أخبار عاجلة

أوروبا تضيق الخناق على روسيا وتحظر الديزل.. خسائر موسكو 160مليون يورو يوميا وتوقعات بارتفاع أسعار الوقود.. مفوض أوروبى: نستعد لتأمين إمدادات بديلة.. وبوتين يواجه مشكلة العثور على عملاء جدد

دخل الحظر الشامل على استيراد الديزل الروسى إلى أوروبا حيز التنفيذ أمس الأحد، والذى يعد  واحدا من قائمة العقوبات الواسعة ضد موسكو بسبب الحرب الأوكرانية، والتى تسعى إلى خنق الكرملين ماليًا.

ويأتى الحظر مع حد أقصى للسعر اتفقت عليه الدول المتحالفة في مجموعة السبع.

وقالت صحيفة الموندو الإسبانية، إن حظر الديزل يمثل التحدى الأكبر لأوروبا، حيث أنه الوقود الذى يستخدمه ما يقرب من نصف السيارات في الاتحاد الأوروبي ، وأغلبية وسائل النقل والآلات الثقيلة والبحرية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسلا فون دير لاين، يوم خلال زيارتها الاسبوع الماضى لكييف، إن عائدات الطاقة التي قدمها الاتحاد الأوروبي لروسيا تتعرض لضربة كبيرة، وتضرب جوهر الاقتصاد الروسى بحوالي 160 مليون يورو في اليوم.

ويعتبر الديزل عصب الاقتصاد العالمى، والذي لا تزال أوروبا تعتمد على وارداته من روسيا بشكل قوي، حيث وفقا للبيانات، فإن أوروبا استوردت حوالى 220 مليون برميل من الديزل الروسى خلال العام الماضى بمعدل 700 الف برميل يوميا، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

ويعتبر الديزل هو مفتاح الاقتصاد العالمى لأنه يستخدم لتشغيل السيارات والشاحنات التى تنقل البضائع .ويرى الخبراء أن هذا القرار سيؤدى إلى ارتفاع واضح في أسعار الوقود عالميا، وأكد ماسيمو سيرميلي، الأستاذ في كلية ديوستو للأعمال، أنه في الأشهر المقبلة سيكون هناك قيود على الإمداد سيصاحبها قطع إمدادات الديزل من قبل روسيا، ويؤكد أن هذا القرار سيزيد من سعر الديزل.

كما قال إينيس كاردينال مدير الاتصالات والشؤون القانونية بالرابطة الإسبانية لمشغلي المنتجات البترولية، إن الحظر الأوروبى للديزل الروسى سيؤثر على جميع القطاعات ، لأن أوروبا تعتمد إلى حد كبير على روسيا في إمدادها بالديزل ، ورغم العقوبات فإن أكثر  من 44% من واردات هذا الوقود عام 2022 جاءت من روسيا.

ولكن من ناحية آخرى فإن أوروبا ستواجه مشكلة خطيرة وهى الخاصة بالاعتماد القوى على الديزل الروسى ، ولذلك فقد يتعين على أوروبا أن تنظر إلى أسواق أخرى مثل الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط أو الهند.

وقال المتحدث باسم الطاقة بالمفوضية الأوروبية ، تيم ماكفي "نتوقع أننا سنكون مستعدين لتأمين إمدادات بديلة كافية ، لقد مررنا بنجاح بعملية مماثلة مع النفط الخام "، في إشارة إلى حق النقض على مشتريات النفط الخام السارية منذ ديسمبر الماضي ، بالإضافة إلى الفحم من أغسطس.

وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي 40٪ من الواردات المجتمعية جاءت من روسيا قبل الحرب ، لكن بروكسل واثقة من أن الفترة الانتقالية من إعلان العقوبات في يونيو إلى أن يتم تطبيقها في فبراير كانت "طويلة بما يكفي" لضمان "مسارات سلاسل إمداد بديلة وتقليل تأثير المنتجات المكررة على الأسواق العالمية ".

ومع ذلك ، فقد تغير الاتجاه في الربع الأخير من العام ، انخفضت مشتريات المنتجات النفطية من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا إلى 14.14٪ من إجمالي الواردات، مقارنة بـ 25.9٪ في الربع الأول ، وفقًا لبيانات يوروستات.

بالتوازي مع العقوبات التي تطبقها الدول الغربية في أراضيها ، وضع الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) وأستراليا إجراءات أخرى تهدف إلى ضرب الطاقة.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من أنه سيتم فرض سقف السعر البالغ 100 دولار لبرميل الديزل ووقود الطائرات والبنزين من خلال منع خدمات التأمين والشحن من التعامل مع الديزل المسعّر فوق الحد المسموح به، إلا أن روسيا تتمثل ازمتها في العثور على عملاء جدد، وليس التهرب من سقف الأسعار.

ووصفت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية الديزل بأنه "عمود فقرى لاقتصاد أوروبا، حيث يعتبر بالغ الأهمية لاقتصاد أوروبا، فهو لا يقتصر على توفير الطاقة للشاحنات التي تنقل البضائع فحسب، بل يعمل أيضا على تشغيل أكثر من 40% من السيارات في الاتحاد الأوروبي.

قال ديفيد فايف كبير الاقتصاديين في Argus Media، وهي شركة أبحاث للسلع الأساسية: "يُنظر إلى نقطة الضعف إلى حد كبير على أنها وقود الديزل الذي لن يقوى الاتحاد الأوروبي على مواجهته طويلا".

وقال الرئيس السابق لأسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية، نيل أتكينسون، إن أوروبا، والتي تمتلك مخزونات وافرة في الفترة الأخيرة، بات عليها ان تتنافس في الأسواق العالمية، وخاصة على مستوى تصدير المنتجات من الشرق الأوسط، والصين والهند.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع