على طريقة إبراهيم الأبيض.. قتل "الشيخ على" والتمثيل بجثته فى الشارع.. تلقى عدة طعنات على مرأى الأهالى..الجناة طافوا بضحيتهم شوارع الساحل بشبرا.. واستعانوا ببلطجية لتنفيذ جريمتهم انتقاما لحادثة وقعت قبل 9 سنوات

على طريقة إبراهيم الأبيض.. قتل "الشيخ على" والتمثيل بجثته فى الشارع.. تلقى عدة طعنات على مرأى الأهالى..الجناة طافوا بضحيتهم شوارع الساحل بشبرا.. واستعانوا ببلطجية لتنفيذ جريمتهم انتقاما لحادثة وقعت قبل 9 سنوات
على طريقة إبراهيم الأبيض.. قتل "الشيخ على" والتمثيل بجثته فى الشارع.. تلقى عدة طعنات على مرأى الأهالى..الجناة طافوا بضحيتهم شوارع الساحل بشبرا.. واستعانوا ببلطجية لتنفيذ جريمتهم انتقاما لحادثة وقعت قبل 9 سنوات

على طريقة فيلم "إبراهيم الأبيض"، وقعت جريمة قتل بشعة فى وضح النهار خلال شهر يوليو لماضى،بمنطقة الساحل، أبطالها 6 أشقاء دبروا وبيتوا وعقدوا العزم على الغدر، وقتل الضحية، انتقاما منه على خلفية واقعة قتل سابقة كان ضحيتها والدهم، الذى لقى مصرعه على يد المجنى عليه منذ 9 سنوات.

 

البداية كانت فى بعد يناير 2011 عندما قتل والد المتهمين "على فرغلى " صاحب فرن للخبز البلدى المدعم من الدولة لمحدودى الدخل، حيث حاول أن يستغل هذه الفترة الصعبة فى البلاد، ببيع الدقيق المدعم الذى تصرفه له الدولة فى السوق السوداء لصالحه بقصد تحقيق أرباح طائلة منه، دون أن يشفق قلبه على المواطن البسيط الذى يعانى من الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد فى هذه المرحلة.

 

الأهالى فى المنطقة لم يعجبهم الحال، فقرروا أن يقفوا أمام هذا التاجر، ويردوا فعله بأن يمنعوا هذه المهزلة ويضبطوا العاملين عنده فى الفرن، الذين استغلوا ظلام الليل فى تهريب وبيع الدقيق المدعم لتجار السوق السوداء، على رأس هؤلاء الأهالى البسطاء "على حسن "، الذى تصدر المشهد ومعه أهالى المنطقة، وأوقفوا سرقة الدقيق المدعم من الدولة، فما كان من صاحب الفرن إلا أن أتى إلى الفرن بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا من أحد العاملين عنده ليخبره بما حدث من الأهالى، ومنعهم لهم من شحن الدقيق المدعم على سيارات تجار السوق السوداء، فحضر على الفور إلى مخبزه الذى كان ما زال مفتوحا، محرزا سلاحا ناريا، وما أن وطأت قدماه أرض الفرن، حتى أخرج سلاحا ناريا وصوبه ناحية "على حسن" الذى تصدى لسرقة الدقيق، وأطلق عليه عيارا ناريا أصابه فى كتفه.

 

المجنى عليه "على حسن" لم يصدق ما حدث من صاحب الفرن الذى لم يعطى فرصة للكلام، وأطلق الأعيرة النارية على أهل المنطقة، وعلى الفور دافع الضحية عن نفسه وعن باقى أهل المنطقة، وأخذ سلاحا ناريا آخر، كان بحوزة أحد أتباع صاحب الفرن، وأطلق منه عيارا ناريا استقر بصدر صاحب الفرن الذى سقط غارقا فى دمائه مفارقا الحياة، دون أن يحرر أبناء القتيل محضرا بهدف الانتقام.

 

وحسب ما سطرته القضية رقم 4816 لسنة 2019 جنايات شبرا فإنه وبعد أكثر من 9 سنوات قام المتهمون بالتربص بالمجنى عليه وقتله بدم بارد.

 

"الله يرحمه مكنش يستحق كده، راجل ولا كل الرجال، المنطقة كلها حزنت عليك يا على، ربنا ينتقم من المجرمين اللى قتلوك، ومش هنسيب حقك مهما حصل"، هذه كانت كلمات الأهالى فى المنطقة الذين عبروا عن حزنهم وغضبهم عن ما حدث للمجنى عليه أمام أعينهم دون أن يستطيعون أن ينقذوه من بين أيدى هؤلاء المجرمين.

 

يقول أحمد على، 40 سنة، أحد شهود العيان وجار الشيخ على المجنى عليه، أن الأمر لم ينته بعد ذلك، أبناء صاحب الفرن لم يحرروا محضرا ضد المجنى عليه "على حسن "، ليستغلوا الموقف لصالحهم، بأن أدرجوا اسم والدهم ضمن شهداء ثورة 25 يناير ليأخذوا معاش الشهيد، موضحا أن المعاناة استمرت طيلة 9 سنوات ترك خلالها القتيل "على حسن" المنطقة ليبعد عن شر تلك العائلة الدموية، إلا أن الأقدار شاءت أيضا أنه بعد تلك المدة أن يكون مصيره القتل على يد أبناء صاحب الفرن، الذين كانوا دائما يشيعون أنهم سيأخذون ثأر والدهم من الضحية على الملأ وأن يمثلوا بجسده أمام المنطقة، وهذا ما حدث بالفعل بعد 9 سنوات.

 

بينما يقول ماهر أحمد، 46 سنة، شاهد عيان آخر وجار القتيل، أن المجنى عليه اشتاق لزيارة أقاربه فى المنطقة، لافتا إلى أن الشيخ على ذهب لرؤيتهم، فعلم أبناء "فرغلى" صاحب الفرن، فأعدوا له كمينا، موضحا أن الجناة أحضروا الأسلحة البيضاء والنارية، وأحضروا 3 سيارات، سيارة تم غلق الشارع بها لصغر حجمه، والسيارتين الأخيرتين تم استخدامهما لخطف المجنى عليه بهما إلى منزلهما بعد أن يكونوا أنهوا حياته أمام الأهالى كما كانوا يتوعدون، 4 أشخاص اختبأوا داخل أحد المنازل فى الشارع منتظرين مروره من أمامه لينقضوا عليه، و2 آخرين قاما بمراقبة الطريق بالأسلحة النارية لمنع تدخل أى شخص لإنقاذ المجنى عليه من بين أيديهم.

 

وأضاف جار الضحية، أن المجنى عليه مر من أمام المنزل الذى أختبأ به الأشقاء الأشقياء الــ4، فانقضوا عليه طعنا بالأسلحة البيضاء حتى أسقطوه على الأرض، وظلوا يسددوا له الطعنات تلو الأخرى، أمام مرأى ومسمع من الأهالى فى المنطقة، الذين لم يستطيعوا تقديم المساعدة للمجنى عليه بسبب تهديدهم بالقتل إذا حاولوا إنقاذ "على حسن" من بين أيدهم.

 

بينما قال زغلول أحمد، 52 سنة محامى وشاهد عيان، أن المتهمين لم يكتفوا بذلك بل اصطحبوا المجنى عليه معهم فى إحدى السيارات وجابوا به شوارع المنطقة، ليتفاخروا بنصرهم الإجرامى، وما أن وصلوا أمام منزلهم حتى قاموا بإنزاله من السيارة، وألقوه فى الشارع، ليقوموا بتمثيل نفس المشهد مرة أخرى أمام باقى نسائهم وزوجاتهم وأقاربهم الذين أطلقوا الزغاريد ابتهاجا وفرحا بقتل المجنى عليه وأخذا بالثأر منه، ثم تركوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمام الأهالى دون أن يتدخل أحد، ثم لاذوا بالفرار.

 

من جانبه أوضح " أحمد حسين " ابن عم المجنى عليه، أنه فى يوم الواقعة، أتى إليه "الشيخ على" ، وكان لم يره منذ فترة بعيدة بسبب تركه المنطقة على خلفية ما حدث فى عام 2011، ثم خرج من عنده وترك أبناءه عنده ليرى باقى أقاربه، إلا أنه فوجئ بأحد الجيران ينادى عليه ويخبره، بأن أبناء "فرغلى" صاحب الفرن، يعتدون على الشيخ على، فهرع إلى الشارع فشاهد الجريمة بأكملها دون أن يستطيع أن يتقدم لينقذ ابن عمه بسبب تهديد البلطجية الذين استأجرهم أبناء صاحب الفرن بالأسلحة النارية ليروعوا الأهالى ويمنعونهم من إنقاذ الضحية منهم.

 

وأضاف ابن عم الضحية، أن أبناء الشيخ على أصابتهم حالة من الذعر والرعب منذ الحادث وحتى الآن بسبب هول ما حدث لوالدهم على يد هؤلاء القتلة المجرمين، لافتا إلى أن ما قام به القتلة هو أبشع أنواع وصور الجريمة، واصفا ما قام به الجناة من فعل إجرامى يدل على دمويتهم وعدم إنسايتهم، موضحا أن الثأر يتم أخذه من الشخص دون أن يتم التمثيل بجثته، إلا أن هؤلاء المجرمين لم يكتفوا بقتل الشيخ على دون حق، بل أيضا قاموا بالتمثيل بحثته والتباهى بدمه وقتله أمام الأهالى، ليؤكدوا على بسط نفوذهم وسطوتهم على المنطقة بأثرها.

 

وطالب القضاء العادل بالاقتصاص العادل والسريع من المتهمين لما قاموا به من جرم بشع يستحق الإعدام فى ميدان عام ليكونوا عبره لغيرهم ممن تسول لهم نفسهم، السعى فى الأرض فسادا وطغيانا وسفكا للدماء.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع