شبح زلزال "بام" يسيطر على إيران.. هزة أرضية على الحدود "العراقية-الإيرانية" تحصد 407 قتلى فى كرمانشاه و7 فى العراق وآلاف المصابين.. الحرس الثورى يعلن الاستنفار وروحانى يزور الإقليم.. ومصر تقدم تعازيها للبلدين


كتبت - إسراء أحمد فؤاد

لاتزال تداعيات الزلزال المدمر الذى ضرب الحدود العراقية الإيرانية مساء أمس الأحد، تظهر فى كل من العراق وإيران حيث بلغت قوته 7.3 درجة  بمقياس ريختر، وخلف وراءه مئات الضحايا والمصابين فى إيران كما شعر به سكان الكويت وتركيا وإسرائيل وهرع الناس إلى الشوارع.

 

فى إيران سيطر شبح زلزال "بام" العنيف الذى ضرب المدينة التاريخية شمال شرقي إيران عام 2003 وبلغ 6.6 درجة وخلف نحو 30 ألف قتيل وسوى قرى كاملة بالأرض على سكان إقيلم كرمانشاه، الذى تأثر بزلزال الحدود الإيرانية العراقية المدمر والذى كان مركزه مدينة حلبجة (شمالي العراق)، وظهرت آثاره واضحة فى محافظة كرمانشاه غرب إيران، إذ ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال إلى 407 قتلى على الأقل، أغلبهم فى إيران، و5 آلاف و340 مصابا.

 

ذكرت قناة (برس تى فى) الإيرانية اليوم الاثنين، أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى أعلن عزمه التوجه غدا إلى محافظة كرمانشاه لتفقد المناطق المنكوبة، فيما توجه وزير الداخلية الإيرانى عبد الرضا رحمانى ووزير الصحة حسن هاشمى إلى كرمانشاه للإشراف على جهود الإنقاذ، بينما وصل قائد الجيش الإيرانى اللواء عبد الرحيم موسوى إلى سربل - زهاب، إحدى المناطق الأكثر تضررا بالمحافظة، لمتابعة عمليات الإنقاذ فى المنطقة.

 

فيما قالت وكالة تسنيم الإيرانية التابعة للحرس الثورى، عن مكتب الطب الشرعى فى إقليم كرمانشاه قوله إنه من المتوقع ارتفاع عدد القتلى الساعات المقبلة، ووفقا للوكالة تبع زلزال أمس هزات ارتدادية بقوات مختلفة كان أقصاها بقوة 4.6 درجات غرب إيران.

 

وتأهب الحرس الثورى الإيرانى، لانتشال الضحايا، وقال المتحدث باسم الحرس الثورى العميد رمضان شريف إنه تمت تعبئة كل إمكانات الحرس وقوات التعبئة (الباسيج) في المناطق المحيطة بالمحافظات التي ضربها الزلزال من أجل تقديم المساعدة اللازمة، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإيراني العميد تقي خاني إن أوامر قائد الجيش كانت واضحة لجهة تسخير كل إمكانات الجيش من الآليات والمروحيات وسيارات الإسعاف لمساعدة المتضررين من الزلزال.

 

وهرع الهلال الأحمر الإيراني بتقديم المساعدات وإقامة مخيمات مؤقتة للمواطنين المتضررين، كذلك أرسل العديد من المروحيات لمساعدة أهالي المحافظات التي ضربها الزلزال، وانقطعت الكهرباء عن عدد من المدن الإيرانية التي تعرضت لهذا الزلزال العنيف، وقالت مؤسسة الكهرباء الوطنية إنها سوف تبذل قصارى جهدها لإصلاح الشبكة المتضررة وإعادة توصيل الكهرباء إليها اليوم.

 

 وأصدر المرشد الإيرانى على خامنئى قرارات بمساعدة المتضررين من الزلزال، وتوجه كل من القائد العام للحرس الثورى اللواء محمد علي جعفري وقائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم الموسوي إلى محافظة كرمانشاه من أجل الوقوف على الأضرار التي تسبب بها الزلزال واتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

العراق.. 7 قتلى

وفى الجانب العراقى أوقع الزلزال قتلى، وأكدت مصادر إعلامية عراقية لـ"اليوم السابع"، مصرع 6 أشخاص على حدود العراق وإيران وإصابة 50 آخرين فى مدينة دربنديخان بمحافظة السليمانية شمال العراق، كما لقى طفل مصرعه، وأصيب 75 آخرين فى مدينة كلار العراقية جراء الزلزال أيضًا. فيما أكدت مصادر طبية عراقية إصابة 85 عراقيا فى مدينة حلبجة شمال العراق بسبب الزلزال العنيف الذى ضرب البلاد.

 

بدورها أكدت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية أن الزلزال وقع على مسافة 103 كيلومترات جنوب شرقى مدينة السليمانية، موضحة أن مركز الزلزال الذى ضرب العراق كان مدينة حلبجة، فيما تحدث مغردون فى دول عربية مجاورة عن هزات خفيفة. وأوضحت الهيئة أن الزلزال وقع الساعة 18.18 بتوقيت جرينتش، وأن مركزه سُجّل على بعد 32 كيلومترا جنوب غرب مدينة حلبجة بعمق 33، 9 كيلومترا فى منطقة جبلية محاذية لإيران. وأفادت مصادر فى إقليم كردستان شمال العراق بمقتل شخص وجرح أكثر من خمسين من الزلزال. وفى السليمانية، خرج المواطنون إلى الشوارع وأخلوا منازلهم، وسجلت أضرارا مادية فقط.

 

وشعر سكان بغداد بالزلزال لنحو عشرين ثانية، فيما شعر به سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول. كما شعر سكان فى جنوب شرق تركيا أيضا بارتدادات الزلزال. وأكدت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية حدوث هزة أرضية خفيفة، شعر بها معظم سكان البلاد.

 

وفى لبنان، قالت الوكالة الوطنية للإعلام أن السكان فى مدن عدة "شعروا قبل قليل بهزة أرضية خفيفة" ناتج عن "زلزال كبير بقوة 5.7 على الحدود العراقية- الإيرانية".

 

5bc10e3500.jpg

 

سفير مصر بالعراق: لا يوجد معلومات حول سقوط قتلى مصريين

بدوره أكد السفير المصرى فى العراق، علاء موسى، عدم ورود أى معلومات حول سقوط قتلى أو جرحى بين المواطنين المصريين المقيمين فى العراق بسبب الزلزال الأخير الذى ضرب البلاد. وقال سفير مصر فى العراق، لـ"اليوم السابع"، مساء الأحد، إن الزلزال ضرب غرب العراق بالقرب من الحدود الإيرانية، موضحا أن السفارة المصرية فى بغداد تتابع مع المسئولين للوقوف على أوضاع الجالية المصرية.

 

فيما أكد وزير الموارد المائية العراقى، حسن الجنابى، حدوث انزلاقات فى الجبل المجاور لمنشأ سد دربندخان فى محافظة السليمانية شمال العراق، مشيرا لسقوط قطع أحجار وأنقاض فى المسيل المائى للسد وانهيار بعض البيوت المجاورة.

 

وأكد وزير الموارد المائية العراقى، فى بيان صحفى، مساء الأحد، أن سد دربندخان أقرب منشأ لمركز الهزة الأرضيّة، موضحا أن سد حمرين، وهو أسفل سد دربندخان، بوضع جيد.

 

ونشرت مديرية الدفاع المدنى فى العراق، إرشادات للمواطنين يجب اتباعها عقب الهزة الأرضية العنيفة التى ضربت شمال البلاد، منها إخلاء المنازل والأبنية السكنية فوراً، الابتعاد عن النوافذ الزجاجية لمسافة آمنة، عدم الصعود على أسطح المنازل والمبانى.

 

ودعت مديرية الدفاع المدنى العراقى، المواطنين للابتعاد عن المسقفات المختلفة ولوحات الإعلانات المعلقة، والابتعاد عن الأعمدة والأسلاك الكهربائية والأشجار الكبيرة، إيقاف السيارات والترجل منها وعدم الفزع والخوف، والتمتع بالهدوء وعدم الارتباك والتصرف بشكل صحيح، والاتصال بسيطرة الدفاع المدنى على الرقم المجانى 115 وعلى كافة الشبكات فى حال حصول طارئ.

 

fd20bfb68c.jpg

 

مصر تقدم التعازى للعراق وإيران

وأعربت جمهورية مصر العربية، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الاثنين، عن خالص التعازى فى ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب المناطق الحدودية بين العراق وإيران، مساء أمس. وأعرب عن خالص المواساة والتعازي لأسر الضحايا، مؤكدا على وقوف مصر مع شعبي العراق وإيران في تلك المحنة.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع