أكرم القصاص يكتب: مصر وأمريكا والعالم.. الاستقرار فى واقع عالمى وإقليمى متقلب

الأحداث المتسارعة فى العالم تشير إلى استمرار التفاعلات السياسية على مستويات متعددة، الحرب الروسية الأوكرانية تتخذ تطورات فى اتجاهات مختلفة، وهناك استمرار للتصعيد يجعل من الصعب التكهن بنهاية قريبة للحرب تقترب من إكمال عامها الأول، بما يشمله هذا من تطورات وانعكاسات اقتصادية فى أسواق ً الطاقة والغذاء، وبما يحتم على الدول أن تتصرف بناء على قراءات لزوايا التفاعلات، وتشهد الدول الكبرى أزمات وتعقيدات فيما يتعلق بالديون، أو ارتفاعات الأسعار، وارتفاع الفائدة فى بنوك أوروبا، وبالتالى فإن انشغال الدول الكبرى بمواجهة الأزمة، يدفع لمزيد من إجراءات التقشف أو اللجوء إلى الاقتراض، لمواجهة الالتزامات الضرورية.

 

إقليميًا ما تزال الكثير من التطورات المرتبطة بالمسارات السياسية، أو عودة التوترات إلى الأراضى الفلسطينية، الأمر الذى يستدعى تدخلات عاجلة لمنع أى انفجارات قد تضاعف من أزمات المنطقة، التى لم تهدأ على مدى أكثر من عقد، من هنا يمكن تفهم الجولات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الهند ثم أذربيجان وأرمينيا، والتى كانت تجمع بين الطابع السياسى، وأيضا تركز على الجوانب الاقتصادية بشكل يوسع من قدرات الدولة على التحرك فى جذب الاستثمارات من جهة، وتسويق المشروعات والفرص ً الاستثمارية، وأيضا فتح مجالات للتعاون التجارى والتبادل الذى يضاعف من قدرات الاقتصاد.

 

هذه التحركات والجولات تأتى فى ظل واقع عالمى وإقليمى يحتم على الدول البحث عن أفضل طرق التعاون والشراكة، وضمان مصالحها وتسويق فرصها وتبادل الخبرات، وتوسيع زوايا التحرك، مما يجعل لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى، ذات بعد محلى يرتبط بعرض الفرص، ومتابعة المجالات التى يمكن ً تطويرها، مع تبادل الخبرات، وأيضا بعد سياسى يتضمن توسيع علاقاتها الدولية والإقليمية مع كل التجمعات الاقتصادية، والتباحث حول التحديات القائمة، وتسعى مصر من خلال هذه السياسة الخارجية إلى توسيع دوائرها الإقليمية والدولية، وتسعى للانفتاح مع كل التجمعات أو الدول، بسياسة متوازنة، وقادرة على البقاء، وهو أمر يدعم من الثقة الاستراتيجية، العربية والإسلامية والأفريقية، والدوائر ً الإقليمية والدولية فى مصر التى تمثل جسرا بني دوائرها المتوسطية والأوروبية والآسيوية، وهى دوائر لم يكن ً هناك تركيز عليها فى السابق، رغم أنها تمثل فرصا للتعاون، وتبادل الخبرات، وضمان زيادة الموازين التجارية.

 

ومن جولته فى الهند، والتى تضمنت فتح مجالات للتعاون والاستثمار، إلى الجولة فى أذربيجان وأرمينيا، إلى استقبال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، ً الذى جاء حاملا رسائل الرئيس الأمريكى جو بايدن للرئيس السيسى، وكشف بلينكن عن متابعة أمريكية للتطورات التى تجرى على الصعيد السياسى، الحوار الوطنى ولجنة العفو، مع تقدير لجهود مصر فى حماية الحريات الدينية وتمكني المرأة، وأشار فى لقائه مع وزير الخارجية سامح شكرى، إلى أن مصر مستمرة فى لعب دور إرساء السلام والاستقرار، وتسعى للوصول ًإلى منطقة أكثر أماناً واستقرارا.

 

 الرئيس السيسى استعرض مع وزير الخارجية الأمريكى التطورات والأحـداث الأخرية فى الأراضى الفلسطينية، والجهود املشتركة والمساعى المصرية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، وأكد الرئيس أهمية العمل بشكل فورى فى إطار المسارين ً السياسى والأمنى لتهدئة الأوضاع، مؤكدا موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية فى المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.

 

اللقاء تطرق للمسار السياسى فى ليبيا والسودان، وقضية السد الإثيوبى، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت نحو ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق املائية والتنموية لجميع الأطراف.

 

زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، شملت قضايا اقتصادية، واعتبر وزير الخارجية الأمريكى أن مشكلات التضخم وارتفاع أسعار الغذاء هى أزمة تعانى منها كل دول العالم، لذلك تعمل مصر وأمريكا معا من أجل حل أزمة الأمن الغذائى والطاقة، لاستكمال مسيرة الإصلاحات الاقتصادية المصرية الناجحة، لافتاً إلى أن الحرب الأوكرانية الروسية تؤثرعلى الاقتصاد المصرى، وهو ما يتطلب المزيد من التعاون لتلافى تلك الآثار، وأعلن عن دعم أمريكى لقطاع الزراعة فى مصر باستثمارات 50 مليون دولار.

 

هذه الزيارة، وجولات الرئيس الآسيوية والأوراسية، تأتى ضمن انفتاح مع كل دول العالم، فى ظل واقع دولة لا يتوقف عن التحول

 


 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع