أديرة نقادة بقنا تاريخ شاهد على الآثار القبطية بالمدينة.. تشييد دير الصليب فى القرن الرابع الميلادى.. ويعتبر الدير الوحيد الحامل لاسم الصليب بمصر.. و"مار جرجس" مشهور بالدير المجمع ويحوى 3 كنائس

على بعد عدة كيلو مترات من مدينة نقادة جنوب محافظة قنا ستقع عينك على عدد من الأديرة التاريخية التي يحمل كل منها قصة سنوات مضت وما زالت صامدة حتى الآن، فالأديرة بمثابة المزار السياحى القبطى فى المدينة حيث يتوافد عليها الآلاف من أنحاء مصر لمشاهدة العمارة القديمة بالدير والتى تم ترميم عدد منها مؤخرًا، وكذلك مشاهدة الكنائس القديمة المتواجدة داخل تلك الأديرة والتى بنيت بدقة ذات تفاصيل كثيرة وألوان جذابة.

ويعرف أن مدينة نقادة تحتوى على 5 أديرة جميعها تقع فى الظهير الصحراوي من المدينة بالإضافة إلى عدد من الكنائس بالمدينة وهى واحدة من الآثار القطبية التي تشتهر بها بالإضافة إلى الآثار الإسلامية والفرعونية، ومن تلك الأديرة دير الشهيد مار جرجس ودير الصليب، وما زالت تحكى المدينة المزيد من أسرارها ذات التاريخ الطويل الممتد لجذور، كما أنها تشهد ملحمة وطنية فيعيش المسلم بجوار المسيحى فى سلام ومحبة عبر سنوات وقرون مضت، يجتمعان فى الأحزان والأفراح معًا.

دير الصليب بنقادة

يعرف أن ذلك الدير يقع فى الضفة الغربية بزمام حاجر دنفيق، وكان ذلك الدير قائمًا بالقرن السادس الميلادى حسب ما ذكر فى المراجع التاريخية، وإن كان هنالك الكثير من الشواهد التى تؤكد وجوده قبل هذا التاريخ، ولعل من أبرزها استخدام الأعمدة والأحجار الفرعونية فى إنشائه، بالإضافة للطراز البازيليكى الذى أنشئ عليه وهو ما يرجح بناؤه بالقرن الرابع أو الخامس الميلاديين، أى أنه موجود منذ ما يناهز 1400عام.

ويتكون الدير من 3 كنائس غير الملحقات القائمة على خدمات الدير، الكنيسة الأولى هى كنيسة الصليب المقدس وهى الكنيسة الأصلية المنشأة بالقرون الأولى الميلادية، والتى تضم ثلاثة مذابح الشمالى منها يحمل اسم الشهيد مارجرجس والأوسط يحمل اسم الصليب المقدس، بينما يحمل الجنوبى منها اسم الآباء الرسل، والكنيسة الثانية والتى تقع إلى الشمال من كنيسة الصليب، وبها مذبحان يحملان اسم السيدة العذراء مريم ورئيس الملائكة الجليل جبرائيل.

ويتواجد بالدير، كنيسة ثالثة وهى كنيس القديس يوحنا المعمدان، والتى كانت تقع فى الشمال الغربى من كنيسة العذراء، وتضم ثلاثة مذابح أوسطها مذبح يحمل اسم القديس يوحنا المعمدان، أما عن التكوين المعمارى الحالى لكنائس هذا الدير، فحسبما أشار الباحثون، فقد أخذت هذه الكنائس القديمة الثلاث فى الاندثار، حيث بنى بذات المكان كنائس جديدة حافظت على الطراز المعمارى الأثرى للكنائس المندثرة، وهو الدير الوحيد على اسم الصليب فى مصر والكنيسة الثانية فى العالم بعد كنيسة أورشليم بالقدس فى فلسطين.

دير الشهيد مارجرجس

يقع ذلك الدير فى صحراء مدينة نقادة أيضًا وسمى على اسم أحد شهداء المسيحية، ويقع هذا الدير على الضفة الغربية من نهر النيل بزمام قامولا البحرى التابع لمركز نقادة، ويبعد مدينة نقادة 10 كم جنوبا، فى مواجهة قرية صوص، ويقع الدير على ربوة مرتفعة بالمنتصف من برية الأساس، أتاح له هذا الموقع الإشراف على بقية الأديرة المنتشرة فى هذه البرية، كما أنه الدير الوحيد الذى كان يضم بين جنباته خمس كنائس دفعة، بالإضافة لكونه أكبر أديرة برية الأساس وأكثرها اتساعا.

وأشارت المخطوطات، إلى أن هذا الدير يرجع بناؤه لأواخر القرن الرابع الميلادى، حيث بدأ بكنيسة، ثم تعددت الكنائس حتى وصل عددها لخمس كنائس، هى التى تحمل أسماء كلا من الملاك ميخائيل والشهيد مار جرجس والملاك غبريال والقديس كنيسة الخاصة يوحنا المعمدان، ويشتهر هذا الدير باسم "دير المجمع "

ويحتوى فى الوقت الحالى على 3 كنائس، الكنيسة الأولى هى الكنيسة الأثرية القديمة التى تحمل اسم السيدة العذراء، والتى كانت مقامة بجوار مغارتين لآباء تشاك من القرن الرابع الميلادى، وبها 3 مذابح يحمل أوسطها اسم "السيدة العذراء"، وقد تم اكتشاف هذه الكنيسة بحفائر عام 2003 داخل الدير الأثرى بمعرفة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، كما ظهر بجوارها مجموعة من الحجرات الأثرية الملحقة ومن بينها حجرة المائدة التى كان يجتمع بها الرهبان لتناول وجباتهم

أما الكنيسة الثانية هى التى تحمل اس "الشهيد مار جرجس" وتضم أربعة مذابح هى على الترتيب من الناحية القبلية المذبح الذى يحمل اسم "السيدة العذراء" والمذبح الذى يحمل اسم " مار جرجس" والمذبح الذى يحمل اسم "مارمينا"، وأخيرًا المذبح الذى يحمل اسم " الشهيد أبانوب "، وقد تم ترميمها عام 2018 م، والكنيسة الثالثة هى كنيسة "القديس يوحنا المعمدان"، وبها مذبح وحيد يحمل اسم هذا القديس، وهى الكنيسة التى يرجع تاريخها وفقًا للمخطوطات المتوفرة إلى ما قبل القرن الحادى عشر الميلادى، والتى تمت أعمال ترميمها بناءً على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، حيث تم اكتشاف "المغطس الأثري" الخاص بالكنيسة، والذى يعود تاريخه إلى ما قبل القرن الحادى عشر الميلادى.