صور وخرائط.. المفاعلات تنجب الزلازل.. البرنامج النووى الإيرانى سبب الكوارث فى غربى آسيا.. تجارب تخصيب اليورانيوم منبع الهزات الأرضية.. ونظرة على مواقع المفاعلات توضح الحقيقة غير المرئية


كتب: محمد أبو النور

منذ أن شرعت إيران فى بناء مفاعلاتها النووية المنتشرة فى غربى البلاد، يضع كل سكان غربى آسيا بالكامل أيديهم على قلوبهم؛ خوفا من كوارث تصيب البنى والأرواح، بعد أن حذر جيولوجيون من أن تؤدى التفاعلات النووية بهذه المنشآت إلى حدوث اضطرابات بالقشرة الأرضية للمنطقة ينجم عنها زلازل أرضية وكوراث لا حصر لها، وهو ما حدث بالفعل إذ شهدت المنطقة مجموعة من الزلازل المروعة على خلفية البرنامج النووى الإيرانى.

 

توزيع أهم 5 مفاعلات إيرانية
توزيع أهم 5 مفاعلات إيرانية

 

بين الزلزال والمفاعل

فى مساء الأحد، ضربت هزات أرضية شديدة العنف مناطق واسعة فى الكتلة الجغرافية الواقعة بين غربى إيران وشرقى العراق كما أصابت أيضا مناطق فى شمالى الكويت وجنوبى تركيا، وأدت إلى سقوط 450 قتيلا، و 7156 جريحا.

 

موقع مفاعل بوشهر
موقع مفاعل بوشهر

 

فضلا عن ذلك فقد تم تدمير 70% من القرى فى المنطقة التى ضربها الزلزال فى سربيل زهاب، وهى مدينة إيرانية على مقربة من مفاعل أراك الخطير المتخصص فى إنتاج الماء الثقيل والى تؤثر تفاعلاته على البنية الصخرية فى أعماق باطن الأرض والتى تردى إلى حدوث الزلازل.


رسمة توضيحية لكل المفاعلات النووية الإيرانية
رسمة توضيحية لكل المفاعلات النووية الإيرانية

 

خاصة أن الزلزال تمركز فى إقليم كرمنشاه على بعد عدة كيلو مترات من المفاعل النشط، كما هو موضح بالخريطة ولذلك بلغت قوته 7.3 درجة بمعنى أن المفاعل هو المسبب الرئيس لهذه الكارثة.

توالى الزلازل

توالت الزلازل على إيران فى السنوات الأخيرة منذ البدء الفعلى فى تفاعلات تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل، وشهدت المناطق الجنوبية والغربية من البلاد مجموعات ضربات أرضية كان أبرزها الزلزال الذى وقع فى اليوم الثامن والعشرين من العام 2013 وأدى إلى إصابة وجرح قرابة 37 شخصا بعد أن ضرب منطقة بوشهر الساحلية.

 

خريطة توضح علاقة المفاعلات النووية الإيرانية بالزلازل
خريطة توضح علاقة المفاعلات النووية الإيرانية بالزلازل

 

وربطت وسائل إعلام غربية نقلا عن مراكز أبحاث متخصصة، منها هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، بين مكان الزلزال وبين موقع بوشهر الشهير فى تلك المنطقة، ويستدل على العلاقة الوثيقة بين النشاط النووى وبين الزلزال أن قوته بلغت 5.6 درجة على مقياس ريختر وأنه كان على عمق 11 كيلو مترا، أى أن عمقه المنخفض يشير إلى تسبب المفاعل فى الكارثة.

 

موقع مفاعل فوردو
موقع مفاعل فوردو

 

بعد ذلك شهدت إيران مجموعة أخرى من الزلازل كان آخرها الزلزال الذى ضرب بوشهر أيضا يوم الثانى من أكتوبر بالعام الحالى، حيث بلغت قوته 4.4 درجات على مقياس ريختر، وتمركز فى منطقة بوشكان التابعة لمدينة دشتستان فى محافظة بوشهر، على عمق 10 كيلو مترات، وفقا لما أعلنه مركز رصد الزلازل التابع لمؤسسة الجيو فيزياء التابعة لجامعة طهران.

 

خطط عربية للمواجهة

اختارت إيران لمفاعلاتها مواقع غير مناسبة نظرا لالتقاء منطقة غربى إيران مع شرقى العراق عند مفترق صخور أرضية هشة، ويؤدى أى تفاعل نووى فوقها إلى حدوث اضرابات وزلازل ولذلك وضعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بدولة الإمارات العربية المتحدة، خططا للتعامل مع مخاطر المفاعلات النووية الإيرانية، وخاصة مفاعل بوشهر الواقع على حافة الخليج فى الجهة الشرقية منه.

 

موقع مفاعل آراك
موقع مفاعل آراك

 

وأعلنت الإمارات عن وضعها عددا من السيناريوهات المسبقة المحتمل تنفيذها من خلال تمارين وطنية مشتركة بمشاركة الجهات المعنية ومؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والخاصة، للتصدى لما يمكن أن تحدثه المفاعلات النووية الإيرانية من أضرار بالمجتمع والبيئة.

 

فى السياق أكدت خبيرة البيئة الدكتورة طرفة الشريانى أن تسرب إشعاعات نووية من إيران سيكون له تأثيرات إقليمية سلبية فى البيئة وصحة الإنسان، إذ يعد التلوث الإشعاعى من أخطر أنواع التلوث البيئى فى العصر الحديث، لأنه لا يرى ولا يشم ولا يحس، وينتقل بسهولة ويسر، ويتسلل إلى الكائنات الحية فى كل مكان من دون أية مقاومة.

 

موقع مفاعل ناتنز أو نطنز
موقع مفاعل ناتنز أو نطنز

 

مخاطر الإنشاء والتشغيل

وقبل عدة سنوات توالت التحذريات التى أطلقها العلماء من مخاطر المفاعلات النووية الإيرانية على المنطقة، ومن بينها ما قاله الدكتور محمد الجار الله، أستاذ الفيزياء النووية فى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذى أكد أن بناء المفاعلات الإيرانية بدأ فى عهد الشاه فى العام 1975 بواسطة شركات ألمانية، حرص الشاه على الاستفادة من خبراتها.

 

خريطة توضح مواقع المفاعلات النووية المدنية والعسكرية
خريطة توضح مواقع المفاعلات النووية المدنية والعسكرية

 

لكن بعد الثورة ونظرا للعلاقات الحديثة بين طهران وموسكو انخرطت الأخيرة فى بناء المفاعلات ما أدى إلى تهالك مرافق المفاعلات فى المراحل الأولى، وعدم التأكد من صلاحيتها، ويعود السبب الأهم فى خطورة هذه المفاعلات إلى عدم التزام إيران بمعايير السلامة اللازمة، وإلقائها النفايات النووية التى تحمل إشعاعات عالية فى مياه الخليج.

 

ويرى رئيس الشبكة القومية للزلازل، أحمد بدوى، أن إيران تقع فى منطقة تصادم بين الصفائح الواقعة مباشرة تحت قشرة الكرة الأرضية، ومن ثم تتعرض لزلازل متكررة، موضحا أن تكرار الزلازل فى تلك المنطقة يعود إلى أن الحدود العراقية ـ الإيرانية واقعة فوق الصفيحة العربية والصفيحة الأوروآسيوية، التى تشهد تفاعلاته جيولويجية فيما بينها، بمعدل 26 ملليمترا كل سنة، تؤدى هذه التفاعلات إلى حدوث الزلازل.

 

موقع مفاعل أصفهان
موقع مفاعل أصفهان

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع