كبسولة حنان .. حنان شلبي تكتب : أمريكا هي الأكثر جاذبية

كبسولة حنان .. حنان شلبي تكتب : أمريكا هي الأكثر جاذبية
كبسولة حنان .. حنان شلبي تكتب : أمريكا هي الأكثر جاذبية
 
تابعت الولايات المتحدة الأمريكية زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ للسعودية و في تصريح دبلوماسي قال جون كيربي المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأمريكي عن الصين إنها لا تشير إلى مراعاة المحافظة على نظام دولي يستند إلى القواعد و من جهة أخري فالسعودية قدمت للزعيم الصيني نفس ما قدمته لبايدن من مظاهر الحفاوة و  سعت لجعل الزيارة قمة إقليمية ضمت رؤساء دول المنطقة ! بل شهدنا الحفاوة من قبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مع الرئيس الصيني كانت أكبر طبعا من لقائه مع الرئيس بايدن ! و بالرغم من توقيع السعودية بعض الاتفاقات مع الصين لكن لم يكن من بينها ما يخص الملف الأمني و العسكري و ان كان هناك تعاونا أمنيا و عسكريا بين السعودية و الصين فأنه لا يقاس بعلاقة السعودية و الولايات المتحدة في هذا المجال بدليل انه عندما رصدت السعودية تهديدا إيرانيا عليها الشهر الماضي نسقت مع الولايات المتحدة وليس مع الصين حيث ان العلاقات و التنسيق الأمني بين البلدين و ان مر بمراحل حرجة الا انه له جذور ممتدة لعشرات السنين بصرف النظر عن من يتقلد الحكم في البلدين فالعلاقة التاريخية لا تقاس بأزمة فشل زيارة بايدن للسعودية و عدم قدرته علي إقناع السعودية بعدم خفض إنتاج النفط الشيء الذي تسبب في رفع أسعار الوقود عالميا و داخل الولايات المتحدة الأمريكية مما اضطر بايدن لإطلاق كميات كبيرة من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي للسيطرة على الأسعار و بالرغم من تعرض الرئيس بايدن لانتقادات بسبب تراجعه عن تعهده بمحاسبة السعودية على مقتل خاشقجي فقد منحت إدارة بايدن الحصانة السيادية للأمير محمد بن سلمان أمام المحاكم الأمريكية وهو الأمر الذي أدى إلى إبطال دعوى رفعتها ضده خطيبة خاشقجي في محكمة أمريكية و كان سببا مباشرا في إتهام امريكا بالازدواجية فيما يخص ملف حقوق الإنسان و لم تأبه إدارة بايدن و قبلها إدارة ترامب بهذه الانتقادات و كان كل همها هو الملف الاقتصادي و تحقيق الاستفادة القصوي من هذه العلاقات في منطقة الشرق الاوسط بالإضافة ان هناك منافسة إقتصادية بين الصين و الولايات المتحدة كانت دائما حاضرة في كل القرارات السياسية حتي لو تربعت الولايات المتحدة الأمريكية أقتصاديا وسياسيا الا ان الصين تسعي للتقدم علي الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات خصوصا في منطقة الشرق الاوسط ! 
و بالإضافة لأزمة تخفيض إنتاج النفط كانت هناك أزمات أخري عندما وقفت دول الخليج علي الحياد في الصراع بين روسيا والغرب في حرب أوكرانيا و توقع الكثيرين ان الولايات المتحدة لن تتسامح في هذا الملف حتي و إن لم يكن العقاب بشكل مباشر و فوري لكن سيكون هناك تخطيط للمحاسبة و الانتقام عندما تقرر امريكا و لكن الموضوع ليس بهذه البساطة فالسياسة تحكمها لغة المصالح و قد رأينا اتفاق تبادل سجناء بين روسيا والولايات المتحدة و التي لعبت الإمارات والسعودية دورا أساسيا في إبرامه و تم الإفراج عن نجمة السلة الأمريكية بريتني جرينر مقابل تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت الملقب بتاجر الموت و كيف حرصت الدولتان الخليجيتان علي التأكيد أن الاتفاق تم لقوة علاقاتهما مع موسكو و واشنطن !
