تخريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى على هامش مؤتمر العاصمة الإدارية.. المشاركين فى البرنامج: أتاح لنا الفرصة للنقاش حول مشاكل القارة.. ونشكر مصر والرئيس السيسى على هذه الفرصة

ـ ندى إبراهيم صالح، من ليبيا: سأحمل رسالة للشباب الأفارقة والليبيين بأهمية أن يشاركوا فى الدورات اللاحقة للبرنامج

ـ ليونارد أندال، من مالاوى: كل شئ هنا فاق التوقعات وهناك تكامل بين مختلف الجنسيات والرؤى بشكل سيصُب في صالح التنمية

تشهد النسخة السابعة من المؤتمر الوطنى للشباب الذى سيعقد يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين بالعاصمة الإدارية الجديدة، تخريج الدفعة الأولى من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى APLP ، والذى يعد أحد توصيات منتدى شباب العالم 2019، أحد ثمار المؤتمر الوطنى للشباب، ويمثل الدارسون فى الدفعة الأولى مشاركين من 29 دولة أفريقية، ومن المقرر أن يحضر حفل التخرج سفراء دول الاتحاد الافريقى.

ويأتى تخريج هذه الدفعة تزامناً مع رئاسة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى، للاتحاد الافريقى، واستكمالاً لنجاح التجربة المصرية الرائدة فى تأهيل وتمكين الشباب المصرى ليشمل شباب القارة الأفريقية، لتضمهم فى أول برنامج رئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الأفريقى فى مصر، من خلال الأكاديمية الوطنية للتدريب.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجه، خلال منتدى شباب العالم الذى عقد فى مدينة شرم الشيخ العام الماضى، بتنفيذ التوصية التى صدرت عن المنتدى، بأن يكون عام 2019 عام الشباب الإفريقي، وتبع ذلك الإعلان عن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الإفريقي للقيادة خلال ملتقى الشباب العربي والإفريقي الذى عقد بمدينة أسوان فى شهر مارس الماضى.

وألتقت "اليوم السابع" مع عدد من المشاركين فى البرنامج، الذين أكدوا أنهم حرصوا على المشاركة للاستفادة من البرنامج وما يوفره من مزايا تساعدهم فى حياتهم العملية، وأكدت، ندى إبراهيم صالح، مشاركة من ليبيا، أنها شاركت فى منتدى الشباب العربى الافريقى بأسوان، فى مارس الماضى، وحينما علمت بفكرة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفارقة للقيادة، تقدمت وبعد مرورها بالمراحل المخصصة للأختيار، تم أختيارها، مشيرة إلى أنها بعد عودتها إلى بلدها ستحمل رسالة لكل الشباب الأفارقة والليبيين تحديداً بأهمية أن يشاركوا فى الدورات اللاحقة للبرنامج، لأنه سياعدهم على ثقل مهارتهم، موجهة الشكر لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسى على أتاحة الفرصة للشباب الأفارقة ليلتقوا فى القاهرة، ويتعرفوا على بعضهم البعض، ويتناقشوا فيما بينهم لحل المشاكل التى تواجهها القارة الأفريقية.

من جانبه قال ليونارد أندال، من دولة مالاوى، ل"اليوم السابع" اود أن ارسل رسالة بأن هذا البرنامج جيد جدًا فهو فرصة رائعة للشباب الإفريقيين؛ وأؤكد أن كل شئ هنا فاق التوقعات وأرى أن هناك تكامل بين مختلف الجنسيات وأيضًا الرؤى بشكل من المؤكد سيصُب في صالح التنمية سواء على المستوى الشخصي أو مستوى الدول، مضيفاً " أوصي أي شخص يأتي إلى هنا أن ينضم لهذا البرنامج الرائع".

يذكر أن اختيار هذه الدفعة تم بالعديد من المراحل، التى انتهت إلى قبول الشباب الأفارقة الدارسين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى APLP، ففى يوم الأحد 19 مارس الماضى، تم فتح باب التسجيل، بالتزامن مع الإعلان أن الدراسة ستتم بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، أحد منجزات المؤتمر الوطنى للشباب.

والخطة المصرية التى تم إعدادها حينها أنه من المستهدف تدريب 10 دفعات بإجمالي 1000 شاب إفريقي بواقع 100 متدرب بكل دفعة، على أن يتم الانتهاء من تدريب 5 دفعات بنهاية عام 2019 وبحلول عام 2020، وبدأت إجراءات قبول الدفعة الأولى من خلال مراحل متعددة بدأت بالمرحلة الأولى المسماة بمراحل الفرز والاختيار، وتضمنت فى مرحلتها الأولى، الاختيار المبدئي، حيث بدأت أول مرحلة للفرز يوم الخميس 28 مارس، وخلالها تم اختيار 250 متقدم من أصل 11300متقدم ممن ينطبق عليهم المعايير التى تم الإعلان عنها حينها، وهى أن يتراوح سن المتقدم بين 18 و30 سنة، وأن يكون المتقدم حاصل على دراسات عليا "ماجستير ودكتوراة، وأن يكون مجال عمل المتقدم أو دراسته من المجالات المميزة أو نادرة الوجود، تفضيل أن يكون من أصحاب الجوائز الرياضية والفنية والإبداعية، وذوي الخبرة العملية، والأنشطة التطوعية، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وبعد تقديم 11300 طلب، تمت مراجعة أوراق المتقدمين، وفي هذه المرحلة تم مراسلة المتقدمين عبر البريد الإلكتروني والتواصل معهم لطلب إرسال الأوراق الرسمية التي تفيد حصولهم على المؤهلات العلمية المذكورة عند التقديم، وأيضاً إرسال السيرة الذاتية الخاصة بكل متقدم، وكل ما يفيد إثبات حصوله على مؤهل أو جائزة مذكورة على الموقع الإلكتروني أثناء عملية التسجيل.

وبعد استكمال كافة الأوراق بدأنت المرحلة الثالثة، وهى مرحلة المقابلات الشخصية، حيث عمل الفريق المختص ب على البرنامج بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني لتهنئة المتقدمين باجتيازهم أولى مراحل التقديم وتأهلهم للمرحلة الثالثة من التصفيات وإبلاغهم بموعد وطريقة المقابلة، وبعدها تمت المقابلات الشخصية خلال يومي الأحد والاثنين 7 و8 ابريل الماضى ، وانقسمت تلك المرحلة إلى جزئي، الأول خاص بالمقابلات الشخصية للمتقدمين الأفارقة، وتم إجرائها من خلال برنامجSkype عبر الانترنت، وفيها تم تشكيل لجان من الفريق المختص والفريق المعاون حيث تم تشكيل 7 لجان بواقع شخصين في كل لجنة، أما الثاني، فكان خاص بالمقابلات الشخصية للمصريين المتقدمين للالتحاق بالبرنامج، وكانت مقابلات شخصية وجهاً لوجه بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب من خلال تشكيل لجنتين للمقابلات بواقع شخصين أيضاً بكل لجنة.

ونتيجة المقابلات الشخصية تم قبول 127 مقدم من إجمالي 250 اجتازوا المراحل السابقة، وبعدها تم تصنيف المقبولين في تلك المرحلة إلى مقبولين وقائمة انتظار، كذلك تم تقسيم المقبولين إلى ثلاثة مستويات )متقدم جدا – متقدم – مقبول(، وأثناء إجراء المقابلات قامت الفرق عن المسئولة عن البرنامج بسؤال المتقدمين عن إمكانية إقامتهم في مصر والتأكد من قابليتهم وتمكنهم من الحضور في الفترة المقررة للدراسة.

وبعدها عمل الفريق المختص على البرنامج بالتواصل مع المقبولين في مرحلة المقابلات الشخصية وتهنئتهم باجتيازهم آخر مراحل التصفيات من الدفعة الأولى بنجاح وبدء مرحلة حجز الطيران، حيث تم اختيار 100 متقدم مع مراعاة التمثيل بين الدول المشاركة في التسجيل، حيث بلغ عدد الدول الممثلة فى الدورة الأولى 29 دولة، كذلك مراعاة التمثيل النوعي بين الذكور والإناث.

وبدأ وصول المتقدمين، يوم الخميس 26 يونيو الماضى وعلى مدار ثلاثة أيام، وشكّل القائمون على البرنامج فريقين أحدهما مسئول عن استقبالهم في مطار القاهرة الدولي وتوصيلهم لمقر الفندق، والآخر مسئول عن استقبالهم في الفندق والقيام بالانتهاء من اجراءات التسكين الخاصة بهم ومرافقتهم طول فترة الإقامة، إلى أن بدأت الدورة عملياً يوم الأحد 30 يونيو الماضى بمقر الأكاديمية الوطنية، وفي هذه المرحلة تم تشكيل عدة فرق عمل وتوزيعها على كل المهام المطلوبة لإنجاز ذلك اليوم على أكمل وجه.

وبدأت الدراسة الفعلية للمتدربين يوم الاثنين 1 يوليو الجارى، من خلال برنامج تدريبى تم وضعه وفق عدة زوايا أهمها أن يكون ملائم لمخاطبة فئة الشباب من الفئة العمرية المطلوبة "18:30" سنة عن طريق احتوائه على العديد من الانشطة وورش العمل، و أن يتنناسب مع الطبيعة الإفريقية من حيث طريقة التفكير وجوانب الحياة، وأن يتضمن أفكار ومقترحات خاصة بتطوير وتنمية القارة الإفريقية عن طريق فكر وسواعد أبنائها، وأن يتم تقديمه كاملاً بلغة متفق عليها بين الدول المشاركة وتم الاتفاق على أن تكون اللغة الإنجليزية.

واختار القائمون على البرنامج محاور المحتوى التدريبي، والتى تعتمد على تنمية مهارات القيادة الفعالة، وتطوير مهارات التفاوض الفعال، والذكاء العاطفي والاجتماعي، والاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة وتناولها من خلال أجندة افريقيا 2063، والمجتمع الإفريقي من خلال الموارد المهدرة والفرص والتحديات لتطويره، والسياحة الخضراء وإدارة التراث الثقافي، والابتكارات التكنولوجية والعلمية، ومدن التعلم والتنوع الثقافي، ومحور التوعية الأمنية والقومية الخاصة بالقارة الإفريقية.

وفيما يتعلق بأساليب التدريب، فتم تصميم أساليب التدريب بحيث تكون متقدمة غير تقليدية لتعظيم الاستفادة من البرنامج المصمم للتدريب والاستفادة من طاقات الشباب في مختلف دول القارة، ويكون ذلك من خلال ورش عمل مختلفة بالتعاون مع منظمات محلية ودولية عريقة، وأيضاً التركيز على الأنشطة العملية والعمل الجماعي، ونقل الخبرات حيث تم الاتفاق مع عدد ضخم من أكبر وأقوى المدربين وذوي الخبرات في المجالات المختلفة لنقل خبراتهم للشباب وتوظيف طاقاتهم.

وتضمنت الدورة أيضاً البرنامج الثقافي، من خلال تصميم برنامج شامل يتناول الجانب الثقافي والسياحي والاقتصادي والعلمي والرياضي، وتضمن زيارة أهرامات الجيزة وأبو الهول، وحضور عرض الصوت والضوء في الأهرامات، وزيارة قصر الأمير محمد على، وجولة نيلية وعشاء مع ممثلي هيئة تنشيط السياحة، وزيارة مجمع الأديان، وحضور مباراة نهائي كأس أمم افريقيا، وزيارة لمدينة الاسكندرية )قصر المجوهرات – قلعة قايتباي – مكتبة الاسكندرية – لقاء مع محافظ الاسكندرية(، وزيارة هيئة قناة السويس، وزيارة بيت العلوم والثقافة والفنون، فضلاً عن جولات وزيارات ميدانية لمعالم القاهرة الفاطمية.