فيديو وصور الصفحات الموجهة أحدث طرق الحرب الفكرية فى عصر السوشيال ميديا.. الوسيلة الجديدة تطور طبيعى بعد زمن الإذاعات والتلفزيون.. فرنسا وبريطانيا وأمريكا وحتى إسرائيل يفرضون نفوذهم.. وهل تلجأ مصر لنفس السلاح؟


كتب أحمد جودة

«هنا لندن» وضجيج ساعة بيج بن على رأس كل ساعة لتعلن عن توقيت جريينتش، لحظات مازال صداها يتردد فى آذان جيل أوائل التسعينيات، من بعض الإذاعات الموجهة، التى كنا نستمع إليها آنذاك، ومع تطور الوقت وتقدم العمر، وتوحش التكنولوجيا فى الحياة اليومية، أطلت علينا صفحات موجهة رسمية من جهات أجنبية وشخصيات دولية تغرد باللغة العربية وأحيانا بالفصحى دون وجود وسيط.

 

انتشرت بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعى (تويتر وفيس بوك)، صفحات موثقة لجهات رسمية من وزارات حكومية لعدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى رؤساء دوليين وشخصيات اعتبارية عامة، تتحدث العربية وتغردها بالفصحى لتخاطب المواطن العربى، الذى يجهل اللغات.

 

وتحقق هذه الصفحات المواجهة، متابعة كبيرة من المستخدمين العرب للتعرف على تفاصيل هذه الدول وشخصياتها، وما يدور حول العالم من أحداث، وتصل إلى النقاش والتلاسن والتفاعل حول القضايا المختلفة.

 

أفيخاى أدرعى

المتحدث الرسمى باسم الجيش الإسرائيلى، هو بمثابة عربى اللسان وإسرائيلى الهوى، يتقن اللغة العربية بطلاقة، ويخاطب الجميع بلغة فصيحة، وذلك فى إطار محاولته فرض التطبيع على متابعيه، وينتهز كل مناسبة عربية حتى يقدم التهانى ليحفظ ماء الوجه ويُظهر إسرائيل بدور المحبة للسلام والمحتضنة للجميع.

 

أفيخاى أردعى يهنى المنتخبات العربية
أفيخاى أردعى يهنى المنتخبات العربية

 

وكانت آخر تغريداته المتعلقة بتقديم التهنئة للمنتخبات العربية التى تأهلت إلى مونديال روسيا 2018، ويحرص أفيخاى كل عام فى أى مناسبة إسلامية على إقحام نفسه، واستغلالها للترويج للكيان الصهيونى المحتل بتقديم التهانى الزائفة، وكان آخرها مناسبة عيد الأضحى وموسم الحج.

 

بنيامين نتنياهو

صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلى على تويتر
صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلى على تويتر

 

يطلق رئيس الوزراء الإسرائيلى، سلسلة من التصريحات الرسمية، على صفحته الناطقة باللغة العربية، ويشارك بالآلاف التغريدات حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية والعربية التى تمس المنطقة.

بعض تغريدات نتنياهو حول قضايا المنطقة
بعض تغريدات نتنياهو حول قضايا المنطقة

ويحظى نتنياهو بمتابعة الآلاف من المستخدمين العرب وصلت إلى 51 ألف متابع منذ تدشينه وتوثيقه الحساب عام 2012، ويروج رئيس الوزراء الإسرائيلى للكيان المحتل، عبر صفحته، وذلك بالإشارة إلى موقعه فى أورشيليم القدس- إسرائيل.  

 

أدوين سموال

هو المتحدث الرسمى باسم الحكومة البريطانية بالشرق الأوسط، وما يميز هذه الشخصية حرصه على الحديث باللغة العربية رغم صعوبته فى النطق، ويشارك بسلسلة من الفيديوهات الذى يكون هو بطلها ليطرح بعض القضايا ويناقشها مع متابعيه.

 

الإدارة المركزية الأمريكية

اعتمدت الصفحة الموثقة على الترويج للأنشطة الأمريكية فى الشرق الأوسط، فى بعض البلدان العربية، وتقديمها للمتلقى باللغة العربية السائدة، والمشاركة فى تقديم التعازى بالأحداث المأساوية التى تمر بالمنطقة، بالإضافة إلى المبادرة بتدشين تغريدات التهانى خلال المناسبات السعيدة.

القيادة المركزية الأمريكية تشيد بالشاب محمود عبده
القيادة المركزية الأمريكية تشيد بالشاب محمود عبده

 

وأبرز ما جاء على الصفحة، تقديم التعازى فى ضحايا الزلزال الذى ضرب منطقة الخليج العربى، وعزم أمريكا على تقديم المساعدات الإنسانيه لأسر الضحايا العراقيين، ولم تغفل الصفحة الأمريكية الاشادة بصورة الشاب محمود عبده، صاحب القفزة الأسطورية على عكازه، ليعبر عن فرحته بصعود المنتخب المصرى إلى مونديال روسيا 2018.

صحفة الادارة المركزية الأمريكية على تويتر
صحفة الادارة المركزية الأمريكية على تويتر

فيفا

لا تترك صفحة الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) أى حدث رياضى إلا وتقدمه للجمهور العربى باللغة العربية، إلى جانب أهم القرارات الصادرة عن الاتحاد، وأبزر الأخبار المتعلقة بمونديال روسيا، بالإضافة إلى تقديم التهانى للمنتخبات العربية الصاعدة إلى كأس العالم، والإشادة ببعض اللاعبين المصريين والعرب.

الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا
الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا

الخارجية الفرنسية

تطرح الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الفرنسية باللغة العربية، أهم القضايا المشتركة بين فرنسا ودول شرق الاوسط، بالإضافة إلى  استعراض المبادرات الفرنسية التى تقام فى بعض الدول العربية.

صفحة وزارة الخارجية الفرنسية على تويتر
صفحة وزارة الخارجية الفرنسية على تويتر

خلقت السوشيال ميديا وسائل للتواصل بين الدول والشعوب نصا ونطقا، وحرصت الدول الأوروبية على غزو الدول العربية ثقافيا ومعرفيا، وفرض موادهم الإعلامية، والمشاركة فى الاحتفالات والمناسبات التى تهم المصريين والعرب، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا لم تبادر مصر حتى الآن إلى تدشين مثل هذه الصفحات، لمخاطبة المجتمعات الأوروبية، للترويج سياحيا ودحض فكرة ارتباط الإرهاب بالإسلام كما تروجه بعض الوسائل الإعلامية الأجنبية.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع