كتب ــ العباس السكرى – مروى جمال
فى إبريل عام 2016، قرر الدكتور خالد عبد الجليل، المشرف العام على جهاز الرقابة بالمصنفات الفنية، ومستشار وزير الثقافة لشئون السينما، تطبيق قانون "التصنيف العمرى" على جميع الأفلام السينمائية المطروحة فى دور العرض، وتم وضع الفئات كالتالى: (فئة +8 إرشاد عائلى، فئة +12 عاما، و+16 عاما، و+18 عاما)، ونال القرار الذى أصدره خالد عبد الجليل، فى خطوة جريئة تحسب له، إشادة عدد كبير من السينمائيين والمهتمين بالحركة السينمائية فى مصر، ورأوا أنه يصب فى مصلحة صناعة السينما.
فيلم الكنز
وبدأ جهاز الرقابة تنفيذ القرار وتطبيق القانون منذ إبريل 2016 عن طريق إدارة التفتيش بالجهاز، وترتب على تطبيق القانون الالتزام به، حيث يمنع القانون دخول الأطفال أى فيلم تحت فئة «+ 12» و«+ 16» و«+ 18»، ويسمح لهم بدخول الأفلام التى يتم تصنيفها تحت مسمى «عرض عام» للجمهور، وهو ما أسعد عددًا كبيرًا من السينمائيين، بينما أغضب بعض المنتجين وأصحاب دور العرض السينمائية، معتبرين أن هذا الأمر يعمل على تقليل أرباح السينما، بينما يرى السينمائيون أن القانون يحمى النشء ويحافظ عليه.
خالد عبد الجليل
وفى هذا الإطار يقول الدكتور خالد عبد الجليل: «التصنيف العمرى معمول به فى مختلف دول العالم وليس فى مصر فقط»، مستشهدًا ببريطانيا التى تنص شروط تصنيف الأفلام للعرض العام لديها على أن تحتوى هذه الأفلام على قيم تربوية، بحيث تناهض العنف أو الرعب أو المخدرات، وبناء عليه لا توجد فى هذه الأفلام كلمات بذيئة أو سلوك متعصب موجه لفئة معينة إلا وينال عقابه، حتى يسمح بعرض الفيلم على كل الأعمار، ويسمح للأطفال من سن 4 سنوات فيما فوق بمشاهدته، وعلّق قائلا: «السينما ليست بديلة لجنينة الحيوانات كى يذهب إليها الأطفال للهو واللعب، وإنما السينما تشكل ثقافة الطفل»، موضحًا أن الأفلام التى يحظر دخولها للأطفال تحتوى على مشاهد جريئة لا يحبذ رؤيتها للأطفال.
وأضاف المشرف العام بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، قائلًا: «المنتج اللى عايز فيلمه يحصل على تصنيف عرض عام لكى يشاهده جميع الفئات، يوافق على حذف المشاهد الجريئة منه»، مشددًا على أن التصنيف العمرى فى خدمة العمل الفنى وليس العكس.
فيلم خير وبركة
وأوضح خالد عبدالجليل أن التصنيف العمرى فى أى دولة بالعالم يضم 9 محددات، منها «التعصب، المخدرات، الرعب، العرى، الجنس، العنف، اللغة»، لافتًا إلى أنه فيما يخص بند المخدرات فيجب على الأفلام التى تتناول هذا العنصر ألا تشير إلى المخدرات، إلا إذا كانت إشارة تربوية واضحة، حتى لا يُقدم المتلقى على تجربتها، كما يجب أن تكون هناك رسالة تعليمية واضحة من عرضها، وفيما يتعلق باللغة، فيجب على الأفلام ألا تستخدم الكلمات البذيئة على الإطلاق، وفى بند الجنس فلا تعرض الأفلام إلا السلوك الجنسى الخفيف جدًا مثل القبلات.
طارق الشناوى
وفى السياق ذاته، يقول الناقد السينمائى طارق الشناوى أن السينما لها ثقافة مختلفة بالنسبة للأطفال، موضحًا أنه مادام الفيلم السينمائى لا يفهمه الطفل صاحب الـ 7 سنوات فأقل، فلا يجوز له دخول دور العرض، وإذا كان العمل الفنى يناسب الطفل فيسمح له بدخول العرض السينمائى مثل نوعية أفلام الكارتون.
وأضاف الناقد السينمائى: الفيصل النهائى هو العمل الفنى الذى يعرض فى السينما، ومحتواه الذى يحدد ذلك، وهناك أطفال فى سن الرابعة والخامسة تقدم لهم أفلام كارتون حتى يفهموا قصتها ويتجاوبون معها.
ولفت طارق الشناوى إلى أن الأطفال دائمًا ما يفسدون متعة المشاهدة بدخولهم القاعات، تارة باللعب فى موبايلات آبائهم وإحداث ضجيج، وأخرى بالبكاء الشديد والصراخ، لافتًا إلى أن الأفلام التى تعرض فى مواسم الأعياد ليست للأطفال.
فيلم بث مباشر
وقال المخرج أحمد خالد موسى، إنه مؤيد تمامًا لقانون التصنيف العمرى، خصوصًا أن لديه ابنتين فى سن صغيرة، وتقومان بتقليد بعض مشاهد العنف التى تكون فى الأفلام، مشددًا على أنه لا يجوز للأطفال مشاهدة أفلام الأكشن أو الرعب، ولفت إلى أن قانون التصنيف يتم تطبيقه فى العالم كله، وحينما تم تصنيف فيلم «هروب اضطرارى» الذى عرض فى موسم عيد الفطر الماضى لم تكن هناك أى أزمة فى التصنيف، موضحًا أن الذى يؤثر على الربح هو وجود كم كبير من الأفلام الأجنبية فى السينمات مع الأفلام العربية، وليس دخول الأطفال.
وأضاف المخرج أحمد خالد موسى: تستثنى من قاعدة التصنيف أفلام النجمة ياسمين عبدالعزيز، لأن أعمالها مناسبة وكوميدية للأطفال، ولكن إذا كانت الأفلام مثل «هروب اضطرارى» الذى عرض فى الموسم الماضى أو «الخلية» و«الكنز» اللذين تقرر عرضهما فى موسم عيد الأضحى المقبل، فهذه أفلام لا تناسب الطفل، لذلك أؤيد قانون التصنيف.
داود عبد السيد
وأكد المخرج داود عبدالسيد أنه يؤيد منع الأطفال من دخول السينما من سن 7 سنوات فيما تحت، لأنه من المنطق ألا يؤخذ طفل عمره 5 أو 4 سنوات إلى السينما لمشاهدة أفلام أكشن أو رعب، أو أفلام ثقافتها مختلفة عن ثقافة الطفل نفسه، فهذا يكون ضد تربية الطفل وضد النشء.
وشدد المخرج أمير رمسيس على أهمية منع الأطفال من دخول دور العرض، قائلًا: «طول الوقت نعانى من الأطفال لعدم احترامهم طقوس المشاهدة فى دور العرض، وحينما يؤخذ طفل عمره 5 أو 4 سنوات أو حتى 7 سنوات لابد أن يكون الفيلم مناسبًا له لكى يفهمه».
وأضاف رمسيس: بالنسبة للأرباح التى يبحث عنها بعض المنتجين، فالأفلام ليست للتجارة، والتصنيف العمرى مناسب لفكرة أن يكون الفيلم متاحًا لسن معينة، ومن الطبيعى أن نلجأ إلى الربح، ولكن فى النهاية السينما تقدم وعيًا وثقافة مختلفة، مشيرًا إلى أنه ضد فكرة المنع وفكرة الرقابة فوق الـ18.
ويرى المخرج أن من يشاهد شيئًا يشاهده، ولكن حينما يخص الأمر التعامل مع الأطفال، فهناك أشياء متاحة وأخرى غير متاحة، لافتًا إلى أن هناك أفلامًا عنيفة جدًا، ومصنفة لسن الـ 16، ويحضرها أطفال فى سن 5 و4 سنوات، ويفقدوا متعه الاستمتاع بالمشاهدة، مؤكدًا أنه يؤيد قرار الرقابة.
فيلم أمان يا صاحبى
بينما يرى المنتج محمد حفظى لـ«اليوم السابع» أن هناك أفلامًا مناسبة للأطفال ذوى الـ 5 سنوات، وصالحة لكل الأعمار، وليس من المفترض منع الأطفال من دخول السينما، مؤكدًا أنه مع التصنيف العمرى، قائلًا: «لولاه كان من الممكن أن تكون هناك أفلام تمنع من دور العرض، أو تحذف منها مشاهد كثيرة تدمر العمل بالكامل، ولكن التصنيف العمرى يحافظ على العمل الفنى».
وتابع «حفظى» أن الأفلام المناسبة للطفل مثل أفلام ديزنى والكارتون لا مانع من مشاهدتها، لأنها مناسبة للطفل.
أحمد السبكى
وقال المنتج أحمد السبكى إنه ضد منع دخول الأطفال إلى السينمات، ويرى أن الفيلم يتم تصنيفه على الأفيش سواء + 12 أو + 16 أو + 18، ورب الأسرة هو الذى من حقه أن يمنع ابنه من الدخول، لأن الفيلم بعد طرحه فى السينما يذهب إلى كل البيوت المصرية، لافتًا إلى أنه ملتزم بوضع التصنيف العمرى على «الأفيش»، مشيرًا إلى أنه مع الإشراف العائلى، لأنه أنسب شيء، لأن رب البيت هو الشخص الوحيد المنوط به أخذ القرار بالتحكم فى طفله.
أفلام عيد الأضحى
ومن المقرر أن يشهد موسم عيد الأضحى طرح عدد من الأفلام، منها «الكنز» للمخرج شريف عرفة، ويشارك فى بطولته عدد كبير من الفنانين، منهم محمد سعد، محمد رمضان، روبى، هند صبرى، أحمد رزق، هيثم أحمد زكى، سوسن بدر، أمينة خليل، عبدالعزيز مخيون، محيى إسماعيل، وتدور أحداثه فى محاور مختلفة عن الحب والسلطة والدين، وذلك على مدى 4 عصور، منها العباسى والعثمانى والفرعونى والأربعينيات حتى السبعينيات، وأيضًا فيلم «الخلية» بطولة أحمد عز، ومحمد ممدوح، وأمينة خليل، للمخرج طارق العريان، و«خير وبركة» لنجمى مسرح مصر على ربيع ومحمد عبدالرحمن، و«أمان يا صاحبى» بطولة سعد الصغير، وصافيناز، ومحمود الليثى، وبدرية طلبة، للمنتج أحمد السبكى، و«بث مباشر» للفنان سامح حسين، و«شنطة حمزة» للمطرب حمادة هلال، ويسرا اللوزى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع