "مناوي": "الدستور أمر مهم للسودان.. وأدعو لمؤتمر دستوري تأسيسي يشارك به الشعب كله.. ويجب كل القوي السياسية وكل الطوائف ويطرح هذا الدستور للاستفتاء.. وهذا عمل يحتاج إلى مزيد من سنة.. والبلد لم تؤسس بعد.. والكل يعمل بأفكاره الخاصة.. وهذا المؤتمر الدستوري يضع الأساسيات وإصلاح المؤسسات ومن ثم نعطي جدولا زمنيا لتغيير وتأسيس إصلاح هذه المؤسسات سواء المدنية أو العسكرية.. ويجب وضع جدول زمني للإصلاح والتغيير".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع