فيديو..خالد صلاح يكشف فى"صالون مصر" كيف حفظت ماريَّة القبطية على المصريين أراضيهم..أهداها المقوقس للنبى "ص" .. تزوجها الرسول على دينها المسيحى وأنجب منها ابنه إبراهيم .. والدلالة عظيمة على تسامح وانفتاح الإسلام

تناول الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، قصة السيدة ماريَّة القبطية، التى أهداها الملك المقوقس للنبى محمد صلى الله عليه وسلم عند دعوته للإسلام، والتى رزق منها النبى بـ"إبراهيم" بعد زواجها، وتوفاه الله فى سن الرضاعة.

وقال خالد صلاح، فى رابع حلقات برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبي FM، ونغم FM": "هو حضرتك تعرف إن إبراهيم بن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، اللى مات رضيع كان نصه مصري، تستغرب جدا ياخي، عن كتير جدا من كتب التاريخ وكتب السيرة تجاهلت كتير السيدة ماريَّة القبطية، رغم إن قصتها عظيمة جدا، ورغم إن إحنا كمصريين لازم نتأمل إزاى إن سيدة قبطية كانت تدين بالديانة المسيحية هنا فى مصر، وكانت هدية من الحاكم المصرى القبطى المقوقس نائب الإمبراطورية الرومانية هنا وكان على الدين المسيحى، كانت هدية منه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم".


خالد صلاح

 

وأضاف خالد صلاح: "تستغرب إن النبى محمد صلى الله عليه وسلم خد هذه الهدية من حاكم مسيحى كان يراسله ليدعوه إلى الإسلام، وتستغرب أيضا من عظمة النبى فى بناء علاقات طيبة مع أمم الأرض، النبى كان بيبعت لكل الأمم فى الأرض وكل الحكام، رسائل بالدعوة إلى الإسلام، بعت هنا لمصر الدعوة حاطب بن أبي بلتعة وده كان من أهل بدر وليه قصة كبيرة هنرويها لكم بعد كده، بعت رسالة إلى المقوقس".

 

وواصل خالد صلاح حديثه: "المقوقس قرأ رسالة النبى وأثنى عليها وبعتله هدية السيدة ماريَّة القبطية والسيدة سيرين اختها وبعت معاهم خادم إلى النبى صلى الله عليه وسلم، والنبى قبل هدية المقوقس السيدة مارية القبطية، وأهدى سيرين إلى شاعره العظيم حسان بن ثابت وكان القدر على موعد مع السيدة ماريَّة القبطية حيث أنجبت طفلا ذكرا للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وهو إبراهيم بن محمد صلوات الله عليه، فرح النبى محمد فرحا شديدا بإبراهيم لكن للأسف مات إبراهيم وهو فى سن الرضاعة فى ظروف صعبة وغريبة ولم ترو جيدا فى كتب السيرة".

 

واستطرد خالد صلاح: "السيدة ماريَّة القبطية كانت جميلة الطلعة وبيضاء الوجه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مهتما بها اهتماما خاصا، وكان دائم الزيارة لها، ووضعها فى مكان مميز جدا فى المدينة المنورة، وكالعادة كانت محل غيرة أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبى بكر رضوان الله عليه، وعلاقة النبى صلى الله عليه وسلم وصفها الطبرى وبن كثير فى كتير من المواقف كانت علاقة قوية جدا، ويكفى أنها أم ابنه الوحيد إبراهيم، الذى لو كان عاش كان تاريخ الإسلام أصبح فى مسار آخر".

 

وأضاف خالد صلاح "تخيل كده إن إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم القرشي، وابن ماريَّة القبطية المصرية، كان عايش، فتخيل شكل تاريخ الإسلام كده كان هيبقى عامل إزاى لو كان عاش هذا الطفل اللى نصه مصرى وأمه من أصول قبطية مسيحية السيدة مارية القبطية، تندهش من إن ذكر السيدة ماريَّة القبطية فى الكتب التراثية يمر عليه المؤرخون مرور الكرام، لكن القصة لها أبعاد كثير، قصة قبول النبى صلى الله عليه وسلم الهدية من الملك المقوقس، قصة العلاقة الطيبة اللى كانت موجودة ما بين الدين الجديد وما بين المصريين فى هذا الوقت اللى كانوا على دين آخر غير ما يدعوا إليه الإسلام".

 

وتابع: "القصة تعطيك رموزا ودلالات كبيرة، قبول النبى لهذه الهدية وبالتالى لازم ناخد بالنا إن بعض القصص مش باينه فى قصص السيرة ومش باينه التحليل، ربما إن ليها دلالات عظيمة جدا جدا فيما يتعلق بالتسامح والانفتاح النبوى على أمم الأرض، وعلى العلاقات مع البشرية والإنسانية كلها، كان للسيدة ماريَّة مكانة كبيرة جدا عند النبى انعكست أيضا فى تعامله مع أرض مصر، وبفضلها كانت مصر هى البلد الوحيد فى تاريخ الإسلام التى لم تفتح بغزوة مثل شكل الغزوات المعروف، بالعكس كان فيه تراضى كبير، ولم توزع أراضى المصريين على المقاتلين اللى كانوا جايين مع سيدنا عمر بن العاص، بل بالعكس كانت الوصية على مصر على حسب ما قال أبو ذر ( إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحمة أو قال ذمة وصهرا )".

 

واختتم: "كل ذلك بفضل السيدة ماريَّة القبطية، تعالى انت بقى السيدة ماريَّة القبطية بتاريخها وأسرتها، بالناس اللى عاشت معاهم ، باختها سيرين وعلاقة سيرين بحسان بن ثابت، ثم علاقة السيدة ماريَّة القبطية بعد ذلك بزوجات النبى، سواء فى حياته أو بعد رحيله أو علاقتها بعد ذلك بالخليفة أبو بكر وبالخليفة عمر بن الخطاب اللى ماتت فى عهده ، كل ده متلاقيهوش أبدا محل تركيز فى الكتب، ولا إحنا بنستنبط منه حاجة، مع إن احنا لو تأملنا ماريَّة القبطية وتأملنا كيف أنها أم ابن النبى الذكر اللى مات فى ظروف مش معروفة تاريخيا بالظبط ، وكيف كانت هذه الحادثة، حادثة الوفاة، لما تتأمل ده تقدر تستنبط حاجات كتير جدا فى هذا الدين وفى شخصية النبى محمد وفى علاقاته الدولية وعلاقاته مع البشرية والإنسانية كلها، لكن للأسف بعض الناس مش بتاخد غير اللى فى كواليس العنف والدم والقتل والكراهية ولا تنظر إلى الحب والعشق والاحترام والعلاقات الدبلوماسية".



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع