نقيب الإعلاميين " حمدي الكنيسي" لصوت بلادي : انتهي عصر الفوضي

نقيب الإعلاميين " حمدي الكنيسي" لصوت بلادي : انتهي عصر الفوضي
نقيب الإعلاميين " حمدي الكنيسي" لصوت بلادي : انتهي عصر الفوضي

 

 حمدي الكنيسي" لصوت بلادي :

  • أتمني أن ينفرد ماسبيرو بحوار خاص مع الرئيس
  • يمكن للصحفي ان ينضم لنقابة الاعلاميين في حالة واحدة 

 

حوار: رشا لاشين

 

 

مثلما تكون البندقيه هي سلاح الجندي .. يكون الميكروفون هو سلاح المذيع .. يتقدم صفوف الجنود وينقل يومياته بأرض المعركه ويطمئن جمهورة ويساهم مع التاريخ في صنع البطولات وتسطير احداث اهم الحروب واشدها ضراوة .. ارض المعركه هي ميدانا مؤقتا من ميادين الحياة لدي الاعلامي الكبير " حمدي الكنيسي" الذي مر بروحة القتاليه في ميدان اخر العمل فيه اشد تعبا وجهدا من خلال تكريمة الذي طال انتظارة اثنين واربعون عاما حيث اصبح نقيبا للاعلاميين وهو حلم وليد وتكريما جاء متأخرا بأثر رجعي من الدولة .. كان لصوت بلادي حظا في اجراء حوارها معه هذا الشهر وكان كالاتي :

 

س : كان تكريمكم عام 1976 كمراسل حربي من وزير الاعلام جمال العطيفي يتلخص في انشاء نقابة الاعلاميين .. ما سبب تأخر تحقيق هذا الحلم  والتكريم بعد اثنين واربعون عاما ؟

ج : تأخر تحقيق هذا الحلم لسببين أن الأنظمه السابقه لم يرحبوا بوجود نقابه والتي سيبقي لها صوت قوي يعبر عن فئة ما .. وهي فئة الاعلاميين حيث انها مهمه جدا وتمثل قطاع عريض من الطبقه العاملة فكانت النظم السابقه تتهرب من تحقيق هذا المطلب .

السبب الثاني ان بعض الاعلاميين وهم قلة وللأسف سعوا كثيرا لان يكونوا اصحاب الصدارة والقيادة في انشاء النقابه او يحاربون الفكرة اذا لم يكون لهم دور فيها .. فبدأوا يحاربون هذا الامر حتي ان اي وزير اعلام كان يتسلم مهام علمة ويرحب بالفكرة ثم يلغيها بسبب تشويش هؤلاء الاعلاميين علي تكوين هذه النقابة لكن خاب أملهم وتحقق الحلم انما علي أي حال تحقق الحلم متأخرا أفضل من الا يتحقق مطلقا ..

س: كنت رئيسا للاذاعه المصريه في الفترة من عام 1997حتي عام 2001 كانت لازالت الاذاعه تحتفظ ببريقها .. متي يعود العصر الذهبي للاذاعة ولماذا قل عدد المستمعين في هذه الفترة مقارنة بأي وقت مضي ؟

ج : اولا العصر الذهبي للاذاعه كان في جيلنا والجيل الذي سبقنا وهذا يذكر ايام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يكن هناك وقتها مجالا للوساطة سواء كان في الاذاعه او التليفزيون حيث من كان يرغب في الانضمام للعمل في الاذاعه او التليفزيون كان يخضع لاختبارات شديدة الصعوبة ثم بعد ذلك يحصل علي فترة تدريب عملي ثم التدريب في معهد التليفزيون او الاذاعه لكن الامر الان اصبح كله مجاملات لافراد لا يصلحوا للعمل بمهنه المذيع او الاعلامي نظرا لافتقارهم الي الموهبه واشياء اخري كثيرة ورغم ذلك لاأري ان الاذاعه دورها انتهي بدليل انه حاليا بتنشأ اذاعات اصحابها رجال أعمال .. فلا يوجد رجل اعمال يقدم علي دفع هذه المبالغ الهائله لانشاء اي مؤسسة اعلامية الا اذا كان واثق ان هناك مكاسب اضعاف المبلغ الذي قام بانفاقه وايضا دليل علي ان الاذاعات لازالت فعاله وتجذب المستمع لانها تجلب اعلانات اكثر من قنوات التليفزيون مثل اذاعة راديو مصر مثلا وهو من الاذاعات التي أنشأتها حيث انني صرحت اننا في زمن الاختيار في ظل تعدد الاذاعات الخاصه فمن يهتم بسماع الاخبار فليستمع الي الاذاعات الاخبارية او الاغاني فليستمع الي اذاعات المنوعات والاغاني وهكذا فساهمت بانشاء الاذاعات المتخصصه مثل اذاعة الاخبار واذاعة الاغاني واذاعة الكبار وهي اول اذاعة لكبار السن وايضا الاذاعة التعليمية طبعا الي جانب اذاعات جديدة ظهرت علي الساحة مثل " ميجا إف إم " و " شعبي إف إم " و " نجوم إف إم " وغيرها .. صحيح ان المنافسة شرسة جدا بسبب دخول القنوات الفضائية والانترنت ومواقع التواصل الي حلبات المنافسة لكن مادام العمل الإذاعي يتم بشكل جيد ممكن ان يجذب اكبر عدد من جمهور المستمعين ويحقق نجاح مؤكد .

