صور.. "صفعة بريكست" فى عيون كاريكاتير الصحافة العالمية.. رئيسة الوزراء البريطانية فى مرمى النيران بعد رفض خطة الخروج من الاتحاد الأوروبى.. ودعوات لإجراء استفتاء جديد لتجنيب لندن "سيناريوهات الفوضى"

لوم جارف وجهته الكثير من الأقلام ورسامى الكاريكاتير فى الصحافة العالمية، لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، بعد هزيمة مذلة واجهتها فى البرلمان الذى رفض إتفاقها مع الاتحاد الأوروبى الخاص بالبريكست، مما يدفع البلاد إلى مزيد من الفوضى السياسية مع بقاء 10 أسابيع فقط على الموعد المحدد للخروج.

 

ومساء الثلاثاء، تم رفض الاتفاق الذى عقدته ماى مع بروكسل بشأن الخروج بنتيجة 432 صوت مقابل 202 صوت داعم، فى أكبر هزيمة فى مجلس العموم لرئيس وزراء فى تاريخ بريطانيا الحديث. وتقول صحيفة نيويورك تايمز أن المشهد فى البرلمان البريطانى يؤكد فشل ماى فى بناء توافق فى الآراء بشأن كيفية الخروج من الاتحاد الأوروبى.

 

كاريكاتير التايمز
كاريكاتير التايمز

 

وستقدم التكتلات فى البرلمان مقترحاتها الخاصة، مما سيطلق مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بها فى مسيرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. وكان التفاوض على الانسحاب من الاتحاد الأوروبى، الذى صوت لصالحه 52 % من الناخبين البريطانيين فى استفتاء عام 2016، التركيز الوحيد لتريزا ماى منذ أن أصبحت رئيسة للوزراء.

 

إخفاق رئيسة الوزراء البريطانية فى نقل أى رؤية مقنعة لمستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبى سمح للانقسامات المؤلمة فى البلاد بالتعمق. ومع أقتراب بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبى المؤلف من 28 دولة دون أى اتفاق، يحذر المحللون من أنه قد يدفع البلاد إلى الركود ويؤدى إلى نقص الغذاء والدواء والكهرباء بسبب القيود على التجارة.

 

كان الاتفاق الذى عقدته ماى مع بروكسل، فى ديسمبر الماضى، ينص على منح الحكومة البريطانية سلطة على حركة الهجرة من أوروبا، مع احتفاطعا بنظام الجمارك والتجارة للاتحاد الأوروبى حتى نهاية عام 2020 على الأقل فى حين يتم التفاوض على اتفاق طويل الأجل.

 

كاريكاتير التليجراف
كاريكاتير التليجراف

وعكس الكاريكاتير الذى نشرته الصحف البريطانية، صباح الأربعاء، سخرية وانتقادات لماى التى يبدو أنها على وشك الرحيل لاسيما مع استعداد البرلمان للتصويت على سحب الثقة منها، فى جلسة خاصة مساء اليوم. ونشرت صحيفة التايمز كاريكاتير يظهر رئيسة الوزراء وهى تتهاوى داخل بالوعة صرف بعد أن أغرقتها المياه التى لم تعرف كيف تتعامل معها أو تنجو منها.

 

كما نشرت صحيفة الديلى تليجراف كاريكاتير بعنوان "حل الشتاء" ويظهر فى الخلفية ساعة بيج بن فى لندن، فيما ان رئيسة الوزراء البريطانية تكافح لجر عربتها التى حملت أوراق خطة الأنسحاب من الأتحاد الأوروبى، وسط رياح عاتية بعثرت أوراق خطتها. فى حين دعى الكاتب البريطانى فيليب جونستون، ماى للرحيل حتى وإن نجت من تصويت حجب الثقة اليوم.

 

كاريكاتير الجارديان_1
كاريكاتير الجارديان_1

 

 

لكن فى حين أن بريطانيا باتت عالقة فى دائرة مغلقة، رأى البعض أنه لا مفر من اللجوء إلى استفتاء جديد بشأن الخروج من الأتحاد الأوروبى، إذ رأى الكاتب الأمريكى روجر كوهين أن جميع المناظرات أظهرت أن البريكست يدمر المصالح القومية البريطانية.

كاريكاتير الجارديان 2
كاريكاتير الجارديان 

 

 وقال روجر فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز إن البريطانيين عندما صوتوا فى 2016 لصالح الخروج كانوا مدفوعين بالأكاذيب. وأضاف أن الأمر استغرق 30 شهرا ليتحول البريطانيين من "البريكست الخيالى" للبريكست "الواقعى"، ومن ثم فإن البريطانيين باتت الصورة كاملة أمامهم بعد أن كانوا ينظرون إلى اخرى مجتزئة أو مشوهة للحقيقة. وشدد على أن الديمقراطية التى لا يمكنها تغيير رأيها ليست ديمقراطية.

 

ويبدو أن الصحافة البريطانية أيضا غيرت رأيها بعد أشهر من الفوضى السياسية والتخبط داخل البلاد بشأن الأمر، إذ نشرت كاريكاتير بعنوان "حان وقت الإرادة الثانية للشعب"، يظهر كائن ضخم يصر على رأيه بشأن التمسك بإرادة الشعب عندما خرج للتصويت للبريكست، لكن فى النهاية يظهر خروف ضخم ليشير إلى إرادة اخرى الآن.



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع