د. إبراهيم خليل إبراهيم يكتب : أيوه تعبنى هواك

د. إبراهيم خليل إبراهيم يكتب : أيوه تعبنى هواك
د. إبراهيم خليل إبراهيم يكتب : أيوه تعبنى هواك
 
كان الموسيقار محمد سلطان كان في مدينة بوردو الفرنسية بصحبة ولديه طارق وعمرو فتلقى اتصالًا هاتفيًا من زوجته الفنانة فايزة أحمد التي كانت تمكث بالقاهرة للعلاج وطلبت منه أن يحضر إلى مصر في أقرب وقت حيث كانت تعاني آلامًا شديدة وأرادت أن يكون بجانبها في تلك اللحظات وأخبرها أنه حجز طائرة العودة بعد أسبوع فوافقت ولم تعترض وطلبت منه أن يُحضر لها باروكة من متجر مصفف الشعر الشهير وكذلك حذاءً طبيًا لأن قدميها كانتا تؤلمانها بشدة عند المشي بالأحذية العادية.
بعد هذا الاتصال الهاتفي بـ 3 أيام عاودت فايزة أحمد الاتصال بمحمد سلطان وكانت في حالة إعياء وطلبت منه أن يحضر إلى القاهرة سريعًا لأنها قد تفارق الحياة في أي لحظة وبالفعل بذل قصارى جهده للعودة واستطاع بـالصدفة البحتة أن يكون بجانبها في اليوم التالي وتحدثت معه طويلًا وتطرقا إلى موضوعات لم يتحدثا عنها منذ سنوات عديدة وفي اليوم التالي أيقظته في السادسة صباحًا وطلبت منه استدعاء الأطباء الذين حضروا وحاولوا علاجها في المنزل ولكن حالتها ساءت للغاية واضطر المعالجون إلى نقلها للمستشفى بسيارة زوجها محمد سلطان ونامت فايزة على صدر محمد سلطان طوال الطريق ولم تقل له سوى : اجري.. اجري بسرعة يا محمد على المستشفى .. سوق بسرعة يا محمد .. وعندما وصلت إلى المستشفى ودخلت الغرفة راحت في غيبوبة شبه متقطعة تصحو للحظات تنظر حولها ثم تغيب عن الوعي مرة أخرى .
أيوه تعبني هواك كلمات الشاعر والإعلامي عمر بطيشة ولحن الموسيقار محمد سلطان .. كانت آخر أغنية أستمع إليها محمد سلطان بصوت فايزة أحمد وهى تمكث بجناحها الخاص بالمستشفى وبينما هى تضع يدها على  كتفه قالت : وحياة ولادى يا محمد قل لى هل صوتى تأثر ؟ ثم غنت أيوة تعبنى هواك وأثناء المقطع الذى تقول يقول : إيوة تعبت تعبت بكت فايزة كما بكى محمد سلطان .
بعد ذلك فقدت فايزة أحمد القدرة على الكلام وظلت كذلك طوال يوم كامل وفي اليوم التالي دخلت في غيبوبة كاملة وبدا واضحًا أنها تفارق الحياة فقد انتشرت الصفراء تمامًا في جسدها ووصل السرطان إلى الكبد وأوقفه عن العمل حتى فوجئ محمد سلطان بالأطباء يطلبون من فريال ابنتها مغادرة الغرفة ثم نزعوا عن جسدها كل الأجهزة الطبية فقد أسلمت فايزة أحمد الروح وفارقت الحياة عن عمر يناهز 52 سنة يوم 21 سبتمبر عام 1983 وتوارى جثمانها بين ثرى مقابر عائلة زوجها الموسيقار محمد سلطان ويوم 15 نوفمبر عام 2022 قال الموسيقار محمد سلطان للسكرتيرة : أنا تعبان وهموت النهاردة وتم نقله على الـفـور إلـى مستشفي قصر العـيني الفرنساوي ثم فاضت روحه إلى بارئها .
يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 شيع جثمان الموسيقار محمد سلطان ملفوفا بعلم مصر تنفيذا لوصيته إلى مثواه الأخير بعد صلاة الجنازة في مسجد عمر مكرم بعد حضور ابنه الدكتور طارق من المانيا .