"حياة كريمة" تمسح دموع أشخاص بلا مأوى.. "اليوم السابع" يرصد قصص نزلاء دار رعاية بالشرقية.. زيارات مستمرة من المتطوعين والأطباء لتقديم الدعم للحالات المرضية.. تنظيم رحلات وتوفير الألعاب للترفيه عن النزلاء (صور)

ضغوط نفسية واجتماعية دفعتهم  لتأخذ الشارع مأوي لهم، فخلف كل منهم قصة مأساوية، إلا أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى "إحنا معاك"، بتوفير الرعاية الكاملة لهؤلاء فتحت طاقة الأمل أمامهم في "حياة كريمة" تعوضوهم سنوات الحرمان والمعاناة التي قضوها فى الشوارع.

"اليوم السابع" أجرى جولة داخل إحدى دور الرعاية بمدينة الزقازيق التى وضعت قضية توفير حياة كريمة للمشردين هدفا لها، ورَصد إعدادات استقبال أكبر عدد من الحالات، وفور دخولك للدار ، ستلاحظ  كل حالة علي سريرها في أمان يتعايشون في سلام وكرامة مع اختلاف درجات الوعى، حيث إن الكثير منهم يعاني من اضطرابات نفسية.

وفي البداية، التقينا أحمد أشرف وهو شاب اربعيني ظننا فيه أنه من المشرفين ولكن تبين أنه كان خريج كلية فنون جميلة وفشل في الحصول على وظيفة فتعرض لصدمة نفسية.

هناك أيضا على العلاء وهو شاب ثلاثيني نقل للدار منذ أيام، حيث يعانى من مضاعفات نفسية و مرضية بسبب تعاطي المخدرات، إذ أكد أنه كان يعيش حياة طبيعية وعمل في تجارة الملابس تم تصليح الأحذية، إلا أنه بعد وفاة والدية وإدمانه للمخدرات دمر حياته وعاش مشردا في الشارع.

فيما قال السيد مجدى أحد نزلاء الدار، أنه عمل محاميا وتعرض لحادث لم يذكر تفاصيله، وظل على هذه الحالة من بعدها 15 عامًا في شوارع القاهرة، أما الحاج صلاح الرجل الذي جاء من الصعيد ليقضى 25 عاما من عمره يتسول بين محافظات بحري بحسب وصفة، فقال أنه ذات ليلة ممطرة لاحظ بعض الشباب أن ملابسه خفيفة كما كان يرتعش من البرد وعرضوا عليه النقل للدار ، لافتا إلى أن يومه كان يقضيه فى التسول وبالليل ينام أمام أي محل على كرتونه.

فيما أوضح عبدالله الشحات، أحد المسئولين بالدار ، كيفية تنفيذ المبادرة الرئاسية، حيث قال إن اليوم يبدأ من الساعة السابعة صباحا يستيقظ النزلاء لتغيير ملابسهم و النظافة الشخصية لهم بمعاونه المشرفين، ليبدأ الفطار في التاسعة، وبعدها تأتي الزيارات فرق متطوعين من الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون والفريق الطبي،  الذين يلتقون بهم لتعليمهم كيفية الأكل واافهتمام بالنظافة الشخصية، وجلسات علاج نفسي  جماعية وفردية بحسب الحالات، ثم يأتى مواعيد الغداء في الثالثة عصرًا.

وأضاف أن هناك زيارات مستمرة من المجتمع المدني و المتطوعين لمشاركة النزلاء وتقديم الدعم لهم، بالإضافة الي زيارات الأطباء لمتابعة الحالات المرضية ، فضلا عن توفير وسائل ترفيه مثل التليفزيون والألعاب " الكوتشينة ، الدومنا "، و تنسيق رحلات ترفيهية، لافتا أن الكثير من الحالات و باللأخص التي لديها اضطرابات نفسية لا تتأقلم مع النظام فى البداية، إلا أنها تعتاد بعد ذلك.

ويكمل محمد عبد العزيز أخصائي نفسى: أنا وزملائي " محمد عثمان ، كارم السيد " و30 شابًا آخرين متطوع، بالعمل بالدار كمشرفين، كما نشارك ضمن فرق التداخل السريع تحت إشراف الدكتور علاء عبد العاطي معاون وزير التضامن، فنحن نتوجه بالسيارة الخاصة مع سيارة الدعم المنتقلة للمحافظات، ونتعامل مع الحالات ونقوم بنقلها للدار .