ندوة الأزهر الدولية "الإسلام والغرب" تطالب بالتقارب بين الشرق والغرب.. شومان: يجب أن تستغل تلك اللقاءات لبحث نقاط الخلاف.. أستاذ مغربى: الإسلاموفوبيا عائق للاندماج الأوروبى.. عمر هاشم: لا عنصرية فى الإسلام

ندوة الأزهر الدولية "الإسلام والغرب" تطالب بالتقارب بين الشرق والغرب.. شومان: يجب أن تستغل تلك اللقاءات لبحث نقاط الخلاف.. أستاذ مغربى: الإسلاموفوبيا عائق للاندماج الأوروبى.. عمر هاشم: لا عنصرية فى الإسلام
ندوة الأزهر الدولية "الإسلام والغرب" تطالب بالتقارب بين الشرق والغرب.. شومان: يجب أن تستغل تلك اللقاءات لبحث نقاط الخلاف.. أستاذ مغربى: الإسلاموفوبيا عائق للاندماج الأوروبى.. عمر هاشم: لا عنصرية فى الإسلام

لليوم الثالث على واصلت الندوة الدولية للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، أعمالها حيث تعقد تحت عنوان "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، وقال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إن هذا الحوار الذى يجرى بين جنبات الأزهر الشريف مهم لتلاقى اتباع الديانات المختلفة، مؤكدًا أن جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحقق التقارب بين الشرق والغرب، كما تحقق التكامل الوطنى فى مصر بالدرجة الأولى من خلال بيت العائلة المصرية الذى يعد نسيجًا لا مثيل له ويؤكد أن التعايش بين أتباع الديانات ممكن جدًا.

وأوضح أن ضيوف هذه الندوة والمتحدثين يتميزون بكونهم يحترمون الأديان حتى التى يختلفون معها، ويعبرون عن القواسم المشتركة بين أتباع الديانات، مضيفًا أن هذا الخطاب المنفتح هو الذى يقود إلى التعارف والتعايش فى المجتمعات.

 

وطالب الدكتور شومان أن تتناول مثل هذه اللقاءات نقاط الخلاف للبحث عن حلها، وعدم التخوف مما يمكن أن يثيره هذا الحديث من حساسية لدى البعض، مشيدًا بكلمات فضيلة الإمام الأكبر الذى يتحدث فيها بجرأة عن مواطن الاتفاق ومواطن الاختلاف، سعيا للبحث فى المشاكل التى تواجه الحوار والتعايش السلمى بين البشر.

 

من جانبه قال سيباستيان غونتر، رئيس الدراسات العربية والإسلامية، جامعة غونتن- ألمانيا إن التبادل التعليمى بين الأفراد والمؤسسات فى الشرق والغرب هو تعاون مثمر للجانبين، لأنه يحقق التفاهم بين الأديان.

 

وأضاف غونتر أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الحكومة الألمانية بمراكز الدراسات الإسلامية بهدف تحقيق رؤية أكثر شمولية للدين الإسلامى، حيث تعول ألمانيا على هذه المراكز فى تأهيل الشباب لتدريس تعاليم الدين، وتخريج أئمة دينيين معتدلين ومنفتحين فى المستقبل، موضحة أن ألمانيا تتعاون مع الأزهر الشريف فى هذا المجال لإثراء الخطابات التعليمية المعاصرة فى المجتمعات الغربية.

 

قال الدكتور سمير بو دينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، إن الأزهر أضحى منتدى عالميًّا للحوار، من خلال هذه اللقاءات التى يُدعى لها أهل العلم والنظر، للتحاور ووضع حلول للقضايا الملحة التى تواجه الإنسانية فى عالمنا المعاصر، ومن أهمها قضية علاقة الإسلام بالغرب كواحدة من القضايا التى تحتاج إلى التفكير والنظر والتدبر والسؤال.

 

وتحدث بو دينار عن طبيعة الهوية الحضارية، واستحقاقات هذه الهوية وتحدياتها فى التعامل مع الإسلام والمسلمين، مضيفًا أنه لابد من الاعتراف بأن هناك اليوم أصواتًا أوروبية كثيرة تتسم بقدر كبير من الحكمة والرشد تدعو إلى نمط من الهوية المفتوحة على سياق متعدد تغتنى بالروافد الثقافية والفكرية والمجتمعية المتعددة ومنها الثقافة الإسلامية باعتبارها مكونًا أصيلا فى تشكيل هذه الهوية الغربية.

 

وأكد الدكتور بودينار أنه رغم أصوات الحكمة والرشد إلا أن واقع الثقافة الأوروبية اليوم يتجه إلى الانكفاء على الذات بدلا من الانفتاح على الآخر، وذلك على عكس الحضارة الأوروبية التى تشكلت من خلال الاستفادة من الحضارة الإسلامية والفلسفة اليونانية، حيث عبرت مؤلفات ابن رشد إلى أوروبا لتساهم فى تشكيل الهوية الثقافية الأوروبية، وما زال التأثير الثقافى الذى يشكله الإسلام وحمله المسلمون إلى أوروبا مستمرا.

 

وأوضح رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، أن مفهوم الاندماج فى أوروبا أصبح مصطلحا معقدًا بامتياز ويثار حوله الكثير من التساؤلات التى لا تجد إجابة، كما يحيطه الغموض، لأن المسلمين كلما خطوا خطوة نحو الاندماج قيل لهم لا يزال هناك الكثير من الخطوات، كما تقف الإسلاموفوبيا عائقا أمام هذا الاندماج، فهى ليست مجرد ظاهرة خوف عادى من الإسلام، بل تصل إلى حد التخويف الممنهج الذى تبثه الاتجاهات المعادية للإسلام فى المجال الأوروبى بشكل عام.

 

كما شارك الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، بمداخلة حيث بدأ كلمته بالحمد والثناء لله عز وجل والشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلا: الأزهر العريق هو الذى أعد لهذا الملتقى العالمى الذى جاء فى منعطف خطير ليؤكد على رسالة الأزهر العالمية المستمدة من عالمية السلام".

 

وأضاف نحن الآن فى ملتقى بين الإسلام والغرب لنعطى الصورة الحقيقة لهذا الدين الحنيف، مضيفا أن الدين الإسلامى الذى يحتضن ويعطى المودة لغير المسلمين ويعلن رسوله خصومته لمن يظلم أحدا من غير المسلمين، نحن نحب جميع الرُسل فلا عنصرية فى الإسلام، فإنى أحب محمدا وأحب جميع الرُسل.

 

من جانبها قالت جايين ماكوليف، المدير الافتتاحى للتواصل الوطنى والدولى فى مكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة، إن العالم يسمع ويرى الجهود التى يبذلها الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب لبناء جسور التواصل وتحقيق السلام بين الإسلام والغرب بالتعاون مع القادة الدينيين فى العالم.

 

وأضافت جايين، أن الدين الإسلامى واللغة العربية يدرسان الآن حتى أقصى الغرب فى كندا والولايات المتحدة، ووصل الاهتمام بهما إلى تخصيص برامج لهما فى الماجستير والدكتوراه، وهو ما سيؤدى إلى إيجاد جيل من الشباب يشكل نسبة كبيرة من المفكرين العالميين فى العقود القادمة.

 

قال الدكتور محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، إن ندوة "الإسلام والغرب...التنوع والتكامل" خطوة مهمة من أجل بناء جسور التعاون والتفاهم بين الشرق والغرب كعالمين كبيرين لكل منهما أهدافه وغاياته، لأنها تؤكد ضرورة أن تتوافق غايات الجميع للصالح العام للإنسانية.

 

وأوضح أن الحوار بين الشرق والغرب ينبغى أن يكون حوار متدينين لا حوار أديان، لأن الأديان لا تتحاور ولكل منها متطلباتها وقواعدها الأساسية، مؤكدًا أن الحوار بين أتباع الأديان لابد أن يبنى على قضايا مشتركة، لإيجاد قواسم مشتركة تقود إلى الاتفاق.

 

وأشار رئيس قسم الشريعة الإسلامية إلى أن الحوار يجب أن يبنى على مجموعة من القضايا الرئيسة كقضية الدين ذاته، الذى يتعرض للتهميش فى العالم المعاصر رغم الحاجة الملحة إليه، وقضية الأسرة التى كادت أن تتلاشى، بالإضافة إلى قضية الدولة التى تتآكل سيادتها نتيجة رغبة طائشة لمن يمتلكون القوة ويحاولون السيطرة على الدول الأخرى.

 

وقالت كاترينا بولو، استاذ الفلسفة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن العلماء المسلمين قدموا إسهامات واضحة وعلوم يدرسها العالم حتى وقتنا الحالى، مشيرة إلى أن ابن رشد الفيلسوف الذى يعد من أهم فلاسفة الإسلام والعالم، أحدث تفاهما بين الفلسفة والدين وكان يرى أن المسلمين يجب أن يدرسوا الفلسفة، كما كان يقدر الثقافة اليونانية والثقافة الأوروبية القديمة، حتى أصبح مثالا مهما للدمج بين الثقافة الإسلامية والثقافة اليونانية.

 

وأضافت أن ابن رشد تعرض فى آخر حياته لمحنة حيث اتهمه بعض علماء الأندلس المعارضين له بالزندقة، إلا أن علومه أنارت أروقة جامعات أوروبا والعالم.

 

وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد افتتح أول أمس أعمال الندوة، التى ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين فى العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطى مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابى للمسلمين فى مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.

 

وتهدف الندوة إلى تجاوز الصور النمطية والتصورات المسبقة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، وصولا إلى فهمٍ مشتركٍ، يقوم على رؤية موضوعية وأسس علمية، بعيدًا عن النظرة الاتهامية التى تروجها بعض وسائل الإعلام لربط التطرف والإرهاب بالإسلام.

 

وتضمنت الندوة ثمانى جلسات، تناولت عدة محاور، من أبرزها: " تطور العلاقة بين الإسلام والغرب" و"التوتر بين المسلمين وباقى الأوروبيين.. المواطنة هى الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل"، كما استعرضت الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة، مثل مبادرة "بيت العائلة المصرية" و"التجربة السويسرية".



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع