تقوم العلاقات المصرية الأمريكية على خلق الفرص والآليات الحقيقية التى تسمح بزيادة التجارة البينية والاستثمارات وتنمية مهارات الثروة البشرية وزيادة عدد السائحين، فهناك علاقات عميقة تربط بين البلدين وأوجه متعددة للتعاون، وهذا ما أكدته أيضاً الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة خلال زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة الماضى للمشاركة بالاحتفالية التى نظمتها سفارة مصر فى واشنطن للاحتفال بثورة 23 يوليو.
التركيز على الأسواق السياحية الهامة من بينها السوق الأمريكى
كما أكدت الوزيرة على أهمية عودة التركيز على الأسواق السياحية الهامة المصدرة للسياحة إلى مصر والتى من بينها السوق الأمريكى، مشيرة إلى سعى وزارة السياحة إلى زيادة الحركة السياحية الوافدة من هذا السوق، خاصة وأن السائح الأمريكى يعد من أعلى شرائح السائحين إنفاقاً، وهذا هو ما استهدفته الدولة المصرية بالفعل منذ أن أطلقت برنامجها للإصلاح الاقتصادى.
برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى
ولكن برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى لم يستهدف القطاع السياحى فقط، وإنما استهدف كافة المستويات مع كافة دول العالم، خاصة الدول التى استطاعت أن تحقق نموا اقتصاديا، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استهدفت مصر ضمن برنامجها الإصلاحى تحقيق إطلاقة كبيرة فى سبيل التنمية الاقتصادية، لذلك اتخذت من السياسات والإجراءات التى من شأنها تحرير الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية سبيلا لها.
تعمل الدولة المصرية جاهدة، على فتح الأسواق الخارجية أمام المنتجات المصرية ، كما تسعى إلى دعم علاقاتها بالعديد من الدول، وقد ظهرت نتائج تلك الجهود مع بعض الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة خلال العام الماضىى، والذى شهد ارتفاعا فى حجم الأستثمارات الأمريكية بمصر، وكذلك الصادرات المصرية للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى زيادة عدد السائحين القادمين من أمريكا.
أرقام رسمية
الأرقام الرسمية التى رصدها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، توثق هذه النجاحات فى العلاقات المصرية الأمريكية، حيث أكدت الأرقام ارتفاع الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25.7% خلال العام الماضى مقارنة بالعام السابق له، مسجلة ما تجاوزت قيمته 1.7 مليار دولار خلال 2018، مقابل 1.3 مليار دولار ف عام 2017.
وأشارت الأرقام إلى أن صادرات مصر من الملابس الجاهزة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، جاءت فى المرتبة الأولى، حيث بلغت 795.7 مليون دولار عام 2018، مقابل 726.8 مليون دولار فى 2017، بزيادة قدرها 9.5%، وكما شهدت الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا، ارتفعت الواردات المصرية من أمريكا أيضاً، حيث بلغت 5.4 مليار دولار خلال عام 2018، مقابل 3.8 مليار دولار فى 2017 بزيادة قدرها 39.6%.
تبادل تجارى واستثمارات بين مصر وأمريكا
ولأن العلاقات المصرية الأمريكية، لا تقتصر على التبادل التجارى فقط، فقد جاء التطور بها غير مقتصرا على التجارة الخارجية بين البلدين، وإنما جاء على مستوى مجالات أخرى، فى مقدمتها الاستثمارات الأمريكية فى مصر، والتى شهدت ارتفاعا أيضاً خلال العام الماضى بلغت نسبته 4.5%، بعدما سجلت 4.6 مليون دولار فى 2018، مقابل 4.4 مليون دولار خلال عام 2017.
وأسست الولايات المتحدة الأمريكية نحو 89 شركة بمصر خلال عام 2018 بمختلف المجالات "خدمى، صناعى، اتصالات وتكنولوجيا، زراعى، سياحى"، وقد جاءت معظم تلك الشركات فى محافظتى القاهرة والجيزة، بينما توزع الباقى منها فى محافظات "الإسكندرية، الأقصر، البحر الأحمر، أسوان، القليوبية، الغربية، الشرقية، قنا".
السياحة الأمريكية فى مصر
وعلى مستوى القطاع السياحى، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تطوراً أيضاً خلال العام الماضى، بعدما ارتفع عدد السائحين القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد الليالى السياحية التى قضاها الأمريكان فى مصر، حيث زار "ألمحروسة" خلال عام 2018 نحو 287.8 ألف سائح أمريكى، مقابل 226.4 ألف سائح فى عام 2017، بزيادة قدرها 27.1%، بينما بلغ عدد الليالى السياحية 4.6 مليون ليلة، مقابل 3.2 مليون ليلة، بزيادة بلغت نسبتها 42.8%.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع