سطر الشهيد المجند صابر أحمد متولى العكر، ابن مدينة القرين بالشرقية، واحدة من البطولات التى يُنحنى لها بسبب شجاعته واستبساله على أرض المعركة، والذى ظل يقاتل بسلاحه دفاعا عن أرض سيناء هو وزملاؤه حتى سقط شهيدا وهو صائم فى أول يوليو عام 2015، الموافق 14 من شهر رمضان الكريم .
التقى اليوم السابع أسرة البطل الشهيد، والده أكد قائلا: أفتخر ببطولة ابنى على أرض سيناء الغالية وسنظل نقدم أغلى ما عندنا وهى أرواحنا من أجل الحفاظ على كل حبة رمل.
وأضاف والد الشهيد صابر قائلا: هو أول فرحتى على ولد وبنتين، لكنه الأقرب للقلب فهو الابن والأخ والصديق والسند، دخل الجيش، وبعد انتهاء فترة تدريبه شهرين التحق بسلاح المشاة بالإسماعيلية، بعد شهرين اخرين، تم اختياره ضمن مجموعة من المتميزين للخدمة فى شمال سيناء .
ويكمل: كانت آخر أجازه له، وحرص أن يساعدنى فى حصاد القمح كعادته يعمل معى يد بيد، وأخبرنى أنه سينقل لسيناء وطلب منى عدم إخبار والدته بالخبر، وظل بجوارى 5 أيام كأنه يودعنا، وسافر وكان يتصل بى ويخبرنى أننا أسرة واحدة فى الكمين نصوم ونفطر سويا .
ويوم الحادث، يوم 14 رمضان، حدث هجوم إرهابى على كمين الرفاعى الذى يخدم فيه، اتصلت به عدة مرات، كان تليفونه مغلق، "كان قلبى حاسس، بس كنت كاتم جوايا"، إلى ان تلقيت اتصالا من ضابط من قيادات القوات مسلحة يعلمنى بالخبر، فقلت له "لا اله الا الله" فكررها الضابط فقمت بإعادتها فكررها، فكررتها لثالث مرة، ثم تماسكت وبدأت أسال متى موعد استلام جثمان الشهيد .
وبدموع تنهمر من العين يقول والد الشهيد: ذهبت إلى مستشفى كوبرى القبة كان هناك اسر شهداء وأخبرنا القائد أن الشهيد لا يكفن ولكن أى أسرة ترغب فى تغسيل أو تكفين القيادة جاهزة لتوفير ذلك، فرفضت وطلبت دفنه بالافرول .
أضاف قائلاً: نزلت معه لحد القبر، وودعته وشفت جسده مفيش حاجة غير طلقة بالبطن، ووجدت رمال على قدمه إثر سقوطه على الأرض فى المعركة، فحاول صديقى مسحها من عليه، رفضت قولتله ده رمال سيناء الطاهرة تدفن معاه، شعرت لحظتها بالاطمئنان بانى دفنت بطل لأن الطلقة بالبطن يعنى ظل يقاتل لآخر لحظة فى عمره.
وبعد أيام من استشهاده زارنى النقيب أدهم وعدد من الجنود بكمين الرفاعى، وحكوا ليا بطولة صابر فى المعركة، وعند ملاحظته دخول سيارات الإرهابيين، واحدهم محملة بمواد متفجرة اطلق عليها طلقات RBG وتفجرت قبل دخولها الكمين، كما أنه ظل يتعامل بشجاعة مع التكفيريين فى معركة استمرت ساعتين، كلما نفذت الذخيرة معه كان يهرول للدور الثانى لإحضار خزائن ويتعامل مع العدو حتى أسقط عدد كبير من القتلى وتم تدمير سياراتهم .
وتقول الحاجة هناء والدة الشهيد: من لحظة دخوله الجيش وكان بداخله إحساس إنه رايح، فترة تجنيده كنت بخاف أودعه فى نهاية كل إجازة، إلا أن آخر إجازة كانت مختلفة، فى آخر يوم عزم كل الأسرة من عماته وأبناءهم وقضينا يوما أسريا وتناولنا الغداء سويا، فهو طول عمره بشوش وطيب ومحبوب، فى آخر اليوم وهو مغادر البيت قالى "أنا ماشى يامّا" سكت، كررها مرتين وطلع من البيت قلبى اتخطف طلعت مهروله خلفه "انت ماشى خلاص يا صابر"، حضنته بشدة، وكانت المرة الأخيرة .
الشهيد صابر العكر بطل كمين الرفاعى عايش وسطنا احنا مش بننساه لحظة، دايما موجود فى كل أيامنا وفى أحلامنا، بسبب السيرة الطيبة التى تركها، وهو ما يصبر قلبى، ويوم جنازته كان يوم مشهود بالمدينة لن يتكرر مثله، فخرج الرجال والنساء بالآلاف لتوديعه، قرب أذان المغرب فى رمضان، لكن الجميع احتشد خلف الجثمان لدرجة ان السيارة التى تحمله لم تستطع دخول المقابر من الزحام وهتافات المشيعون "الشهيد حبيب الله"، ونزلت القوة العسكرية المرافقة له حاملة النعش حتى القبر . موكدة أن ما فعله صابر من شجاعة فى مواجهة التكفيريين، جعلنى أفتخر بانى ام البطل ولقب ام الشهيد صابر هو اعظم لقب، فمصر غالية وتستحق صابر وغيره من أبنائها يفدونها بدمائهم .
وأشارت إلى أن القوات مسلحة لا تتركنا ودائما على تواصل معنا بالسؤال وتلبية طلباتنا، مضيفة أن الرئيس السيسى سبق وأن كرمنا، كما تم تكريمنا عدة مرات من القيادات، ولحظة نداء اسم الشهيد صابر احمد متولى العكر، قلبى يخفق من الفخر ببطولته، هو رفع راس عائلته ووطنه ونال اعظم أجر فى الدنيا وهو الشهادة .
هذا الخبر منقول من اليوم السابع