صفوت عطا الله يكتب: روائع الكلام في سر الأيام

صفوت عطا الله يكتب: روائع الكلام في سر الأيام
صفوت عطا الله يكتب: روائع الكلام في سر الأيام

يهل علينا شهر اكتوبر كل عام وما يحمله من ذكريات واحداث نتوقف عندها للتأمل ولتأخذ منها دروس وعبرة وموعظة بعضها يعطي آفاق لمستقبل باهر لبلادنا المصرية واخري يملا القلب بالشجون والعين تدمع يحتار المرء بين الفرحة وتحقيق الامال بعيده المنال او احداث  داميه مؤلمه.

نظرة سريعة مع الايام الدوارة – لهذا الشهر حتي نكتشف خصوصية شهر اكتوبر يمثل العدد ثمانية من الارقام الرومانية القديمة وكان موقعة الثامن بالسنة التي كانت تبدأ بشهر مارس (اذار) ولكن انتقل الي الشهر العاشر في السنة الميلادية الحالية.

 

أيقونه مباركة

بعد مئات السنين تفيق الدولة وتلتفت إلي كنوز وتراث العصر القبطي المنسي من التاريخ المصري وترجع الي الحق وتتذكر علي القيمة والفائدة والاستفادة من الاستعانة بالسياحة الدينية لأجل تنشيط السياحة والنهوض بالكساد والخروج من الضائقة الاقتصادية عن طريق إحياء ذكري رحلة العائلة المقدسة للسيد المسيح له المجد وهو طفل مع امه السيدة العذراء مريم والقديس يوسف النجار بالاماكن والنقاط التي تباركت بهذه الزيارة عن توثيق تلك الأماكن المقدسة من منظمة اليونسكو وإعداد أيقون مرسومه حسب الطقس القبطي الاصل وقيام وفد رسمي برياسة وزير السياحة واعضاء من لجنة حفظ التراث وبعض اعضاء مجلس النواب لزيارة الفاتيكان لنوال بركة البابا فرانسيس الأول واعتماد الرحلة علي الخريطة للسياحة الدينية لعلها تكون بداية طيبة وبادرة لعهد جديد بالاعتراف لتلك الحقبة المهملة خلال العصور السابقة واحياء التراث مما يعود بالفائدة والخير لبلادنا وحسبا بالمخطوطات القديمة تحدد النقاط والأماكن خمسة وعشرون موقع بداية من العريش منذ مغادرتهم فلسطين هروبا من اضطهاد هيرودس الملك الي مكان امن وهي مصر:"خذ الطفل واهرب إلي مصر" وحتي آخر نقطة "دير المحرق" باسيوط  ورجوعه ( من مصر دعوت ابنى ) فكانت النبوه التي تقول ( مبارك شعبي مصر )

ذكري غالية

السادس من اكتوبر ذكري غالية غلي قلوبنا جميعا خاصة الجيل الذي تحمل هزيمة ونكسة يونيو 1967 وذاق طعم المرارة خلال فترة الاستنزاف التي تم تشبيهها بالسيف المسلط علي الرقاب مهانة وذل وضعف لا يشعر بها سوي الذي عاصر وعاش حتي جاء الفرح والنصر المبين والفوز الاكبر بعبور القناة وعودة الروح المصرية الغائبة ولها ذكريات خاصة مكان أول يوم في حياتي العسكرية بتقديم نفسي لإدارة التجنيد في اسيوط  يوم السبت الموافق السادس من اكتوبر 1973 بداية العمليات العسكرية كأنه فأل طيب وذكري عظيمة وحصلنا علي ميداليات النصر باعتبارنا متواجدين وقاموا بتسمية الدفعة 34 ضابط احتياط دفعة النصر يشرفنا الانتماء ونلنا الاحترام امام العام كله وبداية جديدة ولم يستمر كثيرا فجأت ذكري أخري بنفس اليوم 1981 لحظة اعتيال الرئيس أنور السادات لنعلن للعالم مدي تغلغل الجماعات الارهابيه حتي وصل الي داخل القوات المسلحة وبداية لعهد الصراع والحرب ليس من العدو الاسرائيلي ولكن مع فئة منحرفة تنتمي للاسف الي مصر والذي نعاني منه حتى الآن .

