صور وفيديو.. كيف نفهم ما يدور فى زيمبابوى.. لماذا تحرك الجيش وتدخل فى السياسة؟.. العلاقة بين الرئيس موجابى وزوجته ومحاولات التوريث وراء الأزمة.. ونائب الرئيس يشعل نيران الغضب فى البلد الأفريقى الغامض


كتب محمد أبو النور

فجأة انفجر الوضع فى زيمبابوى تلك البلاد الواقعة فى جنوبى القارة الأفريقية التى اعتادت على شهود انقلابات عسكرية، وكان من الممكن أن يكون الخبر عاديا لو كان فى بلد آخر ومع رئيس آخر، لكن سمعة الرئيس المعزول روبرت موجابى الدولية وشهرته كأكبر حاكم على مستوى العالم، جعلت الأمر يحتل واجهة الأخبار فى قارات العالم الخمس، ومن خلال الأسطر التالية نحاول الإجابة عن كل علامات الاستفهام التى تحتاجها لفهم حقيقة الصراع حول السلطة بـ"هرارى".

ما الذى يحدث بالتحديد؟

فوجئ سكان العاصمة الزيمبابوية هرارى بصوت إطلاق نار كثيف اندلع، قرب مقر إقامة رئيس زيمبابوى روبرت موجابى، فى الساعة الثانية صباح اليوم الأربعاء، بضاحية بوروديل التى يقع فيها القصر الرئاسى، حين سمع عدد من المواطنين دويًا عاليًا لانفجارات تردد فى مناطق متفرقة من وسط العاصمة، فى الساعات الأولى من الصباح، بعد أن تدخلت قوات الجيش وانتشرت بالعاصمة.

 

الجيش يسيطر على أقسام الشرطة
الجيش يسيطر على أقسام الشرطة

 

زيمبابوي على خريطة القارة الإفريقية
زيمبابوي على خريطة القارة الإفريقية

 

بعد ذلك انتشرت المدرعات والقوات العسكرية فى شوارع العاصمة، وبسطت سيطرتها على هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، وقامت بنفى الرئيس روبرت موجابى إلى خارج البلاد، إلى دولة ناميبيا الواقعة على الحدود الغربية مع زيمبابوى.

 

قائد جيش زيمباوي الجنرال كونستانتينو شيوينغا
قائد جيش زيمباوى الجنرال كونستانتينو شيوينغا

 

تدخل الجيش والانقلاب

تدخل الجيش وقام بالانقلاب لأن الرئيس موجابى عزل نائبه يميرسون منانغاغوا من منصب نائب رئيس الجمهورية بعدما دخل الأخير فى مواجهة مع غرايس موغابى، زوجة الرئيس؛ لأنها كانت تريد من موجابى أن يتنازل لها عن الرئاسة تدريجيا.

 

مدرعات الجيش الزيمبابوي في وسط العاصمة هراري
مدرعات الجيش الزيمبابوي في وسط العاصمة هراري

 

تزعم الانقلاب الجنرال كونستانتينو شيوينغا قائد الجيش؛ نظرا لتحالفه مع نائب موجابى يميرسون منانغاغوا، الذى يقود ما يعرف بـطالحرس القديم"، وعدم قبوله بأن تتولى حكم البلاد زوجة موجابى غرايس موغابى التى تقود ما يعرف بـ"الحرس الجديد".

موجابي وزوجته
موجابي وزوجته

 

وقال إن الحزب الحاكم يقوم بحملات تطهير ضد مقاتلى حرب التحرير فى الحزب، وقال إنه بهذا التحرك يحمى الثورة، بعد أن حذر يوم أول من أمس الاثنين المسؤولين من ما وصفه بـ"تطهير" الحزب الحاكم وقال إن الجيش لن يتردد فى التدخل إن لم تتوقف الحملات ضد الحرس القديم فى البلاد.

 

تعامل الحزب الحاكم مع الانقلاب

ما إن وقعت الاحداث وتسارعت وتيرتها رفض الحزب بالإجماع  الانقلاب العسكري، وقال حزب الاتحاد الوطنى الإفريقى الزيمبابوى "الجبهة الوطنية" إن سلوك قائد الجيش خيانة وخرقا للدستور ويزعزع الاستقرار فى البلاد.

نائب الرئيس موجابي المقال إمرسون منانغاغوا
نائب الرئيس موجابي المقال إمرسون منانغاغوا

 

ثم تزعمت حركة الاحتجاج جبهة "الشبيبة" فى الحزب، وهى جبهة تدعم تعيين زوجة موجابى فى منصب نائب الرئيس، وطالبت رئيس الأركان بالبقاء فى ثكنته، وقال زعيمها، كودزاى تشيبانغا، إن الشبية لن تسمح للقوات المسلحة بالتعدى على الدستور وإنهم مستعدون للموت دفاعا عن موجابى.

 

مع العلم بأن الجيش يرى أن هذه الجبهة عبارة عن مجموعة من "المجرمين"، ولذلك تدخل للقبض عليهم لأنهم المحيطين بالرئيس موجابي، وألقى بيانا عبر التلفزيون الرسمى قال إن الجيش يستهدف "المجرمين المحيطين بالرئيس الذين تسببوا فى معاناة البلاد اقتصادياً واجتماعياً". وإن "البلاد لا تشهد إنقلاباً عسكرياً، والرئيس روبرت موغابى بخير وعائلته بصحة وأمان".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع