بوابة صوت بلادى بأمريكا

جنازات الرؤساء "الوداع واحد".. نجيب: خرجت جنازته من مسجد رابعة العدوية على عربة عسكرية.. عبدالناصر: ودعه الملايين.. السادات: كانت جنازته بنفس مكان اغتياله.. ومبارك: طاردته الشائعات وحضر جنازته كبار رجال الدولة

 

تفاصيل سيذكرها التاريخ، مشاهد تُوثق وأخرى تُروى على لسان المقربين، لتتذكرها الأجيال القادمة، حكايات الدقائق الأخيرة في حياة الرؤساء ومراسم تشييع الجثامين صور باقية في أذهان الجميع، فبمجرد ذكر أسم كل منهم تجد الكل يتسابق في وصف المشهد من وجهة نظره. 

محمد نجيب أول الرؤساء، جمال عبد الناصر، محمد أنور السادات، ومحمد حسنى مبارك كان لكل منهم مشهد يوثق رحيله، اختلفت تفاصيله قليلا ولكن تشابهت جميعها في مكانتها العسكرية الرسمية.

 

 

 

 

في 28 أغسطس 1984، كانت وفاة محمد نجيب، أول رئيس شهدته مصر بعد انتهاء عصر الملكية عقب ثورة الضباط الأحرار1952 و الذى جاء رحيله في مستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة إثر دخوله في غيبوبة بسبب مضاعفات تليف الكبد. 

وعلى الرغم من التفاصيل التي يرويها التاريخ عن حياة نجيب والتي يراها البعض مأساوية، إلا أن تشييع جثمانه جاء على عربة مدفع في جنازة عسكرية خرجت من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وتقدمها الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك وأعضاء من مجلس قيادة الثورة ممن هم مازالوا على قيد الحياة.

" كانت جنازة عسكرية مائة في المائة ولم يحضرها سوى العسكريين فقط، فقد أمر مبارك بألا يحضرها اى مدني " بهذه الكلمات وصف أحد أحفاد الرئيس الراحل محمد نجيب تفاصيل هذا اليوم .

أما جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، فكانت مراسم تشييع جثمانه هي الأكبر والأكثر تأثيرا من الناحية الرسمية والشعبية والتي جاءت بعد وفاته في 28 سبتمبر 1970 ، بثلاثة أيام. 

 

 


 

لم يكن عبد الناصر رجلا عاديا لذلك كانت جنازته أيضا مختلفة ، تقدمها الوزير والغفير ، رثاه رموز الدولة من سياسيين، لكتاب ومثقفين وفنانيين ، يوم رحيله أغلقت معظم المتاجر أبوابها ، وتسلق أناس الأشجار والأعمدة في الشوارع ليلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة وتراصوا فوق القطارات والسيارات ، اتشحت البلاد بالسواد حينها ، وتقدمت النساء صفوف المعزين وتم تنكيس الأعلام حزنا عليه.

في ذلك اليوم تم نقل جثمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من قصر القبة إلى مقر مجلس قيادة الثورة، بعد أن وضعوه داخل طائرة هليكوبتر، وشارك في الجنازة الملايين من محبيه والذين هتفوا في وداعه " لا إله الا الله.. ناصر حبيب الله " وكذلك حضر رؤساء الدول العربية والأجنبية لتكون بذلك الجنازة الأكبر التي عرفها التاريخ خاصة وان رحيله كان مفاجئا للعامة فلم يعلم الشعب طبيعة الحالة الصحية للرئيس الراحل والذى لم يكتفى محبيه بتشييع جثمانه في الداخل بل نظم عدد منهم مسيرات وداع له في عدد من الدول العربية كفلسطين وبيروت وبكاه عدد من رؤساء وملوك الدول مثل الملك حسين بن طلال ، ملك المملكة الأردنية الهاشمية والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذى لم يصمد امام نبأ الوفاه وفقد وعيه في الحال . 

وأمام تلك التفاصيل، جاءت أخرى مغايرة تسطر مشاهد أخرى لرئيس راحل فقدته مصر فجأة في واقعة اغتيال شهيرة، وضعت نهايته بشكل درامى مأساوي. 

الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثالث رؤساء هذا البلد، تم اغتياله في السادس من أكتوبر 1981 واثناء حضوره عرض عسكرى احتفالا بذكرى الحرب في واقعة "حادث المنصة الشهير"، على يد "الجماعة الإسلامية".

 

 

ويوم الرحيل نقلت طائرة مروحية الجثمان إلى ساحة العرض وفى الثانية عشر إلا ربع، نفس التوقيت الذى وقعت فيه حادثة الاغتيال وفى نفس المكان الشاهد عليها، انطلقت طقوس الجنازة وسط إجراءات أمنية مشددة وحضر فيها ما يقرب من 800 زعيم من جميع أنحاء العالم و3 رؤساء أمريكيين سابقين وبكاه ونعاه عدد من رؤساء الدول العربية والغربية. 

وفى النهاية وبعد انقضاء 30 عاما من حكمه، وأمام شائعات موته المتكررة بسبب حالته الصحية المتدهورة، جاءت وفاه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك في الخامس والعشرين من فبراير الجارى بعد صراع طويل مع المرض. 

 

ثلاثة أيام أعلنت فيها الدولة المصرية الحداد وشاركتها عدد من الدول العربية والتي بدورها نكست أعلامها، وفى مشهد جنائزى مهيب، وبحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وعدد من رموز الدول العربية، انطلقت مراسم تشييع الجنازة من مسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس حيث وصل جثمان الرئيس الراحل على متن طائرة عسكرية، من مجمع الجلاء العسكرى إلى مقر مسجد المشير ، ووارى جثمانه الثرى بمقابر الأسرة في منطقة مصر الجديدة وسط دموع عدد من مؤيديه .


هذا الخبر منقول من اليوم السابع