عبير حرب تكتب: الدراما المصرية الي اين تاخذ المجتمع المصري

عبير حرب تكتب: الدراما المصرية الي اين تاخذ المجتمع المصري
عبير حرب تكتب: الدراما المصرية الي اين تاخذ المجتمع المصري

كعادتي لا اتابع المسلسلات التليفزيونية في اي وقت فيما عدا شهر رمضان حيث اجواء السهر والسحور مما يشجع علي متابعة بعض المسلسلات التليفزيونية.وللاسف مثل كل عام مازال الاستمرار في تشويه المجتمع المصري واظهار الحالات الشاذة فيه والنواقص الاستثنائية علي انها الطابع المميز له .ومن اكثر جرائم هذه الدراما تعمد الاساءة للمراة المصرية واظهارها في صورة لا تليق بها وهي المراة النموذج في الاخلاص في حياتها والتحمل والحفاظ علي الاسرة واعتبر ان هذه جربمة في حق السبدة المصرية وتحدث في معظم الاعمال المعروضة باستثناء القليل الذي قد يكون له هدف درامي او رسالة ويظهر المراة في صورة متزنة ومحترمة .المزعج حقا ان هذه الاعمال تؤثر فعلا علي المجتمع فالكثير منها يظهر الرذيلة في صورة متعة وحرية شخصية وبعضها يقدم نمط سوقي في طريقة الحديث بين الشباب وينتقل بكل تاكيد بسرعة البرق من الميدياالي الواقع بين الشباب ويصبح فعلا اسلوب متدني ومتبع بين اولادنا.

والبعض الاخر من الاعمال الدرامية يتفنن في اظهار معظم رجال الاعمال علي انهم صورة من المافيا العالمية وان كل شئ مباح في سبيل جمع المال حتي القتل وبالطبع هذا ليس بحقيقي في المطلق كما يعرض .واصبحت القنوات تلهث وراء الدراما المبتذلة بغص النظر عن البعد الثقافي او الاخلاقي والبعد الاجتماعي وتاثيره علي الاجيال الحالية والفادمة والمجتمع ككل .واصبح كل هم هذه القنوات التربح والحصول علي مقابل مادي كبير من خلال الاعلانات المملة بين فواصل المسلسلات لتحقيق ارباح مهولة وربما تعويض ماخسرته طوال العام .وان كنا نطالب بتغيير الخطاب الديني وفكر الارهاب لايجوز ان بكون البديل تقديم دراما هزلية تسكر عقول الشباب وتدمر الاسر وتخرب المجتمع المصري .السؤال هل هذا مقصود لهدم المجتمع ؟ ام ان كل الغرض مادي علي حساب المجتمع واستقراره ؟ام ان الذوق العام انحدر واصبحت هذه النوعية الحقيرة من المواضيع وطريقة الاداء الساقط هو مايجذب المشاهد المصري ؟

سؤال اخر اين الرقابة الاعلامية ورقابة الدولة في اعمال تهدم مجتمع وتدمر اجيال وتسئ لسمعة شعب ودولة بحجم مصر؟...لكل من يري انها مجرد اعمال فنية الغرض منها امتاع المشاهد ولكل من يدافع بشدة عن حرية الفكر والابداع . ادعوه ان يبحث بعمق ليري سلبيات هذا الابداع المزعوم علي مجتمع كان من ارقي واكثر المجتمعات احتراما عندما كان يقدم له فنا وابداعا حقيقيا وصورة مشرفة وفن هادف مازلنا نعيش علي ذكراه ونفتخر به امام العالم كله .