فرحة عارمة

الثامن من اكتوبر لحظة توقف فيها الزمن حبس انفاس الملايين من الشعب المصري عندما سجل قدم اللاعب محمد صلاح هدف الفوز ويتأهل الفريق المصري لكرة القدم مونديال كأس العالم في موسكو 2018 للمرة الثالثة بعد غياب 28 سنه وهي نصف المدة للوصول للمرة الثانية 1990 وهي 56سنة من المشاركة الأولي 1934 فرحة عارمة وتصفيق  حاد ودموع تنهمر وزغاريد وهتاف يشق عنان السماء ودعاء الي الله سجود شكرا .

تعبير عفوي من الملايين العاشقة لكرة القدم فيكشف عن المعدن النفيس والأصيل الدفين بين ضلوع المصريين وانتماء وطني خالص يتوهج في لحظات الفوز والنصر ينطلق بلا ترتيب أو تجهيز أو ضوابط دون تحكم في المشاعر والعواطف الجياشة معبراً عن فرح وسرور بالرغم من المصاعب والمصائب والمشاكل وأسعار ملتهبة وإرهاب خسيس ومؤامرات فلم تمنع الجماهير للخروج ولم تخاف في أنحاء الجمهورية وخارجها تتحدي قوي الشر والارهاب وتثبت للعالم كله صلابتها وقوتها ضد أعداء الحياة ودعاة التطرف التي حاولت منذ مذبحة بورسعيد تنادي وتفتي وتسعي لإلغاء الكره من حياتنا باعتبارها هزل وضياع وقت فلم يقدر علي إرادة الشعب المحب للحياة وكرة القدم وانحسار للإرهاب وهزيمة لمشايخ التطرف والتشدد وجاء اليوم الذي نجني فيه ثمار الكفاح والتعب والفوز والوصول الي كأس العالم .

فكره شاردة:

بالرغم أنها مبارة كرة عاديه لا تعود بالنفع والاستفادة الشخصية ولكنها لها مفعول وآثر ايجاني وضح تماما لحظة الفوز والكسب و انعكس علي الشعب المصري كله ويكشف لنا مدى الأساس بالانتماء المصري الأصيل والحنين المندفعة منذ الالاف السنين فلم ينسي حضارته واصالته التي لها جذور العميقة بالارض والنهر بالرغم من توالى عهود الاحتلال والمستعمر من الفرس والاغريق والرومان والعرب والعثمانيين والانجليز والفرنسيين ولكنه ابدا لايرضى عن مصر بديل لاتبديل او تغيير هذا هو المعنى والدرس فمنذ سبعين عاما حاولنا البحث عن هويه اخرى او وهم جديد يسمى بالقومية العربية خاصة عقب حرب فلسطين 1948وحاول الرئيس جمال عبد الناصر تبنى تلك الفكرة ورغب في تطبيقها وفرضها على الدول العربية المستقلة ذهب الى الجزائر والعراق وليبيا وسوريا حتى أراد طمس اليهودية المصرية نهائيا باطلاق اسم الجمهوريه العربيه المتحده عقب الوحده مع سوريا 1958 وللاسف كانت احدى سلبيات واخطاء عبد الناصر والذي دفع ثمنها باهظا من صحته وعمره وشبابه انتهى بالنكسه والهزيمه والموت السريع وهو يحاول ترميم احوال العرب المنقسمين فكانت نهايه الوهم نهائيا .

عقب انتصار اكتوبر 1973 عادت الروح المصريه ورجعت مصر ولو استمر الحال بهذا الحماس لكانت مصر لها شأن عظيم حتى برز وهم اخر وخيال مريض وحلم الخلافه على يد الرئيس انور السادات وبدأت اجراءات لتحويل الدول المدنيه الى الدوله الدينيه التى لاتؤمن بالاوطان او الحدود والولاء فقط للدين تمثات فى مرشد الاخوان طظ فى مصر وهذه ايضا احدى سلبيات واخطائه التى عجلت باغتياله عندما حاول الرجوع والتراجع والتصدى للقوى المتأسلمه واستمر الوهم .الحل هو الاسلام وفرض الحجاب والتدين المظهرى طريق طويل خلال عصر حسنى مبارك فكانت فرصتهم واستيلائهم على مقاليد الحكم حتى توهموا تحقيق هدفهم ولكنها تبخرت سريعا وانتهى حلمهم وقضى على الوهم بعد عام واحد بايدى الشعب المصري العظيم فى ثورته المباركه والانتفاضه الشعبيه 30 يونيو 2013 .

مشوار طويل صعب وشاق للحفاظ على الهويه المصريه وحمايتنا من الوهم الاول والثاني وتبقي مصر عاليه .

هدية فاخرة :

العاشر من أكتوبر نستكمل مسيره الأيام بالاحتفال الكبير لوضع حجر الاساس للعاصمه الاداريه الجديده وخلال ثمانيه عشر شهرا فقط تم تنفيذ اعمال ومشروعات عظيمه وظهر معالم تلك العاصمه العالميه وبشائر رائعه وتوضح اصرار الدوله وتكشف طموح الرئيس وجهده الجبار للخروج من الضائقه الاقتصاديه وعوده الاستثمارات فكانت جوله السيسى على مساحه أربعين فدان وتفقد أماكن التي تم انشائها متمثله بمجتمع الماسه الذى يحوى فندق على أعلى الانظمه العالمية وقاعه مؤتمرات ومسجد كبير ومباني ملحقه من خلال شبكه طرق سريعة وكذلك الانشاءات التى تحت التشطيب الممثله فى مبانى مجلس الوزراء ومنطقه الوزارات والكاتدرائيه العظيمه وانشاء النهر الاخضر من المسطحات بطول 35 كيلو متر والمطار الدولي ومساكن حسب القدرات  والمساحات وهى السفارات لاكثر من 150 سفاره امر يدعوا للفخر والاعجاب لطموح هذه العقليه والنظره المستقبليه وان كنا تأخرنا كثيرا ولكنها بدايه طيبه وتحقيق مستقبل باهر مشرق وخلال عام واحد سيتم نقل الوزارات من القاهره العتيقه الى العاصمه الاداريه الجديده مما يجلب استثمارات كثيره وسريعه وكبيره حقا انها هديه فاخره .

جريمة غادرة :

وسط توهج البلاد بالاحتفالات والانتصارات لعهد الدوله المدنيه المصريه يحاول الارهاب دائما محاولات مستميته لسرقه الفرص سواء بعمليات ارهابيه ينال من الجيش المصرى فى سيناء او بعمل خسيس اجرامى متجرد من الرحمه بقيام المجرم بطعن كاهن مسالم القمص سمعان شحاته بمنطقه المرج بالقاهره وهو في زيارة رعويه للقاهره حيث يخدم بكنيسه الشهيد القديس يوليوس بعزبه جرجس وهو شقيق صديق فاضل وخادم بكنيسه مارجرجس بجيرسي سيتي وهو الأستاذ نادر المقيم بأمريكا منذ عشرين عاماً وأيضاً زوج أبنة حنا إبراهيم من كنيسة مارجرجس والأنبا شنودة بجيرسي سيتي ودون أن يدري هذا الجبان الخسيس القاتل الماجور وبسلاحه الحاد الملعون يضع علامه الصليب على جبهته وكأنه يختم بعلامه النصر والغلبه على الشيطان ويثبت للعالم من يمثله ويخدعه من قوى الشر والخيانه والارهاب . منذ شهور قليله وفى نفس هذا المكان حذرنا مرارا وتكرارا من هؤلاء المجرمين المنتشرين فى القرى والنجوع والمدن الذين قاموا بكل العمليات الاجراميه عقب فض اعتصام رابعه ومنذ هذا التاريخ طلقاء احرار يفعلوا اسوأ من هذا كلما سنحت لهم الفرصه وهم متأكدون من خروجهم بسهوله بتعويذه وشهاده طبيه معتمده من أشهر الاطباء التابعين لهم .. مختل ومريض عقلى وان الفتاوى التى تمنع القصاص منهم عائق من تنفيذ الاحكام ولن يمنعهم من الاستمرار فى مسلسل الاعتداءات المستمره بالرغم من تطبيق قانون الطوارىء وقد وجدت ورقه مع المجرم مكتوب عليها تمت العمليه بنجاح ومسجل عليها اسماء الدائنيين لهذا القاتل وهو دليل رائع على اصراره لارتكاب هذه الجريمه وتفسر اللغز الغامض ان تقتل طالما هناك من يسدد دينك ، اقتل وسوف نتكفل بأولادك ، اقتل وبإذن الله نزوج بناتك ، اقتل وستخرج كالشعره من العجين ... وسوف نحميك بالفتاوى والتفسيرات .. اقتل اقتل شهوه الدم والموت عنوان حياتكم مع الشيطان ولاتنسى ايها المجرم ان اسياخ الحديد التى سالت عليها دماء الشهيد سوف تشهد عليك وتلعنك وتدين عملك الخسيس الجبان وتأكد ان مصيرك الزوال ومزبله التاريخ وبئس المصير وجميع المشاركيين والمحرضيين لك والمتطرفين والارهابيين سواء كانت فى هذه الدنيا او هو انتقام السماء باذن الله .

وأما الشهيد أبونا سمعان فله الحياة الأبدية وفردوس النعيم، هيا أيها القديس العظيم يوليوس الأقفهصي كاتب سير الشهداء قم وأمسك قلمك وسجل لنا السيرة العطرة لشهيد بيتك والتي بناها وجعلها كنيسة عظيمة على أسمك في موطن مولدك لتكون في السنكسار تقرأ على مر العصور والأزمان.

مؤامرة فاشلة :

تثبت مصر قدرتها على مواجهة الارهاب والمؤامرات التى تحاك بها وفضحت القذاره وسقطت الاقنعه عن المتامريين برغم خروج السيده مشيره خطاب من الفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو والا انها خرجت بشرف واحترام يشهد عليه تنازل المرشح الصينى وتكشف الدور القذر لدويله قطر عقله الصباع الذى كان شعار مرشحه انى قدم ويدى مليانه بالرشوة والوعود فنال الهزيمه أيضا بالمشاركه مع مندوب فرنسا الذى تم ترشيحها بالرغم من عرفياً بعدم ترشح الدول المضيفة للمنظمه وهى باريس وهكذا يكون تكرار نفس المؤامره عندما ترشح الوزير السابق للثقافه فاروق حسنى عام 2007 وايضا لم يفلح بسبب تدخل السياسه القذره فى اعمال منظمه التربيه والعلوم والثقافه اليونسكو .

فرصة سانحة :

تم توقيع معاهده مصالحه وتحت رعايه مصر فى القاهره بين حركه فتح وحماس للاتفاق على عوده وزاره الوفاق الوطنى للعمل فى قطاع غزه واستلام المعابر والإشراف عليها اعتبارا من شهر نوفمبر 2017 وايضا ممارسه عملها بالقطاع وحل مشاكل الموظفيين وحل مظاهر التسلح ومتابعه تنفيذ الاتفاقيه مع كافه المنظمات الاخرى انها بادره طيبه وفرصه سانحه لتلك القضيه الشائكه وعوده المياه لمجاريها بين المتصارعين والاخوه بعد احدى عشر عاما من التناحر والانقسام والحروب والايام قادمه وسوف تثبت مدى تطبيق بنود الاتفاق على ارض الواقع .