س : عندما يتعدي الإعلام سقف الحرية المسموح له فإن هذا يدمر أمة ومجتمعا كاملا .. هل العقوبات بوقف المذيع الذي لم يلتزم بميثاق شرف المهنه كافي للردع وممارسة عملة في الحدود المسموح بها ؟

ج : في ظل تعدد الفضائيات حدث نوع من الفوضي الاعلامية  وهي مصحوبة بنتائج متعددة الخطورة وهي احدي اسباب الحرب الاهلية في لبنان كما ان الفوضي الاعلامية في مصر كادت ان تدمر علاقات مصر بدول عربية شقيقه ودول اوروبية بسبب افتقاد لاعلاميات واعلاميين الي الوعي والثقافه وبسبب تزايد تداعيات هذه الفوضي كان علي نقابة الاعلاميين ان تمارس دورها في تصحيح هذا الوضع الغاية في السوء حيث ان نقابة الاعلاميين دورها يتلخص في متابعة ومراجعة ومسائلة ومحاسبة أي إعلامي لا يلتزم بالمعايير المهنية والاخلاقيه .. لذلك بدأنا بدق الاجراس والتنبيه علي الالتزام بالمحتوي الخاص بكل البرامج وعدم تعدي اسلوب اللياقه في ممارسة المهنه .. فلقد انتهي زمن الفوضي .. بالا   ضافه الي ان نقابة الاعلاميين تمثل المجتمع المدني باسم الشعب وليس الحكومة ولا تتهاون في اي حق من حقوق المجتمع حتي لو كان من الاعلاميين انفسهم .

س : ماالدروس التي تريد أن تلقنها لأعلاميي هذا الجيل من خلال عملك كمراسل حربي في حرب اكتوبر وخاصة أن هناك أجندات لكثير من الاعلاميين الذين غابت ضمائرهم ؟

ج : كان باعثا داخليا مني ان اتطوع كمراسل حربي في حرب اكتوبر وليس مكلف لتغطية الاحداث حتي ان رئيس الاذاعة وقتها اندهش من تصميمي علي الذهاب كمراسل حربي للاذاعة وقلت له اذا لم توافق انا سأطلب استدعائي وبالفعل نفذت ما كنت اريدة واستفدت الكثير .. رأيت بسالة وتصميم وعظمة الجندي المصري في اعظم حالاته اثناء وضع خطة المعركة ولقد اسميتها " حرب العقول " وكان فريق العقول المصري مكون من المشير أحمد اسماعيل والفريق سعد الشاذلي واللواء الجمصي رئيس العمليات وقيامهم بوضع عنصر المفاجأة بالخطة الحربية من خلال مراقبه خطوط العدو ومعرفة كل تحركاتهم حتي ان امريكا نفسها كانت في حالة ترقب وقلق وهنا ظهر دور الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان الذي كان يتميز بالعقليه الجبارة حيث انه اوصل الجندي اثناء العبور علي القارب ان يعرف من الذي علي يمينه ومن الذي علي يساره حيث ان المرور في سيناء وقتها كان اكثر انضباطا من الشوارع المصرية كما انني رأيت الجندي المصري الذي يملك من الشجاعه والجسارة ما يجعل الاخرين في حالة ذهول وقد أخذت هذا القرار كي اعيش هذه الايام العظيمه عن قرب واري هذه الصورة الرائعه لشعبنا العظيم وأقول لإعلاميي هذا الجيل .. انه يجب الا تنسوا ان هناك شيئا يسمي وطنا ودولة فلابد أن ننسي أي أغراض شخصيه أو أغراض حزبية أوأغراض تحركهم من الخارج بريموت كونترول فبمجرد ان يتم اكتشاف عدم ولاءكم لبلدكم .. ستفقدون مصداقيتكم عند الناس وبالتالي توضعون في قائمة كارهي الوطن واعداءة .. فأنا صممت علي اداء مهمتي كمراسل حربي وغامرت بحياتي علي عكس من ليس لهم هدف الا المال والاعلامي المقاتل ليس شرطا ان يقاتل في ارض معركة بل يقاتل من أجل مبدأ وفكره فيجب ان نتعلم من رجال الجيش والشرطة معني الفداء والوطنيه كثيرين يخرجون من بيوتهم ولا يعلمون هل سيعودون الي ديارهم ام لا .. كثيرين من خيرة الشباب من الجيش والشرطة يكتبون في بطاقاتهم التعريفيه " أنا مشروع شهيد " فهو يطارد الموت نري جندي يجري وراء الدبابه كي يفدي زملاؤة وايضا الجندي الذي احتضن الارهابي الملغم بالحزام الناسف كي ينقذ زملاؤة .. لاشيء يعلو فوق حب الوطن لانه غالي لا يقدر بثمن ولا بمنصب ويجب ان تتذكرون رسالتكم الحقيقيه وبالمناسبه انا ارجع تدهور الاعلام الي هذا المستوي بسبب الاعلام الخاص وعدم اهتمام رجال الاعمال بمستوي الاعلاميين وكفاءاتهم وموهبتهم فهناك معايير اخري مثل المحسوبيه والوساطه تلعب دورا مهما في تشويه هذه المهنه بتلك الصورة .. ومستحيل ان يستمر علي هذا الحال لان منظومة العمل الجديدة في الاعلام في المجلس الاعلي لتقويم الاعلام والمركز القومي للاعلام المرئي والمسموع والهيئة الوطنية للصحافه نجد من يتقدمهم في ذلك " رأس الحربة" وهي نقابة الاعلاميين التي ستعيد الانضباط للعمل الاعلامي لانه لم يعد هناك مجالا للفوضي .

س : بعد انتشار الفضائيات بصورة مرعبة خطفت عيون المشاهد اليها واصبح لايشاهد اعلام بلده الحكومي الرسمي .. هل أثر ذلك علي مبني ماسبيرو ككيان في الداخل قبل الخارج وخاصة انه يعاني من الاهمال الشديد حيث انه فقد رونقه كثيرا ؟

ج : الاعلام الرسمي يعبر عن الشعب وليس الحكومة كما انه بالفعل حدث نوع من التأثير من جذب القنوات الخاصه لعيون المشاهد وذلك نتيجة للاثارة والدعاية الهائله جدا وهذا عكس الاعلام القومي الرسمي الذي يسير علي القواعد المهنيه بدقة .. ايضا نجد ان الاعلام الخاص تعرض لتأثير كبير في ثورة 25 يناير واصبح يسير باجندات ليس لها علاقه بمصلحة الدولة مطلقا وأؤكد لكي ان الاعلام الرسمي سيعود الي وضعه ومكانته من خلال الهيئة الوطنية للاعلام .

س : هل مسموح لانضمام الصحفيين الي نقابة الاعلاميين وخاصة ان هناك الكثير منهم أكفاء وغير حاصلين علي عضوية نقابة الصحفيين ؟

ج : لا طبعا فالانضمام الي النقابات المهنيه هي لمن يعمل في نفس المجال .. من يمارس العمل الاذاعي والتليفزيوني ومعروف ان مكانه هي نقابة الاعلاميين حتي لو ان خريجين الاعلام لو انهم يعملون في مجال اخر غير الاعلام فلن يستطيعوا الانضمام الي نقابة الاعلاميين .. كذلك نقابة الصحفيين نفس الموقف ولكن اذا ممكن ان ينضم الصحفي لنقابة الاعلاميين الا اذا كان معه تصريح مزاولة المهنه كاعلامي .

س :هل وجود الخلايا النائمة من العاملين داخل مبني ماسبيرو سيكون سببا في انهيار المبني من الداخل ؟

ج : عندما تولي الاخوان حكم مصر قاموا بادخال عناصر تابعه لهم داخل المبني من العاملين او افسر ذلك بأن هناك البعض لديه ميول اخوانيه وليس اخواني صرف انضموا الي قوي الاخوان عندما تمكنوا من البلد ورغم ذلك فالخلايا النائمة في ماسبيرو اقل جدا عما هو موجود في باقي المؤسسات الاخري .. فوجودهم في الوقت الحالي لم يعد يشكل خطرا علي المبني ومنظومته من الداخل .. كما انه للأسف انضم الشباب المنتمين لحركة 6 ابريل وكفايه وغيرها لصفوف الاخوان كي يحصلوا علي فرصة للظهور فلما حدثت ثورة يونية فرصتهم قلت وانضموا لهم بعد ان كانوا ضدهم قبل ذلك وهنا تنعدم المباديء كما اننا ايضا نجد المتحولون وقد اصبحوا مقدمي برامج توك شو.. فهم بلا مبدأ وتتحكم فيهم " الأنا " بشكل كبير فهو يفعل كل شيء لمصلحته هو شخصيا وعلي حساب القيم والمباديء والوطن وكل شيء وهم معروفين ومشهورين وفقدوا مصداقيتهم عند الناس وقلت نسبة مشاهدة برامجهم لانه تم كشفهم سريعا .

س : بعد انتشار مواقع التواصل وصفحات الفتنه وقنوات الخبيثه والتي هدفها تدمير المجتمع من الداخل .. ما خطة نقابة الاعلاميين لتقنين هذه الاوضاع وعودة الأمور الي نصابها الطبيعي كما تعود المواطن المصري ؟

ج : كما قلنا سلفا ان نقابة الاعلاميين دورها هو محاسبة اي اعلامي لا يلتزم بالمعايير والقيم المهنيه .. بالنسبة لمواقع التواصل سواء كان هناك صفحات او اذاعات اليكترونيه او قنوات تبث عبر اليوتيوب سيتم المحاسبة بنفس الطريقه والأهم من ذلك الاعلام التقليدي من اذاعه وتليفزيون الذين يستقون الاخبار من مواقع التواصل وغالبا تكون غير صحيحه وبالتالي ايضا يتم وضعه في حجمه الطبيعي .

س : لماذا لا تسعي نقابة الاعلاميين بخلق جيل جديد علي نفس نهج جيل العمالقه وتتولي تدريبهم وتبني موهبتهم ؟

ج : بالطبع سيتم هذا كما ان من يخالف القيم والمعايير الاعلاميه من الجيل الحالي سيتم معاقبته واستبداله بأي دم جديد قمنا بتدريبه ومتابعته وذلك لان هذا المخالف لا يمتلك مقومات العمل الاعلامي .

س :لماذا لا تتبني النقابه تولي انشاء اذاعات خاصة موجهه تبث عبر الإف إم وخاصة ان الاذاعات الموجهة الرسمية دورها محدود جدا ووقت بثها قليل جدا علي المستمعين المغتربين خارج مصر؟

ج: مبدأ الاذاعات الموجهه موجود بدليل ان الاذاعات الاوروبيه الموجوده حاليا موجهه لمصر ..أتمني ان بعض   رجال الاعمال المصريين يستيقظ داخلهم الحس الوطني ويساهمون في انشاء هذا النوع من الاذاعات مثلما ينشأون الاذاعات الخاصه بهدف الاستثمار والبيزنس وايضا هذه الاذاعات ستحارب التنظيم الدولي للاخوان الذي يروج للاشاعات والفتن من الخارج و الذي يستعين بالاعلام الخارجي بشكل رهيب جدا .

س : متي ستجري حوارا مع الرئيس ؟

ج : اتمني ان يخص سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ماسبيرو بحوار خاص وحصري مثلما كان يحدث مع بعض القنوات الخاصة وبعض الصحف القومية وذلك لأن ماسبيرو محتاج هذا الدعم المعنوي وذلك بأن ينفرد بحوار مع الرئيس وليس شرطا ان اكون انا المحاور لكن الهدف الاسمي هو ان يعود لماسبيرو هيبته ولو بشكل  معنوي .

س : ماهي الرسالة التي تود توجيهها للجاليه المصرية في امريكا ؟

ج : سعيد باستمرار ووجود تجربة رائعه اسمها صوت بلادي وسعدت اكثر بهذا الاداء الجيد وانها لا تكتفي بالاحداث داخل الجاليه فقط .. وتنقلون اليها كل ماهو جديد من الوطن الام الي الجاليه كما أوصي ابناء الجاليه المصرية ان تقفوا بجوار مصر في ما تتعرض له من خطط ومؤامرات اجنبيه وان تكونوا صوت مصر بالخارج ولا تتركوا الفرصه لأعداء مصر بأن يشوهوا صورتها كونوا سندا قويا في الدفاع عن بلدكم .