بوابة صوت بلادى بأمريكا

ريحة الحبايب ..عطية خيرى تكشف أسرار رحلة إبداع العائلة من الجد للحفيد "2-2".. تفاصيل رحلة الحب والمرض فى حياة عادل خيرى..وقصة زواجه من السبّاحة العالمية إيناس حقى.. وفاة الريحانى غيرت حلمه من الإخراج للتمثيل

- وفاة الريحانى غيرت حلمه من الإخراج للتمثيل و7 سنوات خلدت اسمه فى سجل المبدعين

 

بين الحب والإبداع والمرض والموت والفراق والتحدى والإصرار والنجاح تستكمل عطية عادل خيرى سيرة جدها المبدع بديع خيرى ورحلة الحياة القصيرة لوالدها الفنان الكوميدى الراحل عادل خيرى.

 


 

تدخل غرفة المكتب فى المنزل الذى عاش فيه الفنان عادل خيرى فتشعر أن عجلة الزمن أخذتك إلى مكان وزمان آخر، وأنك ترى نجوم وعمالقة الفن من فرقة الريحانى الذين جلسوا فيه ليستمعوا إلى حفلة الست المذاعة بالراديو، غرفة يزينها أثاث من الأرابيسك الذى يعود تاريخه إلى أكثر من مائة عام مضت، ويتوسطها المكتب الأرابيسك الذى كان يجلس عليه عادل خيرى وفوقه نفس الفازات التى تراها فى صوره القديمة على ذات المكتب.

 

يتصدر الحائط صورتان بالحجم الكبير لوالدتها المحامية والسباحة العالمية إيناس حقى زوجة عادل خيرى فى طفولتها ترتدى فى إحداها زيا تركيا، حيث تنتمى إلى أسرة ذات جذور تركية، وعلى الحائط المقابل دولاب وحافظة من الأرابيسك يضم كل منهما عددا كبيرا من الأوراق والصور والكتب القديمة، بينما يضىء الحائط الثالث للغرفة بمشربية كبيرة من ثلاث أجزاء، ويتوسط السقف سجادة صلاة أثرية وهى سجادة الصلاة الخاصة بالسلطان عبدالحميد اشتراها والد إيناس حقى من أحد المزادات وحول السجادة أربعة مصابيح ذات طابع إسلامى، ومعظم هذا الأثاث ورثته إيناس حقى زوجة عادل خيرى من والديها لأنها ابنة وحيدة وأعادت مع زوجها عادل خيرى تصميم هذا الأثاث حتى يناسب الغرفة.

 

 

تتحدث عطية عادل خيرى عن والدها الفنان الراحل وهى تستعرض صوره، قائلة: «كان ترتيبه الثانى بين إخوته الأربعة وولد فى 11 نوفمبر عام 1930، وكان موهوبا منذ صغره، فكان صوته جميلا ويغنى ويكتب زجلا وقصصا ويمثل، وهناك تسجيلات بصوته وهو يرتل القرآن، كان عنده مواهب كتير لكن مكانش عنده وقت وعمر».

 

 

تشير إلى أن الفنان عادل خيرى كان يحلم بأن يكون مخرجا وليس ممثلا، ووعده نجيب الريحانى صديق والده بديع خيرى الذى اعتبره ابنه بأن يساعده على السفر إلى إيطاليا لدراسة الإخراج بعد الانتهاء من دراسته: «نجيب الريحانى كان متبنى أبويا فنيا وجدى كان مصمم مايشتغلش فى الفن إلا لما يخلص تعليمه».

 

 

وتابعت: «التحق والدى بكلية الحقوق وخلال دراسته عرفه نجيب الريحانى على جمعية الشبان المسيحيين وقام والدى بالتمثيل معهم كهاو، كما مثل فى مسرح الجامعة».

 

قصة حب الفنان والسباحة العالمية الأرستقراطية

يلفت انتباهك فوق المكتب برواز داخله صورة عروس ترتدى ملابس الزفاف وعليه إهداء بخط يد الفنان الراحل عادل خيرى خفيف الظل كتب فيه: «إلى السيدة التى أعتز جدا بأننى السبب فى سيادتها» وموقعة بعبارة «سيادة زوجها عادل خيرى 19-7-1956»، فتبدأ الابنة الحديث عن قصة الحب الكبيرة بين والدها ووالدتها السباحة العالمية إيناس حقى.

«تنتمى أمى إيناس حقى لأسرة أرستقراطية لها جذور تركية ووالدها مستشار وتوفى وهى طفلة وكانت ابنة وحيدة ودرست بالليسيه، ورغم أنها كانت تحلم بدراسة الهندسة فإن والدتها أصرت أن تلتحق بالحقوق مثل والدها، وكان طلعت باشا حرب متزوجا من عمتها».

 

 

وتابعت: «نشأت علاقة حب بين أبى وأمى خلال الدراسة بالكلية وكانت والدتى متفوقة فى السباحة وكرة السلة، كما كانت من الفتيات القليلات اللاتى يقدن السيارة فى هذا الوقت».

تضحك عطية عادل خيرى وهى تشير إلى أن والدها ووالدتها تبادلا «الجوابات الغرامية»، وأن والدها أرسل لوالدتها خطابا مع زميلة مشتركة يطلب يدها وهو الخطاب الذى ورثته ابنة عادل خيرى من والدتها التى كانت تحتفظ به حتى وفاتها، مشيرة إلى أنه اختارها لتشاركه بطولة مسرحية حسن ومرقص وكوهين على مسرح الجامعة وكانت المرة الوحيدة التى مثلت فيها.

 

وأوضحت: «أسرة والدتى رفضت زواجها من أبى لأنه فنان ومن عائلة فنية، حيث كانت تسود وقتها النظرة المتدنية للفنان ويطلق عليه مشخصاتى، ولكنها استطاعت أن تتخذ القرار بالزواج من حب عمرها، خاصة أن والدها ووالدتها كانا قد توفيا».

 

 

تشير إلى أن والدتها خلال هذه الفترة كانت تتدرب على السباحة على يد الكابتن عبدالباقى حسنين وحصلت على بطولة العالم عام 1955 قبل زواجها من عادل خيرى مباشرة.

«أبى وأمى أسسا كل ركن فى غرفة المكتب التى نجلس فيها واختارا مكان كل شىء فيها وحرصت أنا على بقاء كل شىء كما كان».

 

شارك عادل خيرى بالتمثيل فى بعض الأدوار البسيطة ولكنه كان يحلم بعد الانتهاء من دراسته أن يسافر لدراسة الإخراج كما وعده الريحانى، وكما كان حلم والده بديع خيرى التمثيل قبل أن يغير القدر مساره ويصبح أهم كاتب وشاعر ومؤلف تغير مسار ابنه عادل خيرى بعد وفاة الريحانى.

 

وفاة الريحانى وتغير الحلم من الإخراج للتمثيل

وتابعت عطية عادل خيرى: «شكلت وفاة الريحانى صدمة شديدة لجدى، خاصة أنه لم يمرض فترة طويلة ولكنه أصيب فجأة بالتيفود، وحرص جدى على أن تستمر الفرقة باسم الريحانى للأبد رغم أنه كان يديرها وعاش بعد الريحانى سنوات طويلة تحمل فيها مسؤولية ضخمة».

 

وأضافت: «رغم أن جدى تأثر بوفاة سيد درويش، إلا أن تأثره بوفاة الريحانى كان أكبر لأن علاقتهما كان لها شقان، الصداقة وعلاقة العمل اليومية فى إدارة المسرح وما تتطلبه من جهد خارق كانا يتقسمانه معا ويتشاركان فى وضع الخطة الفنية بالكامل».

 

وأوضحت: «كان نجوم الفرقة مثل سراج منير وحسن فايق وغيرهم يتناوبون على أداء الأدوار التى كان يؤديها الريحانى، ولم يكن جدى مقتنعا بأن أبى يمكن أن يقوم بهذه الأدوار، وكان وقتها أبى يقوم بأدوار بسيطة ويساعد جدى فى إدارة المسرح، وعندما استقبل الجمهور والدى بحفاوة وكان يحقق نجاحا فى أدواره أعطوه فرصة ليأخد يوما لأداء دور الريحانى مع أبطال الفرقة وحقق نجاحا كبيرا، فأصبح بطل الفرقة بشهادة الجمهور وليس بترشيح جدى».

 

تضحك عطية عادل خيرى: «أبويا وأمى أسسوا مكتب محاماة بعد تخرجهم وزواجهم، وكان أبى يذهب إلى المحكمة ليترافع، وبعد شهرته ونجاحه كممثل كان كلما دخل قاعة المحكمة انفجر الحاضرون بالضحك ورددوا إفيهاته فقرر أن يترك المحاماة ويتفرغ للتمثيل».

 

وأوضحت الابنة أن والديها اتفقا على تسمية بناتهم بأسماء تبدأ بحرف «ع»، وأن والدتها أصرت على ذلك حبا فى والدها فكانت أسماء البنات الثلاثة «عطية، عزة، عبلة»، مشيرة إلى أن اسم عطية هو اسم جدتها لوالدتها وأن هذا الاسم تسبب لها فى بعض المشكلات لأن الكثيرين يعتقدون أنه اسم ذكر.

 

رحلة المرض والفن

تشير إلى أن والدها أصيب بمرض السكر فى سن مبكر ومع اهتمامه بالفن والتمثيل كان يهمل فى صحته، وهو ما كان يشكل مسؤولية على والدتها التى كانت تتبعه حتى فى المسرح ليتناول العلاج.

 

«حياة المسرح كلها إجهاد عصبى وتوتر شديد، وأبويا كان بيشتغل بأعصابه، وأمى قالت عنه إنه كان بيحب اللى بيعمله لدرجة إنه مكانش بيشوف غيره حتى صحته، وهو ما تسبب له فى أزمات صحية كثيرة، وكان المسرح حياته، كما أنه عمل بالسينما، وعندما بدأ التليفزيون فى الستينيات شارك فى بعض الأعمال ورأيته وأنا طفلة يؤدى شخصية جحا فى أحد برامج الأطفال».

 

«أبويا ما شتغلش فترة طويلة كل اللى اشتغلهم 7 سنين لكن كان عنده أحلام كبيرة وكان نفسه يطور لكن مكانش عنده وقت وعمر».

 

تشير إلى حامل المصحف الموجود بأحد أركان الغرفة قائلة: «والدى سجل القرآن مرتلا بصوته على شرايط ربع بوصة».

 

وتابعت عطية عادل خيرى الحديث عن الحياة الزوجية بين والدها ووالدتها التى لم تستمر سوى 8 سنوات قبل وفاة والدها: «أغلب هذه السنوات قضاها والدى مريضا وخاصة آخر 5 سنوات من عمره، حيث تزوجا نهاية عام 55 وجئت للحياة فى عام 1957 وبعدى شقيقتاى عزة وعبلة،وتوفى والدى عام 1963».

 

«عندما بدأت صحة والدى تتدهور كانت مهمة أمى ملاحقته بالدواء فى المسرح، كما كانت تشاركه النواحى الفنية وكان يقيم فترات طويلة فى المستشفى، وبمجرد أن يستطيع الوقوف على قدمه يعود ليقف على المسرح».

 

تشير ابنة عادل خيرى إلى أنه فى إحدى المرات بعد تدهور حالة والدها الصحية وإصابته بتليف الكبد كان مشتاقا للوقوف على خشبة المسرح فخرج من المستشفى وذهب للمسرح وخرج لتحية الجمهور وبكى وكانت هذه آخر مرة يقف على المسرح قبل وفاته بأيام.

 

تسترجع عطية عادل خيرى تفاصيل هذه الأيام قائلة: «رغم تأثر جدى بتدهور حالة أبى الصحية إلا أنه كان حريصا على أن تستمر الفرقة فاختار الفنان محمد عوض ليحل أحيانا محل والدى فى بعض المسرحيات، فمسرح الريحانى كان مؤسسة ولا يقف على شخص أيا كان، وكان جدى وقتها يمر بظروف صعبة بسبب وفاة جدتى بعد أن فقدت بصرها».

 

تتحدث الابنة عن بعض ذكرياتها القليلة مع والدها قبل وفاته: «كنت باروح معاه كواليس المسرح وكان أحيانا يأتى ليأخذنى من المدرسة وآخر مرة رأيته كنت عائدة من المدرسة، وكان يجلس على كرسى متحرك وحوله بعض الأشخاص يحملونه إلى سيارة الإسعاف فنظر لى وقال «إنتى الكبيرة خللى بالك من أخواتك».

 

«أمى حياتها ماكنتش سهلة، كانت تهتم بصحة أبى فى الوقت الذى يجب أن ترعى 3 أطفال، وحياتها بعد وفاة أبى أصبحت أصعب فهو فنان ولم يكن له معاش».

 

تشير عطية عادل خيرى إلى أن جدها بديع خيرى سجل أزجالاً بصوته بمناسبة ميلاد حفيداته، وكان وقت اشتداد المرض على ابنه عاجزا عن الحركة ويتحرك بكرسى متحرك بعد بتر أصابع قدمه بسبب مضاعفات مرض السكر، وعرف بوفاة ابنه عادل خيرى من نشرة الراديو وهو يتناول الغداء فسقط الطعام من يده وانهار انهيارا شديداً، وكان ذلك فى 1 مايو 1963.

 

تتذكر عطية عادل خيرى تلك اللوحة التى كانت على السلم فى بيت جدها وتحمل صورة سفينة تغرق ووراءها شباك يلقى بضوئه على اللوحة، وتتذكر أن جدها وضع صورتين بالزيت لجدتها رفيقة عمره وابنه الراحل عادل خيرى ولم يضع صورة لنفسه، وأن بيت جدها كان بيتا حزينا شهد العديد من الأحداث المأساوية.

 

وتؤكد الابنة أن هناك الكثير من الأعمال والمسرحيات التى قدمها والدها لم يتم تصويرها، خاصة أن التليفزيون بدأ عام 1960 وبدأ تصوير المسرحيات بعد هذا التاريخ.


الحياة بعد وفاة عادل خيرى الابن والزوج والأب

ترك عادل خيرى بناته وأكبرهن عطية 6 سنوات وعزة 4 سنوات وعبلة سنتين، وترك مشواراً صعبا من الكفاح والإصرار والنجاح لزوجته السباحة العالمية إيناس حقى التى لم يتجاوز عمرها وقت وفاته 33 عاما، ورغم ذلك عاشت حياتها بعده لتربية بناتها ورفضت عروضا بالزواج وعاشت على ذكرى حبه وظلت صورته تتصدر مدخل الشقة، كما ترك جرحا غائرا فى قلب أبيه بديع خيرى يضاف إلى جراحه بعد وفاة زوجته ورفاق مشواره سيد درويش والريحانى.

 

«رشح جدى الفنان فريد شوقى ليقوم بأدوار الريحانى بعد وفاة والدى، وازداد تعلقا بى وبإخوتى، فرغم حالته الصحية وعدم قدرته على الحركة حضر بنفسه المسرحية التى قمت بالتمثيل فيها وأنا فى المدرسة، وكتبت عنها الصحف الفرنسية».

 

واستكملت عطية عادل خيرى تفاصيل حياة الأسرة بعد وفاة عادل خيرى، قائلة: «أمى على الرغم من أنها كانت متزوجة فنان، لكنها كانت ترى أن الفن هواية ومايأكلش عيش، وكانت تمنعنا من حضور كواليس المسرحيات، حتى عندما نذهب إلى الإسكندرية فى شهور الصيف حيث تعرض الفرقة هناك وكنا نسكن مع أبطالها فى نفس العمارة ومنهم مارى منيب وجمالات وآمال زايد، وكانت تهتم جدا بدراستنا».

 

ورغم ذلك تؤكد ابنة عادل خيرى أن والدتها كانت تهتم كثيرا بمواهب بناتها فكانت عطية ترقص باليه فى الأوبرا وتكتب قصصا، وألحقتها والدتها بمدرسة الباليه قبل أن تكتشف موهبتها فى الرسم وتتجه للعمل فى الرسوم المتحركة، بينما تفوقت الابنة الصغرى عبلة فى السباحة.

 

«أمى كانت تحفزنا دائما على النجاح والتفوق وتعلمنا أنه مفيش مستحيل وأن كلمة «ماعرفش» سيئة، ويجب أن نستبدلها بكلمة أتعلم، وظلت تشجع شقيقتى عبلة خاصة بعدما اقترح عليها الكابتن عبدالباقى حسنين أن تجرب عبور المانش، وبالفعل سافرت أمى معها إلى إنجلترا وكانت تشجعها وتحضر معها التدريبات، واستطاعت شقيقتى عبلة عبور المانش فى سن 13 سنة، وكانت أصغر فتاة تحقق هذا الإنجاز وتم تسجيل اسمها فى موسوعة جينيس، وكتبت عنها الصحف العالمية، وعندما عادت استقبلها الرئيس السادات».

 

وتابعت: «كنت هامثل دور الطفلة فى مسرحية أنا فين وانتى فين وكنت سعيدة جدا لكن جدى رفض لأنه اكتوى بنار الفن بوفاة والدى، رغم أن والدتى وافقت».

 

«عملت أمى فى الشؤون القانونية بالتليفزيون وبمصر للتأمين، وكانت تهتم بنا وبمستقبلنا كثيرا وعاشت حياتها من أجلنا، حتى أنها كانت تفصل لنا ملابسنا حتى فساتين الزفاف».

وفاة بديع نهر الإبداع

 

تتحدث عن علاقة والدتها بجدها بديع خيرى مشيرة إلى أنهما كانت تربطهما علاقة قوية جدا وكان يعتبرها ابنته وتعتبره والدها وازدادت هذه العلاقة بعد وفاة عادل خيرى: «أمى كانت مقتنعة جدا بجدى وكانت تحبه جدا وتقرأ له قبل أن تتعرف على أبى، وعندما عرفته أحبته أكثر، حيث كان حنوناً ولطيفاً، وكانت أمى تقول دائما إنه لم يأخذ حقه فى الشهرة»

تصف حياة بديع خيرى بعد وفاة ابنه عادل: «جدى حياته اتغيرت بعد وفاة والدى، ففضلا عن شعور الأب الذى فقد ابنه شابا، كان أبى يساعده فى إدارة المسرح خاصة أن جدى كان فى الفترة الأخيرة من حياته غير قادر على الحركة وازدادت حالته سوءا بعد وفاة جدتى وبعدها والدى».

 

تتحدث عن وفاة جدها بديع خيرى: «توفى جدى فى 2 فبراير 1966، وكانت وفاته صعبة رغم أنها كانت متوقعة، وافتقدته بشدة لأننى كنت مرتبطة به وعشت معه أكثر مما عشت مع أبى، ولم أكن أفارقه حتى أثناء اللقاءات الصحفية والتليفزيونية، ولم أعد أستطيع رؤية غرفته بعد وفاته، كما كانت عمتى وهى ابنته الوحيدة أكتر من تأثر بوفاته لأنها كانت أكثر التصاقا وارتباطا به».

 

تتحدث عن استمرار مسيرة التفوق والنجاح بعد وفاة الجد والأب رغم الصعاب: «كنا متفوقين جدا فى الدراسة وتعددت مواهبنا والتحقت بكلية الهندسة قسم عمارة بينما التحقت شقيقتى عزة بكلية الطب وسافرت إلى هولندا، ودرست شقيقتى عبلة بكلية التجارة وأصبحت مديرا لأحد البنوك».

 

وأضافت: «بعد تخرجى التحقت باستوديو مهيب، وبدأت رحلتى مع الرسوم المتحركة، فحصلت على الجائزة الذهبية فى مهرجان الإسماعيلية عن أول فيلم لى وهو فيلم القلم والأستيكة، وتوالت الجوائز حتى حصلت على 17 جائزة منها جائزة اليونسيف للشرق الأوسط عن مسلسل مملكة النحل، كما تحمل ابنتى نفس الجينات وتعمل فى الجرافيك والرسوم المتحركة أيضا».

تشير إلى وفاة والدتها السباحة العالمية إيناس حقى بعد أن أكملت مشوار النجاح والكفاح فى 15 فبراير 2009، مؤكدة أنها ظلت محتفظة بنشاطها وقدرتها على العمل حتى بعد إصابتها بسرطان الثدى، ولكنها توفيت بعد أن أصبحت محبوسة فى السرير وغير قادرة على الحركة بعد إصابتها بكسور.


عطاء لا ينقطع بالموت

تشعر عطية عادل خيرى بالامتنان والفخر بتاريخ أسرتها وإبداع جدها ووالدها وتشير إلى أنه تم تكريمهما وأن أكبر تكريم لهما بقاء أعمالهما نبعا تستمد منه الأجيال ألوانا من الإبداع.

وتؤكد حفيدة بديع خيرى وابنة عادل خيرى أنه لا يضيرها أو يضير الأسرة أن يستخدم البعض بعض أعمال جدها أو يعيد تقديمها مثل الأغانى التى كتبها ورددها مطربون كثيرون فى كل الأجيال أو استخدام أسماء هذه الأعمال فى مسلسلات وأعمال درامية مثل مسلسل «أهو ده اللى صار»، قائلة: «المسألة مش مسألة فلوس ولا يشغلنا الحقوق المادية وما يهمنا أن يصل هذا الفن والإبداع لكل الأجيال لذلك وافقنا أن يقوم بعض الكتاب بجمع أزجال جدى، ولم نتضرر عندما قام الفنان محمد صبحى بتقديم مسرحية غزل البنات، أو حين نسمع المطربين أو الفرق الغنائية تردد أغانى كتبها بديع خيرى ولكن يسعدنا أن يبقى هذا الفن ويعيش وتتوارثه الأجيال، كما أرى أننى من المحظوظين لأننى أستطيع أن أرى أبى يتحرك ويضحك على الشاشة رغم وفاته منذ سنوات طويلة»

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



هذا الخبر منقول من اليوم السابع