أصداء ضربة سفارة إيران بدمشق.. جنوب لبنان يتقلب على جمر التصعيد.. مخاوف من تحول لبنان ساحة للرد على اعتداء إسرائيل.. والأخيرة تتوعد بتوسعة عملياتها فى لبنان.. وبيان مشترك للأمم المتحدة و"اليونيفيل" لوقف الصراع

ضربة شرقى لبنان وتحديدًا فى العاصمة السورية "دمشق"، تردد صداها بالداخل اللبنانى، تلك التى قامت بها إسرائيل صوب السفارة الإيرانية فى دمشق، أمس الأول، حيث ارتفع منسوب المخاوف بشأن الرد الإيرانى المتوقع عبر ذراعها فى لبنان (حزب الله) واحتمالية أن تتحول بلاد الإرز إلى ساحة للانتقام من إسرائيل جراء ضربتها تجاه سفارة إيران فى دمشق.


تدفع المخاوف من أن يكون لبنان ساحة الرد الإيراني المحتمل، جموع اللبنانيين والساسة الدوليين إلى ترقب خطابات يلقيها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التى تحمل فى ثناياها مؤشرات لطبيعة وتوقيت الرد الإيرانى.


يأتى هذا فى الوقت الذى تستمر فيه الضربات المتبادلة جنوبى لبنان وشن الغارات الإسرائيلية على بلدات الجنوب، ويكثف الطيران الإسرائيلى غاراته على فوق القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الأزرق وقرى جنوب الليطانى.


في هذا الإطار، لقى ثلاثة عناصر من حزب الله اللبنانى حتفهم وأصيب عدد آخر فى غارة إسرائيلية فجر اليوم الاثنين على منزل مأهول فى بلدة السلطانية فى القطاع الأوسط بجنوب لبنان، ونتج عن هذه الغارة أضرار جسيمة بعدد من المنازل المجاورة للمنزل المستهدف الذى يقع في دائرة تجمع سكني، حيث فقدت أكثر من 10 عائلات مساكنها بسبب تضرر منازلها، بالإضافة الى تضرر البنى التحتية.

 

واستهدفت إسرائيل باستخدام الرشاشات الثقيلة الشارع العام المتاخم للحدود قرب بلدتي رامية وعيتا الشعب فى القطاع الأوسط، ما أدى إلى إغلاق المدارس بالمنطقة المجاورة لبلدتى تبنين والسلطانية.


مخاوف دولية


على صعيد متصل، تلقى لبنان رسائل من جهات دولية عديدة من بينها فرنسا، تحذر من انخراط حزب الله فى أى رد إيراني محتمل، وما سينتج عن ذلك من توسع دائرة المواجهة التى ستزيد من الاستنزاف وتؤدي إلى نتائج كارثية على البلد كله، جاءت الرسائل الدولية فى الوقت الذى أكد فيه حسن نصرالله أن الرد الإيرانى آتٍ لا محالة، وأن الحماقة التى ارتكبها بنيامين نتنياهو فى القنصلية الإيرانية ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة. وفق "لبنان 24".


ولا يزال الكثيرون يتشككون فى عزم حزب الله على القيام بمغامرة إشعال فتيل الحرب في ظل بعض المعطيات التى قد تجعل حزب الله مترددا فى الإقدام على هذه الخطوة، حيث إن هناك استعدادات إسرائيلية ألمح لها الجيش أكثر من مرة لحرب واسعة تهدف إلى إبعاد الحزب عن المنطقة الحدودية، فإسرائيل تسعى إلى استدراج الجميع إلى الحرب عبر الضربات الكبيرة والموجهة والضغط المستمر وهدفها جر الولايات المتحدة إلى مواجهة إقليمية لا تريدها لكنها ستكون مضطرة إذا نشبت، كما أن إسرائيل ستحظى بالدعم الأمريكى فى هذه الحرب المحتملة فى لبنان كما هو الحال فى حرب غزة.

بيان تحذيرى!

وبالتزامن مع احتمالات التصعيد المفتوح، والحرب فى الجنوب أصدر كل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة فى لبنان يوانا فرونِتسكا ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، بيانا مشتركا، حذرا فيه من أن التوسع التدريجى فى نطاق وحجم المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الجنوبية وما وراء الخط الأزرق يزيد بشكل كبير من مخاطر سوء التقدير ويؤدى إلى مزيدٍ من التدهور فى الوضع الذى هو أصلًا مثير للقلق، كما أن تواصل الضربات والضربات المضادة فى خرق لوقف الأعمال العدائية تشكل أخطر انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولى 1701 منذ اعتماده فى العام 2006.


وشدد البيان على ضرورة وقف العنف، مناشدين كل الأطراف بشكلٍ عاجل إعادة التزام وقف الأعمال العدائية فى إطار القرار 1701 والاستفادة من كل السبل لتجنب المزيد من التصعيد بينما ما زال هناك مجال للجهود الدبلوماسية.
وأشار البيان، إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على بدء تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، لا يزال الصراع مستمرًا بلا هوادة، محدثًا خسائر فادحة طالت كلا الجانبين، ما أثر على حياة الآلاف من الأشخاص بشكل كبير، وفقد عشرات المدنيين أرواحهم بشكل مأسوى، بينما فقد كثر آخرون منازلهم وسبل عيشهم وأى شعور باليقين بالمستقبل.

 

ولفت البيان إلى أنه من الضرورى التركيز على الهدف الشامل المتمثل فى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع. أن العملية السياسية، التى ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701، التى تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، باتت ضرورية اليوم أكثر من أى وقت مضى، وأن الأمم المتحدة مستعدة بالكامل لدعم تلك الجهود.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع