ماذا جنت قطر خلال 600 يوم من المقاطعة؟

ماذا جنت قطر خلال 600 يوم من المقاطعة؟
ماذا جنت قطر خلال 600 يوم من المقاطعة؟

بعد إعلان الرباعي العربي مقاطعة الدوحة لدعمها التنظيمات الإرهابية، ما كان من قطر وأميرها المدلل إلا حصد الخيبات واحدة تلو الآخرى.

وأعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في ٥ يونيو ٢٠١٧ قطع علاقتها مع قطر، بسبب إصرار الأخيرة على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.

عزلة

وبعد المقاطعة العربية زادت عزلة الدوحة فتمثلت في غياب أمير قطر تميم بن حمد عن القمة العربية التي أقيمت في مدينة الظهران السعودية، 15 أبريل 2018، ثم غيابه أيضا عن القمة الخليجية الـ39 في الرياض 9 ديسمبر من العام نفسه، وتكرّست تلك العزلة بإعلان نظام الدوحة الانسحاب من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، ابتداء من يناير.

تدهور اقتصادي

وتدهور مؤشرات الاقتصاد القطري على نحو حاد عقب مقاطعة عربية للدوحة لدعمها الإرهاب، في قطاعات الطاقة والتأمين والبنوك والعقار.

وارتفعت حدة شح السيولة في قطر، وفق ما تظهره الأرقام الرسمية، ما دفع الدوحة إلى تقييد صرف الشيكات والاستدانة بمليارات الدولارات في يوم واحد، فيما فضح ركود مبيعات العقار والمركبات هبوط القوة الشرائية للمواطنين والمقيمين في البلاد.

وبحسب بيانات حديثة صادرة عن مصرف قطر المركزي، تراجعت قيمة الشيكات المقدمة للتقاص (الصرف) خلال أول 11 شهرا من 2018، مقارنة مع الفترة المناظرة من 2017.

وجاء في البيانات أن قيمة الشيكات المقدمة للتقاص في أول 11 شهرا من 2018 تراجعت بنسبة 9% إلى 269.9 مليار ريال قطري (74.1 مليار دولار).

في المقابل، كان إجمالي الشيكات المقدمة للتقاص في قطر، خلال الفترة المناظرة من 2017، بلغت نحو 296.5 مليار ريال قطري (81.5 مليار دولار).

تراجع السياحة

وتراجعت السياحة العربية والأجنبية الوافدة إلى قطر، بنسبة بلغت 24% خلال الأشهر الـ10 المنقضية من العام الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من 2017، كما خرجت استثمارات ورؤوس أموال من بورصة قطر خلال الشهور الـ18 الماضية حتى ديسمبر الماضي.

إزاحة قطر عن قمة مصدري الغاز

كما تم إزاحة قطر عن قمة مصدِّري الغاز الطبيعي، بتجاوز أستراليا قطر لتصبح أكبر مُصدِّر للغاز الطبيعي المسال في العالم لأول مرة.

تعثر استضافة مونديال 2022

وفي بداية عام 2019، والاقتراب من انطلاق مونديال 2022، بدأ يلوح في الأفق تعثر استضافة قطر بطولة كأس العالم 2022 بالدوحة، خصوصاً مع الاتجاه إلى رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً بدلاً من 32، وتعالي الأصوات الداعية إلى استضافة دول خليجية أخرى عدداً من المباريات في ظل العجز القطري.

وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تصريح سابق إن النقاش الدائر حول عجز قطر عن استضافة كأس العالم دون مساهمة من جيرانها يتجاوز الرياضي واللوجستي، ويؤكد الاحتياج الطبيعي للدول إلى محيطها.

وأضاف قرقاش في تغريدة عبر "تويتر"، أن "مراجعة سياسات الأمير السابق تتجاوز الأبعاد السياسية كما نرى".

وتوقع أن يشهد عام 2019 استمراراً لأزمة قطر، لعدم حدوث تغييرات كبيرة في "توجهاتها المخربة".

وقال قرقاش: "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في ٢٠١٩، لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة".

وأردف: "سيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها رغم التكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن إرث أوقع الدوحة في مأزقها".

اعتراف 

واعترف تنظيم الحمدين بخسائر المقاطعة العربية لقطر، نتيجة دعمها للإرهاب، ففي ١٢ يناير الجاري اعترف حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء وزير الخارجية القطري السابق خلال حواره مع "روسيا اليوم"، بالأضرار التي لحقت ببلاده جراء المقاطعة قائلاً: "هناك خسائر معنوية وجرح معنوي وهناك تكاليف مالية لهذه القضية"، ورفض الإفصاح عن أرقام وحجم هذه الخسائر المالية.

ويعد هذا الاعتراف القطري هو الثاني خلال أسبوع بخسائر قطر جراء المقاطعة، بعد أن اعترف فهد بن محمد العطية السفير القطري في موسكو، خلال مقابلة أجراها مع وكالة "انترفاكس" الروسية، بأن الدوحة تكبدت خسائر كبيرة جراء المقاطعة من قبل جيرانها العرب، خاصة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، رغم ادعاء الحكومة القطرية سابقاً عدم تأثرها بالمقاطعة.

 

 

هذا الخبر منقول من الفجر