اما عن من يتمنون هزيمة الولايات المتحدة علي يد الصين التي تحاول التقدم علي الولايات المتحدة اقتصاديًا أقول لهم هناك فارق ضخم فالتفوق الأمريكي كاسح من حيث القوة العسكرية فالصين مازالت متأخرة جدا عن امريكا عسكريا وسياسيا و على سبيل المثال و فيما يخص مستوي المخزون النووي الأمريكي الذي يحتوي على 5,500 رأسا نووية حسب اخر حصيلة معلنة تمتلك الصين 400 من الرؤوس النووية على حسب ما جاء فى تقرير وزارة الدفاع الأميركية و التي حذرت من سرعة وتيرة الصين في أمتلاك الرؤوس النووية و قد تصل إلى نحو 1500 رأس نووي بحلول العام 2035 و في الوقت الذي تسارع فيه الصين من وتيرة التسلح النووي تحاول الصين أيضا تحقيق اختراقات كبيرة من أجل تخطي القوى النووية عن طريق تطوير الصواريخ الفائقة للصوت التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت مما يشكل صعوبة رصدها أثناء تحليقها من أنظمة الدفاع الجوي بالرغم أن سرعاتها لا تعادل سرعات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مما يراه بعض الخبراء العسكريون أنه أحد أخطر التهديدات للتفوق العسكري الغربي و يري البعض الأخر من الخبراء العسكريون انه تم تضخيم التهديد الذي تشكله الصواريخ الصينية الفائقة للصوت في إطار السعي لضرورة الحصول علي تمويل لتطوير تقنيات الفضاء العسكرية الأمريكية و بالإضافة إلى ذلك فالصين و علي حسب ما تقول وزارة الدفاع الأميركية تقوم بتطوير سبل الحرب الذكية التي تعتمد على التقنيات التخريبية و على وجه التحديد تقنيات الذكاء الاصطناعي ! و فى يوليو من العام الماضي وجهت الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و بريطانيا أصابع الاتهام إلى الصين بالمسؤولية عن هجوم سيبراني استهدف خوادم مايكروسوفت إيكستشينج و يعتقد بأن الهجوم أضر بـ 30,000 شركة على نطاق العالم و كان هدفه تسهيل التجسس و الاستحواذ على بيانات شخصية وممتلكات فكرية ! و ان كانت الصين قد تفوقت على امريكا بعدد القطع البحرية في العالم فالمقارنة ليست بالعدد انما بفاعلية و قوة القطع البحرية و جاهزيتها و يري الكثيرين أن التفوق الأمريكي الكاسح من حيث القوة العسكرية ليس هو فقط سبب ثقة الأمريكيين في استحالة أن يتعرضوا للهزيمة على أيدي الصينيين و المقصود هنا ليس الشعب الصيني إنما نظام الحكم الذي يقوده نظام الحزب الواحد الديكتاتوري البوليسي مما يضيف تفوق أخلاقي أيضا للنظام الأمريكي الديمقراطي القادر علي جذب الحلفاء حول العالم و بالحديث عن المساعدات الخارجية الامريكية فإن جميع الدول العربية تتلقي مقادير معينة من المساعدات الأمريكية بمليارات الدولارات و التي لاترد وفقا لما تظهره قاعدة بيانات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الذي تخصص الصين ضعف ما تقدمه الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى للدول الفقيرة والنامية و لكن معظمها في شكل قروض عالية الفائدة محفوفة بالمخاطر من البنوك الحكومية الصينية و التي تثقل كاهل الأمم المقترضة بالديون المرتفعة ويرتبط جزء كبير من هذه الأموال بمبادرة "الحزام والطريق" و الذي أطلق عليه البعض فخ الديون الصيني لاستعمار الدول و الاستحواذ علي مقدراتها !