"ينخلون الزرق بالغربال".. حكاية شباب يعملون فى الصنعة وراثة عن آبائهم منذ 25 عامًا بقنا.. أحد الصناع: الغربال تراث لا غنى عنه فى المنزل وأستغرق 3 دقائق فى القطعة.. وآخر يؤكد: نجوب القرى والمدن للبيع.. صور

يجلس بالساعات رفقة أبناء عمومته لصنع الغربال الذى لا يخلو منزل فى القرى أو المدن من وجوده لاعتماد ربات البيوت عليه فى غربلة الطحين أو انتقاء الشوائب من غلال القمح بعد موسم حصاد القمح، ورغم تراجع عدد العاملين فى تلك الحرفة واقتصارها على عاملين بعدد أصابع اليد الواحدة إلا أنها ما زالت صامدة وتباع على مدار العام، فمنذ أكثر من 15 عامًا، تواجد أفراد عائلة الغرابوة المتخصصين فى صناعة الغربال بقنا وأصبحت المدينة مصدر رزق لهم بعد انتشارهم وتكوين علاقات مع التجار ومع أهالى القرى.

ويحمل الشاب من صناع الغرابيل المنتجات على كتفه ليجوب بها فى الشوارع من أقصى جنوب المحافظة إلى شمالها وكذلك الذهاب إلى أماكن أخرى مثل محافظة قنا، ليعود فى النهاية برزق يومه ويعاود الذهاب مرة أخرى فى اليوم التالى، وبسرعة وإتقان ينهى قطعة واحدة فى مدة لا تتجاوز الـ 3 دقائق لتصبح جاهزة على الاستخدام ويرجع ذلك إلى أبنائهم وأجدادهم الذين ورثوا منهم الصنعة على مدار سنوات عديدة وتناقلت عبر الأجيال لتصبح المهنة الرئيسية لهم.

قال محمود الغرابلى، أنه جاء إلى محافظة قنا منذ ما يزيد عن 16 عاما للعمل فى حرفة صناعة الغربال التى اكتسبها عن والده وأجداده، حيث يعمل فيها معظم أفراد عائلته وتمثل مصدر الدخل لهم وتناقلت عبر الآباء والأجداد وتعلم الصنعة من والده منذ ما يزيد عن 25 عاما، ويعتمد الصانع اعتماد رئيسى على الأخشاب والحرير التى تستخدم فى أعمال "الطحين" لدى السيدات فى المنزل.

وأوضح الغرابلى، أنه الأشكال والأنواع تختلف وكذلك الحجم بحسب الغرض المعد لذلك فهناك نوع غربال يستخدم فى تصفية شوائب الغلال بعد الحصاد وقبل عملية طحن الغلال، وهناك نوع آخر يستخدم فيما يسمى الغربلة للطحين وهناك يسمى سلك ولهم مسميات "الفارط والمانع والسلك"، وتستغرق القطعة الواحدة من 3 دقائق إلى 5 دقائق لإنجازها لتصبح جاهزة للبيع.

وقال محمد الغرابلى، أن عملية الترويج للمنتجات تتم عن طريق الصناع أنفسهم وليس البيع لتجار، فيجوب الصانع الشوارع فى القرى والمدن لبيع الغربال وتقبل على شرائه السيدات ولاسيما فى القرى لاعتمادهم الرئيسى على الغربال فى الدقيق وتصفية الغلال، وعلى مدار سنوات اكتسب الصانع خبرة البيع والتعامل مع الزبائن وكذلك تكوين صداقات ومعارف فى كل قرى ومدن المحافظة، مضيفًا أن المهنة تمثل مصدر رزق رئيسى لهم ويتواجد فى قنا منذ سنوات عديدة ويتردد على محافظة سوهاج فى وقت أجازته.