من خلال استعراض المشروعات التى تم افتتاحها خلال أسبوع واحد فقط، فى المنصورة والإسكندرية، نكتشف أن الأمر ضمن مخطط للتوسع العمرانى يضاعف من المجتمعات العمرانية، ويدخل ضمن فكرة أن الأمر ليس مجرد بناء، لكنه اندفاع نحو التوسع يضيف إلى المساحة المأهولة من الجغرافيا، إلى أكثر من الضعف، ضمن تغيير خرائط العمران بشكل أفقى ورأسى، فى المدن الجديدة والطرق والخدمات، باعتبار أن العمران يختلف عن البناء، ويتضمن تصورا كاملا للخدمات والأنشطة الاقتصادية من صناعة وزراعة وحياة اجتماعية كاملة.
وهذه المدن والتجمعات العمرانية تأتى ضمن خطط التطوير، وبشكل جذرى يسعى لعلاج سريع لأزمة البناء، ثم بدائل للإسكان تتنوع حسب النفقات المادية، الإسكان الاجتماعى للشباب، ومجتمعات واسعة وإنسانية بديلة للعشوائيات، وفى الوجهين البحرى والقبلى مدن تقام على أراض وامتدادات صحراوية، أو غير مستغلة، مما يضاعف من فرص العمران، ويحمى الأراضى الزراعية.
وإذا كانت الطرق والمحاور هى الشرايين التى تغذى المجتمعات العمرانية وتسهل الوصول منها وإليها، فإن هذه خطوة من خطوات تتضمن صياغة عمرانية لاستيعاب الزيادات السكانية المتوقعة، فضلا عن خدمة التنمية الزراعية والصناعية، ضمن خطة تضع الوجهين البحرى والقبلى على قدم المساواة مع العاصمة، وبينما مبادرة «حياة كريمة» تتم لإعادة بناء الريف بالعمران، تأتى خطط تطوير العمران فى الدلتا التى عانت - على مدار عقود - من إهمال وتشوه، فى إطار مضاعفة جهود العمران، وهو ما ظهر فى مدينة المنصورة الجديدة، التى أقيمت على أرض صحراء لم تكن مستغلة، وتمثل إضافة تضاعف من مساحة المنصورة والدقهلية.
فى الإسكندرية فإن محور أبوذكرى، والتوسعات والمحاور التى قامت فى الإسكندرية والبحيرة والتوسعات فى الطريق الصحراوى والمحاور الإضافية، هى ضمن سياق يجعل الوصول إلى المجتمعات العمرانية سهلا مما يضاعف من قيمتها، ويسهل حياة الناس فيها، لأنه من دون الطرق والمحاور والكهرباء والخدمات نصبح أمام مبان أو مناطق معزولة.
محور أبوذكرى فى الإسكندرية يربط بين مدينة الإسكندرية والساحل الشمالى، إذ تم تقليص زمن الوصول ليصبح 20 دقيقة فقط بدلا من ساعة، إضافة إلى ربطه بمحاور برج العرب وغرب إسكندرية ومحور المحمودية، وهو ما يجعل الإسكندرية ترتبط ببعضها بطريق دائرى حول المدينة.
نحن هنا أمام منظومة تسهل الوصول إلى المناطق العمرانية الجديدة، التى تمت إقامتها فى أراض بور أو ملحية تمت معالجتها بشكل علمى، والإنفاق عليها، وهنا فإن البناء وإقامة مجتمعات عمرانية فى أراض وامتدادات صحراوية، يوفر الأراضى الزراعية التى يتم تبويرها والبناء عليها، فضلا عن أنه يفتح مساحات جديدة للإسكندرية التى لم تعد بوضعها الحالى تستوعب أى زيادة سكانية، فضلا عن أن الخدمات والبنية الأساسية لم تعد تتحمل إضافات جديدة، فقط يمكن رفع كفاءتها لتناسب الوضع الحالى، مع التوجه إلى مجتمعات جديدة تم بناؤها غربا وشرقا.
وخلال الشهور الأخيرة كانت هناك مدن وتجمعات عمرانية فى القاهرة والمحافظات، وخلال أسبوع تم افتتاح المرحلة الأولى من المنصورة الجديدة، وقبل يومين محور أبوذكرى ومشروع بشائر الخير بمراحله المتتالية، ومشروع تطوير بحيرة مريوط غرب الإسكندرية، وبجانب تطهير المجرى المائى للبحيرة وزيادة حجم الثروة السمكية، يأتى ضمن تنمية منطقة غرب الإسكندرية، حيث تم تنفيذ 12 منطقة استثمارية، وجار تخطيط 3 مناطق استثمارية جديدة على امتداد المحور، وهو ما يجعله ممرا للتنمية المخططة، وحول كل طريق أو محور أو خط للقطار الكهربائى والسريع، تقوم مشروعات تمثل إضافة للاقتصاد وفرص عمل، وكل هذا ضمن استراتيجية تقوم على محاور التنمية والعمران، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وتتضمن مدنا جديدة سكنية ومناطق صناعية، ترتبط بحركة الزراعة والرى والتصنيع، بالشكل الذى يعيد صياغة التنمية بناءً على وجود البشر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع