عشرة أمور عن الحياة بقلم د. علي زين العابدين الحسيني

عشرة أمور عن الحياة بقلم د. علي زين العابدين الحسيني
عشرة أمور عن الحياة بقلم د. علي زين العابدين الحسيني
 
يجبُ أن تعرفَ عشرة أمورٍ تنفعك كثيراً في معرفة الحياة:
الأول: الحياةُ مودةٌ تبلى، وذكرى تنقطع، وسيرةٌ تنتهي، وعمرٌ يفنى، وأرضٌ تغترب عنها، وأناسٌ جددٌ تتعرف عليهم، وأصحابٌ يذهبون، وآخرون يأتون، وزملاء تبتعد عنهم، وفراقٌ لا لقاءَ بعده، واجتماعٌ لا فراقَ بعده، وحزنٌ في بيتك يزورك، وفرحٌ يحيط بك، وأولاد يعيشون معك، وآخرون ينشغلون بحياتهم .... إلخ، فهذه الحياة باختصار، ويبقى أنّ الأهم لك بعد ذهابك عن الدنيا أن يكون لك فيها ذكرٌ طيب وأثر في الخير.
الثاني: الحياةُ في سرعة أيامها كبحرٍ جارٍ بأمواجه، فإن كان فيها فهو يَسيرُ معها، لكن لو استطاع الشخص الثبات والانحياز إلى الشاطئ فلن تؤثر عليه سرعة الأمواج، فالشخص منّا إن استسلم للأيام هزمته، وأخذت من عمره، وشعر أن عمره لم يبق منه شيء، وإن ثبت فيها واعتدّ بنفسه، واستقلّ بأقواله وأفعاله فسيكون قائد الأيام لا أن تقوده الأيام. 
الثالث: أغلب الناس يسعون إلى النعم بالغفلة عما في أيديهم من النعم، ويترقبون السعادة المستقبلية بالتغافل عن السعادة اليومية، حالهم كحال مَن يجمعون المال في الليل والنهار ويحرمون أنفسهم اللذة به بالادخار، فيضيع زمانهم بالبحث عن المجهولات التي لا وجود لها في الحقيقة، وما هي إلا تخيلات تضيع معها الأعمار. 
الرابع: البس في هذه الحياة لِباسين: لباس انقباض، وهو للعامة، ولباس انبساط، وهو للخاصة، وعلى قدر عدم التفريق بينهما تكون المشقة في صحبتك للناس.
الخامس: لستَ الشخص الوحيد الذي يُعاني من ضغوطات الحياة، فكثيرون مروا بما مررتَ به، وربما أكثر مما أنتَ فيه غير أنهم لم يستسلموا للظروف، فحولوا ظروفهم لانتصارات ونجاحات، وسيأتي عليكَ أوقاتٌ في هذه الحياة المتناقضة تستأنسُ بالذئب إذا عَوَى، وتنفر إذا صوَّتَ الإنسان.
السادس: الحياةُ تبدو أكثر سهولة حينما تخلو مِن كثرة الوعود، ولن تكون إلا بالبعد عن الناس إلا للحاجات الضرورية، وأشدّ سُجُونها عاداتٌ وتقاليد وأفكار مضى عليها الزمن يُسجن الحيّ فيها، لا هو مُستطيعٌ أن يتركها، ولا هو قادرٌ أن يغيرها.
السابع: ليست الغايةُ تطرق دائماً بالسير في خطٍ مستقيم، قد تدرك بالمشي في طرق جانبية فرعية، فتخرج من طريق منعرج إلى طريق منعرج حتى تسير في خط مستقيم، وهو أشبه ما يكون بحالنا في هذه الحياة؛ فليس طريقك منعماً دائماً، وليس غرضك ظاهراً، قد تصاب بنكباتٍ، ولكنّ المهم أن تخرج من هذا الطريق المنعرج إلى طريقك المستقيم.
الثامن: ما زلتَ في هذه الحياةِ تساعدُ على نفسك بنفسك، فأمض وقتك فيما يصلحك؛ فإن لم تفعل أشغلك الآخرون بأوقاتهم، وانشغلْ في هذه الحياة بتحقيق أهدافك؛ فإن لم تفعل أشغلك الآخرون بأهدافهم.
التاسع: أعظمُ الأشخاص إنجازاً في هذه الحياة أكثرهم تغافلاً، فمن أشغل نفسه بالناس والقيل والقال والوقوف على أخبار وأحوال البشرية كلها ضيّع عمره ووقته وصحته فيما لا ينفعه، ومع مرور الوقت والأيام لا يجد لنفسه إنجازاً واحداً يعرف به، فتغافلوا وانشغلوا بما ينفعكم.
العاشر: ارتكابُ الأخطاء في حداثة سنك سببه عدم وجود خبرةٍ كافيةٍ في الحياة، لكنّه تمهيدٌ لطريقٍ قليلِ الأخطاء في مستقبل حياتك.
أجل، علينا جميعاً أن نراجع رؤيتنا للحياة، ونتفقدها كما لو كنّا غرباء عنها.