مملكة الشمس بقلم باسم أحمد عبد الحميد

مملكة الشمس بقلم باسم أحمد عبد الحميد
مملكة الشمس بقلم باسم أحمد عبد الحميد
منذ أن رَحَلَتْ تاركة مملكة الشمس ،والحزن رفيق للدرب ، وأراني قد تأثرت به ،وتأثر بي هو الآخر، لدرجة أنني أصبحتُ مَلمحاً هاماً
،من ملامحه،كما شكَّلت حروفي تجاعيد وجه الزمن عليه ...
كنتُ في كلِ مرةٍ أخشى أن أنكأ  في جراحاتي القديمة أمامه، فهو يعلم أنني كم تأثرت لفراقه ،وكنت رجلاً سلبياً ، ضحى بحبه ،وجعله يمر من أمامة كسرب دخان ....كأنه وهم كبير ،وهو الحب الكبير .
أنا من صنعتُ الحب ،الذي اغتلته بأيدٍ آثمة، لأنني كنت أعلم أنه لو  رحل ،لن يجد له مكاناً  غيري يرتاح فيه كما يرتاح عندي ..
وينام فيه كما تنام عيني ...وينشد فيه كما يعزف في مملكتي (سيمفونية ) الحياة والوجود !!
سنوات لم ينسني الماضي ،رغم خطوط الزمن ،وخيوط الألم ،وأنين الفرص ،وتجاعيد السنين ...
هذه السنوات فقدت فيها الراحة ،والهدوء النفسي ،والتصالح مع ذاتي  التي كنت أقوم بجلدها كل صباح ،فتنزف الحسرة على أسفلت الزمن ،ويُغطى الحنين بجرائد ، وركام وزحام مكتوب فيها: ( أن  الدمع هو الإنسان  ،وأن الإنسان بلا حزن ذكرى انسان ) !! 
  وترتقي روح الحب لبارئها تاركة ذكرى خالدة ،وذكريات لا تزال قابعة ،ونهراً من الفوضى ، وبعضاً من دخان( الميريت الازرق)،والشيكولا ( روشيه) ،وعلاجات كثيفة ،علها تشفي غليل الماضي ،وبعض الجراحات !!!
لازالت(  ايف سان لوران) ، و (ديور ) و ( جوتشي)،تتصارع من أجل اللقب المنسي ،لازالت رائحة  المسك المعتق،و( شانيل)  تصارع وحيد القرن ،  !!!
مازالت توابيت  الموت تحمل أسرار الكون ،وضوء الشمس على وجه رمسيس الأصغر  ،بعد طول غياب !!!
مازال الكهف يناديني ،والقط الأسود جلاد مرعب ...
لا تتقدم !!!
إن تقدمت احترقت !!!
لست نبيا يا رجل!! لست محمد !!
وأنا لازالت مصمم ، فأنا في الحب موحد !!
قد أحمل معجزة كبرى ،وأغير خارطة الكون ،فأنا من  العشق تعلم ..
حاولت أن أنساها فنسيت نفسي ،بل وتذكرت كل تفصيلة ولو صغيرة وجدائل شعرها الأصفر كما دجلة والفرات ،وعيناها الخضراوين الجميلتين كما المراعي ،وكحل زينته عيونها ،وبعض المساحيق ،وأقلام تخط آثام  السنين!!
كنت أنتظر اللقاء ،الذي كنت أوهم فيه النفس ،بأن تأتي عند الصباح ،أو  المساء ...عند الفجر ،وتغادر الطيور ،وتعود ،ولازالت أنتظر متكأً على شجرة الأمنيات ،وظهري إليها، وقدماي ممدودتان في وجه الحرية!!
أنا جالس هنا حيث تعود !!
ياشجرة  أين البشرى ؟!!
أهز إليها ،لا تنطق ،والعصافير  على أغصانها تزقزق ،وألف حكاية حب منسية ،تحت الشجرة ،لا تزال تُحَدِّق ،وتُحُلِقْ !!