فطائر "النشابى" تزين موائد الإفطار فى رمضان.. أشهر الوجبات فى صعيد مصر.. السيدات يتجمعن فى منزل واحد لإعدادها.. تهدى للمسافر والمقيم بوجه بحرى.. و"الشوربة واللحم والصلصة والأرز واللبن" أبرز الإضافات.. صور

 يجلسن فى ساحة داخل أحد البيوت الريفية الواسعة، وفى ليلة من الليالى المبهجة فرحاً بقدوم شهر رمضان المبارك تتجمع السيدات والأطفال لإعداد فطائر "النشابى" الذى يتم تناوله على موائد الإفطار والسحور فى رمضان، وإحياء عادة من العادات والتقاليد المشهورة لدى أبناء الصعيد وسيدات القرى.

وفى محافظة أسوان، تشتهر صناعة فطائر النشابى بين سيدات القبائل العربية، اللاتى يحرصن على التجمع فى مكان واحد داخل أحد البيوت التى تتميز بالاتساع ويستخدمن أدوات بسيطة فى صناعة هذه الفطائر التى يكثر تناولها خلال شهر الصيام سواء على موائد الإفطار أو فى السحور.

قالت أم أحمد، من أهالى محافظة أسوان، لـ"اليوم السابع"، إن فطائر "النشابى" هى واحدة من أشهر الأكلات بين أهالى القرى فى محافظة أسوان وتشتهر بها نجوع وقرى الخط الغربى فى مركز كوم أمبو وسط محافظة أسوان، ويتم التجهيز والإعداد لها حتى قبل دخول شهر رمضان، حتى تكون الفطائر جاهزة لتناولها خلال شهر رمضان الكريم مع الإفطار والسحور.

وأضافت أم أحمد، أن فطائر النشابى تتميز بأنها رقيقة ويمكن تناولها مع إضافة الشوربة لها، أو مع الصلصة والأرز، ويوضع عليها قطع اللحم ويتم تناولها على مائدة الإفطار وتتميز بأنها وجبة دسمة وخفيفة فى نفس الوقت، أو بإضافة اللبن أيضاً ويتم تناولها فى السحور، وهذه الوجبة تستخدم غالباً فى الأيام العادية بخلاف شهر رمضان، وتعد للضيوف لأنها سريعة التحضير لا تحتاج إلى وقت كبير، فى حالة إذا كان الضيف غير مقيم وقبل أن يغادر.

وتابعت أم عبده، سيدة من محافظة أسوان، الحديث عن "النشابى"، قائلةً: ما يميز صناعة النشابى هو الجو المبهج الذى يتم إعداد فطائر فيه، وذلك لأن طريقة إعداد النشابى تعتمد فى الأساس على تجمع عدد من النساء جيران بعضهم البعض، وتتطوع إحداهن فى استضافة النساء وإعداد الفرن أو "الطابونة" وهى عبارة عن موقد بلدى يعتمد على النار وليس اسطوانات البوتاجاز كما هو الحال فى الأفران.

وأشارت أم عبده، إلى أن النشابى لا يحتاج لأدوات كثيرة إنما هى فقط بعض الأوانى الخاصة بعجن الدقيق والماء، بجانب وجود "طبلية" أو "صوانى" لفرد النشابى عليها، وأخيراً "عصا النشابى" وهى عبارة عن عصا خشبية يبلغ طولها متر تقريباً وتستخدم لفرد العجين على شكل فطائر رقيقة قبل وضعها فى الفرن.

وأوضحت أن النشابى عبارة عن فطائر رقائقية يتم تجهيزها قبل رمضان بوقت كاف وبكميات تناسب كل أسرة ليتم تجهيزها وتحضيرها فى رمضان، ومكوناتها بسيطة جداً: دقيق وماء وملح، ويتم عجن الدقيق دون الحاجة إلى تخميره، ثم يتم تقطيعه وفرده وتركه فى الفرن لدقائق، موضحةً بأن هذه الأكلات لا تكلف الأسرة أموالاً لإعدادها ولكنها بسيطة توارثها الأجيال نظراً لبساطة المعيشة لدى الأجداد واعتمادهم بشكل كبير على الدقيق والماء فى معظم الأكلات.

وأكدت السيدات فى أسوان، أنهن مازلن يحرصن على إعداد فطائر النشابى بعد أن توارثوها من الأمهات والجدات اللواتى اعتدن على صناعته خاصة بالتزامن مع حلول شهر رمضان، كما أنها تهدى للجيران والأقارب، وكثير منهن ما يستخدمن الكرتونة فى طريقة تخزين النشابى، ويمكن أيضاً إهدائه للأقارب وذوى الأرحام فى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى، كنوع من المشاركة المجتمعية والإشعار بجو وطقوس أهالى الصعيد فى مجتمعات الوجه البحرى، وهناك سيدات يصنعن النشابى ويبيعونه جاهزاً فى الأسواق لأكل العيش والاسترزاق منه ومساعدة النساء اللواتى لا يستطعن القيام بعمل النشابى خلال المواسم وشهر رمضان.

السيدات يجهزن فطائر النشابى  (1)
السيدات يجهزن فطائر النشابى (1)

 

السيدات يجهزن فطائر النشابى  (2)
السيدات يجهزن فطائر النشابى (2)

 

السيدات يجهزن فطائر النشابى  (3)
السيدات يجهزن فطائر النشابى (3)

 

السيدات يجهزن فطائر النشابى  (4)
السيدات يجهزن فطائر النشابى (4)

 

السيدات يجهزن فطائر النشابى  (5)
السيدات يجهزن فطائر النشابى (5)

 

السيدات يجهزن فطائر النشابى  (6)
السيدات يجهزن فطائر النشابى (6)

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع