"الحبة القاتلة".. من صديق الفلاح لسلاح المنتحرين.. مدير مركز سموم عين شمس: ليس لها أمصال مضادة.. ويؤكد: تقتل الإنسان خلال ساعات.. والزراعة: "زي السكينة فى المطبخ لا يمكن الاستغناء عنها"

أثار ارتفاع حالات الانتحار فى الفترة الأخيرة بسبب تناول حبوب حفظ الغلال، جدلًا واسعًا، وسط مطالب بإلغاء أو حظر استخدام هذه الحبوب، مثلما فعلت بعض الدول العربية التى أقدمت على هذه الخطوة بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها.

آخر هذه الحالات التى أثارت ضجة واسعة فى مصر، ما شهدته مدينة كفر الدوار بالبحيرة، قبل أيام، حيث أقدمت 3 فتيات من أسرة واحدة على الانتحار أثر تناولهن الأقراص السامة، بعد تعرضهن لظروف نفسية سيئة بسبب الخلافات الأسرية.

شكل حبوب حفظ الغلال
شكل حبوب حفظ الغلال

وفى هذا الإطار يؤكد الدكتور محمود لطفى صقر، مدير مركز سموم عين شمس، أن حبة حفظ الغلال، نوع من أنواع المبيدات الخطيرة يسمى "فوسفيد الألومنيوم"، ولها تأثير قوى جدًا على الكبد فهى تسبب فشل كبدى حاد وتؤدى إلى الوفاة بسرعة ويعتمد على الجرعة المتناولة، مشيرًا إلى أن هناك نوعا آخر مقارب لها فى التأثير وهو "زنك فوسف"، الذى يستخدم كـ"سم فئران".

احد منتجات حبوب حفظ الغلال
احد منتجات حبوب حفظ الغلال

وأضاف لطفى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه بمجرد تناول الإنسان لحبة حفظ الغلال يموت بعدها بساعات قليلة ويصعب إنقاذه لسببين الأول أن تأثيرها سريع جدًا، والثانى أن المنتحر لا يقول إنه تناول الحبة لأنه يريد الانتحار، قائلاً:" للأسف ليس لحبة حفظ الغلال أى أمصال، ولكن إذا تم نقله لأى مركز سموم فى وقتها ربما نستطيع إنقاذه".

الدكتور محمود لطفى صقر مدير مركز سموم عين شمس
الدكتور محمود لطفى صقر مدير مركز سموم عين شمس

وأوضح لطفى، أن الآثار التى تظهر على الإنسان الذى يتناول حبة حفظ الغلال قبل وفاته هى قيء ومغص، ثم هبوط فى ضغط الدم، ثم ارتفاع إنزيمات الدم وفشل كبدى حاد، وكلها تزداد نسبتها بحسب الجرعة التى تناولها المنتحر.

ووجه مدير مركز سموم عين شمس، نصيحة للمزارعين وأصحاب الصوامع، الذين يستخدمون هذه النوعية من المبيدات، بضرورة حفظها فى أماكن بعيدة عن متناول الأسرة خاصة الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة عمل حملات توعية للمزارعين خاصة فى المحافظات بخطورة هذه الحبة وطرق حفظها وتخزينها، والبحث عن بدائل لها، مشيرًا إلى أن معظم حالات الانتحار بسبب "حبة حفظ الغلال" تكون فى المحافظات وإن كان فى القاهرة بعض الحالات بسبب نفس الحبة.

تخزين القمح
تخزين القمح

فيما أكد الدكتور ممدوح السباعى رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة، أهمية حبوب حفظ الغلال للمزارعين، قائلاً: "حبوب حفظ الغلال زى السكينة فى المطبخ لا يمكن الاستغناء عنها ولا يوجد لها أى بدائل".

الدكتور ممدوح السباعى رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة
الدكتور ممدوح السباعى رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة

وأضاف السباعى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن حبة حفظ الغلال تخرج سما قاتلا يساعد فى القضاء على السوسة التى تتواجد فى القمح، وهى تحتوى على مادة "فوسفيد الألمونيوم"، مشيرًا إلى وزارة الزراعة تستوردها كما أن بعض الشركات تستوردها أيضًا بشكل طبيعى، ويتم تسليمها من خلال الجمعيات الزراعية فى المحافظات وتستخدم فى دول كثيرة غير مصر.

حبوب حفظ الغلال
حبوب حفظ الغلال

 

فيما قال الدكتور مصطفى عبد الستار، أمين لجنة مبيدات الآفات الزراعية، إننا فى مصر كنا نستخدم غاز بورميد الميسايل، لحفظ الغلال ولكن بعدما ثبت عالميًا أنه خطر على الأوزون تم منعه دوليًا ووقعت مصر على اتفاقية دولية لمنع استخدامه وتم استبداله بحبوب حفظ الغلال الحالية وهى رمادية اللون وفى حجم عملة الجنيه المعدنية تقريبا.

 

وأضاف عبد الستار لـ"اليوم السابع"، أن حبوب حفظ الغلال المستخدمة حاليًا، ثبت دوليًا أن الغاز الذى يتطاير منها لحفظ القمح ليس له أى أضرار على صحة الإنسان حال استخدامها لحفظ القمح وليس تناولها مباشرة، مؤكدًا صعوبة الاستغناء عنها لأننا فى مصر نخزن سنويًا ما يقرب من 4.5 مليون قمح داخل الصوامع والشون لذلك لابد من طريقة لحفظها.

 

وأوضح عبد الستار، أن وزارة الزراعة وضعت ضوابط لتقنين استيراد واستخدام حبوب حفظ القمح، حيث يمنع استيرادها للأفراد أو الشركات إلا بالحصول على موافقات ويكون لحساب الصوامع والشون الكبيرة، كما أن صرفها للمزارعين الكبار يكون تحت إشراف مهندسين زراعيين، ويحظر الاتجار بها أو بيعها دون الحصول على كل الموافقات والاشتراطات.

 

وأشار أمين لجنة مبيدات الآفات الزراعية، إلى أن اللجنة التقت قبل نحو شهر أعضاء لجنة الصحة فى مجلس النواب لبحث الاستغناء عن هذه الحبوب بسبب حالات الانتحار بها، واستخدام بديل لها ولكن أكدنا جميعًا صعوبة الاستغناء عنها لأنه لا يوجد بديل عالميا غيرها، لافتًا إلى أنه ابتكار مبيدات الآفات قاصر على بعض الدول وتكلفة ابتكار مبيد جديد تصل إلى نحو 350 مليون يورو، حيث تستمر دراسته وتجربته من 7 إلى 10 سنوات، لذلك من الصعب الآن إيجاد بديل لحبوب حفظ الغلال.



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع