ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا 13- لوحة الصراع

ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا 13- لوحة الصراع
ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا 13- لوحة الصراع
 
العنوان الذى يملئ غبار أوكرانيا هو معركة باخموت وقصة فاجنر تلك الشركة الروسيه الأمنيه التى تستخدم جنود بخلفيه دمويه (( مساجين سابقين أو حالين بعفو )) أنهم رأس الحربة فى التهام الآلات الغربيه العسكريه وهضم الجنود الغربيين والأوكرانيين كما تلتهم النار الحطب وأن الجيش الروسي ليس بالقوة التى كان متوقع بها و لكن الفضل لمجموعة فاجنر الدمويه ليس هذا فقط بل أن هناك خلافات بين رئيس مجموعة فاجنر والجيش الروسي وهذه مظاهر ضعف آخرى للقوة الروسيه 
ولكن هل هذه هى الحقيقه فنجد أصوات المحللين العسكريين الأمريكيين تصدح بصوت عالى للغرب لا تنخدعوا بذاك المشهد بأن روسيا لم تستخدم إلا جزء يسير جدا من قوتها وتختزن قوتها دون استخدام وهنا نتأمل الصورة وتدور عدة أسئلة هل تستعد روسيا لصراع عالمى أكبر لذى تظهر بهذا المشهد الشبه خجول فى التقدم فى الحرب التى تتلون بمسحة دوليه على رقعة أوكرانيا
ونلتفت نجد معلومة آخرى تطالعنا بلومبرج الامريكيه الغربيه بأن الحرب فى أوكرانيا تلتهم  مليون قذيفة فى الشهر وهذا ما تنتجه مصانع أمريكا فى عام كامل فهل هذا مؤشر على استنزاف من لمن تدعى أمريكا أنها تستنزف روسيا بزج اوكرانيا بتهديد روسيا بالانضمام للناتو وانه فخ امريكى ومستنقع احكم تخطيطه فى واشنطن بعناية لتحييد روسيا للتفرغ للتنين الصينى ولكن الواقع يصدح انه ان كان استنزاف لقوة روسيا فعلى الجانب الآخر استنزاف لامريكا والغرب ولكن اى غرب وراء امريكا أنها القارة العجوز وحرب اوكرانيا تضع شحوب وتجاعيد أكثر قسوة على وجه اوروبا وبعض الاوروبيين يتهمون امريكا بنحر شريايين اوروبا لصالحها بينما منعت الغاز الروسي الرخيص عن اوروبا تبيع امريكا الغاز باضعاف السعر للقارة العجوز وصل ل 7 او 8 اضعاف مما طرد الغضب الاوروبي يزحف على صدور الشعب الاوروبي وقذف بهم فى الشارع تظاهرا ضد الحكومات الاوروبين ومن بين باريس ولندن اضرابات ومظاهرات تضغط على الاقتصاد الاوروبي سوء على سوء لتطلع التوقعات من الغرب عن انكماش الاقتصاد الاوروبي وبالاخص الانجليزى بل ان الفقر فى بريطانيا اصبح يقارن ببولندا افقر دول اوروبا هذا مع ندرة بعض السلع الغذائيه فى اوروبا هنا تخرج وجوه اليمين المتطرف واليسار المتطرف فى فرنسا وغيرها ليتصدروا المشهد الشعبوى لنجد مستقبل قريب أكثر قتامة لاوروبا 
وحتى لا تتوه بعض ملامح اللوحة نجد لعبة شد الحبل وعض الاصابع بين عواصم غربيه من جهة وموسكو وبكين من جهة ولكل من موسكو وبكين نقاط تلاقي ونقاط خاصة بكل دولة فى لعبة الأمم أما عن أمريكا هو كمن أصبح يومه ناظرا ملامحه بالمرآه ليجد ملامح الشيخوخه فيهرول لكل الوصفات الطبيعيه أو الخطيرة ليخفي تلك العلامات ليبقي قويا مخيفا فى عيون الغير هكذا أمريكا أصبحت المدين الأول بالعالم 31.4 تريلون دولار ووصلت لحد الخطر فى سقف الدين بل وهيكل اقتصادها بيانه يعتمد على القطاع الخدمى والورقى وتوارى الانتاجى واصبح محله سلع اغلبها صنع بالصين وهذا جوهر الصراع تريد أمريكا الاطاحة بكل اللاعبين اوروبا وروسيا والصين دفعة واحد بجر العالم لنزيف وبين أصابعها سلاح الدولار تجلد به الجميع وما يستتبعه من منظومة سويفت ولكن التنين الصينى تحول من اللاعب الانتاجى التجارى الى اللاعب السياسي معلنا أن تايوان أرض صينيه أن استمرار تسليح الجزيرة باسلحة امريكيه فلن تقبل اللوم بمساعدة روسيا فى الحرب عسكريا وهذا تصريح لوزير خارجية الصين خطاب شديد اللهجة لواشنطن ورسائل لها معانى دخل الحلبة عملاق تتنامى قوته بوتيرة سريعه عسكريا بزيادة الانفاق ممتلكا قاعدة انتاجيه هائلة وكل ما استطاعت امريكا فعله هو حرب الرقائق سواء ضد روسيا والصين بينما المنتج الاهم هى تايوان اما امريكا والصين وكوريا الجنوبين منتجين لنوع آخر ليس بدقة واهمية رقائق تايون وهنا المشهد يزداد غليان بين واشنطن وبكين من يستحوذ على درة تكنولوجيا العالم وعصب الانتاج المدنى والعسكرى على حد سواء وهنا تظهر امية تايوان الاستراتيجية 
وبقية دول العالم يتأثرون بالسلب بسوط الدولار تارة وسوط حشرجة حركة التجارة العالميه تارة آخرى ومنها الاقتصادات الناشئة وهنا يضع المشهد تحدى حتمى للبقاء بضرورة انتاج الغذاء - الدواء - التكنولوجيا ومن سيخسر هذا التحدى سيقف كلوح الخشب تهدده جنون الصراع على قمة العالم من اللاعبين الدوليين خصوصا وان وصل الصراع الى الصدام العسكرى بين الكتلة الغربيه والصين وروسيا وهنا قد يتأثر العالم اقتصاديا ودول يغزوها الجوع لاكثر من عشر سنوات .